كثيرا ً ما نسمع عن ' الجاثوم ' وأنه من جني يجثم علي صدر الإنسان حين يكون تاركاًً للصلاة أو غيرها، هل يوجد أي شيء في سنة النبي صلي الله عليه وسلم يذكر ذلك؟ أم أنه من الخرافات والأساطير؟. أولاً : الجاثوم هو الكابوس الذي يقع علي الإنسان في نومه. قال ابن منظور : ' الجثام ' و ' الجاثوم ' : الكابوس، يجثم علي الإنسان،.. ويقال للذي يقع علي الإنسان وهو نائم ' جاثوم '. وقال – أيضاً - : والكابوس : ما يقع علي النائم بالليل، ويقال : هو مقدمة الصرع، قال بعض اللغويين : ولا أحسبه عربيا إنما هو النِّيدلان، وهو الباروك، والجاثوم. ثانياً : قد يكون ' الجاثوم ' بسببٍ عضوي مادي، كتأثير طعام أو دواء، وقد يكون بسببِ تسلط الجن، ويكون علاج الأول بالحجامة والفصد وتخفيف الطعام وغيرها، ويكون علاج الثاني بالقرآن والأذكار الشرعية. قال ابن سينا في كتابه الطبي ' القانون ' : ' فصل في الكابوس : ويسمي الخانق، وقد يسمي بالعربية الجاثوم، والنيدلان. الكابوس مرض يحسّ فيه الإنسان عند دخوله في النوم خيالاً ثقيلاً يقع عليه، ويعصره ويضيق نفسه، فينقطع صوته وحركته، ويكاد يختنق لانسداد المسام، وإذا تقضي عنه انتبه دفعة، وهو مقدمة لإحدي العلل الثلاث : إما الصرع، وإما السكتة، وإما المانيا، وذلك إذا كان من مواد مزدحمة، ولم يكن من أسباب أخري غير مادية. وهكذا يقول الأطباء المعاصرون، فقد قسَّم الدكتور حسَّان شمسي الكوابيس إلي قسمين : الكوابيس العارضة، والكوابيس المتكررة، وجعل الأول لأسباب مادية، والثاني بسبب تسلط الجن. وقال في كتابه ' النوم والأرق والأحلام ' : ' 1' الكوابيس العارضة : تحدث لسببين : أ- تحيز بخارات في مجري النفس تتراقي إلي الدماغ أو تنصب منه دفعة حين الدخول في النوم، فيشعر المصاب بثقل في الحركة والكلام أو شعور بالفزع، وهو مقدمة الصرع العضوي، ويحدث أيضا عند التعرض للضغوط النفسية. ب- تعاطي أدوية يمكن أن تسبب الكوابيس او التوقف عن استعمال الأدوية المهدئة، كالفاليوم. 2' الكوابيس المتكررة : وهذا النوع من الكوابيس يدل علي تسلط وإيذاء الأرواح الخبيثة للإنسان '. والخلاصة : أن الجاثوم هو الكابوس، وليس هو خرافة ولا أسطورة، بل هو حقيقة واقعة، وقد يكون لأسباب مادية، وقد يكون من تسلط الجن. والله أعلم.