هي بالفعل قفزة في الأداء، أتحدث عن تسليم قناة السويس الجديدة في موعدها المحدد بعد أن اختصر الرئيس مدة التنفيذ من ثلاث سنوات إلي سنة واحدة ، هذا الحدث هو نموذج تقدمه الدولة للاقتداء به في سرعة الإنجاز وكفاءة الأداء، عندما طالب الرئيس الجميع بقفزات في الأداء كان يدرك أننا نسابق الزمن وأن الأداء العادي لن يلبي تطلعات الشعب المصري بل أنه لن يعيدنا حتي إلي الوضع الذي كنا عليه والذي ثار عليه الشعب، قناة السويس الجديدة هي نموذج للأداء الذي تتطلع إليه الدولة المصرية الجديدة و رسالة للداخل قبل الخارج أننا قادرون علي الانجاز في ظل ظروف بالغة الصعوبة، قادرون علي قهر المستحيل، قناة السويس هي طاقة أمل أمام المصريين.. لكن المزعج هو التناول الإعلامي الخاطئ لهذا الموضوع من قبل بعض الإعلاميين وللأسف بعضهم محسوب علي الدولة، هذا التعاطي الخاطئ نجم عنه قناعات خاطئة لدي كثير من المصريين بأن القناة ستحل كل مشاكلهم، بل وسرب لدي بعضهم شعورا متناميا بأن عليهم سرعة تجهيز حقائبهم لتلقي نصيبهم من فائض الدولارات التي ستدرها قناة السويس الجديدة، تهيئة المواطن لوضع مختلف لمجرد الانتهاء من عمل عظيم كهذا هو بالتأكيد أمر ضار، سيُصدم المواطن عندما يري أن الأزمات هي ذاتها وأن تغيرا ملموسا لم يحدث بعد تشغيل القناة، مما يجعله ينقلب علي الدولة ويصبح فريسة سهلة لأعداء الوطن. تمنيت لو تخلي البعض عن ذات الرسالة القديمة التي تسببت لنا في كوارث من قبل و ارتفع لقدر المسئولية و تعاطي بشكل مختلف مع حدث استثنائي في فترة استثنائية من تاريخ مصر والمنطقة، برسالة إعلامية تؤكد علي أن نجاحنا في افتتاح القناة الجديدة ما هو إلا بداية، هذا النجاح ما هو إلا كسر للمستحيل واكتساب للثقة في النفس، وشهادة بالقدرة علي خوض غمار التحدي الصعب والطويل، رسالة تؤكد علي أن هذا النجاح ما هو إلا قفزة في الأداء يجب أن تتبعها قفزات أخري عديدة قبل أن ننعم بالحياة الكريمة التي نتطلع إليها، فهل يتدارك الأعلام سقطاته لا سيما وأننا علي أعتاب قفزات ومشروعات عملاقة أخري، أم أن الطبع دائما يغلب التطبع؟!.