أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف إجماع أهل السنة علي أن مسألة الخلافة أو الإمامة ليست من أصول الدين، وإنما هي مسألة عملية تنظيمية بحتة، ومحل بحثها الأحكام العملية في الفقه، وهي من فروض الكفاية، كصلاة الجنازة، التي إذا قام بها البعض سقطت عن الباقين. وقال شيخ الأزهر، في حديثه اليومي الذي يذاع خلال شهر رمضان المبارك علي الفضائية المصرية، إن مسألة الإمامة ليست من أصول الاعتقاد ولا متعلقة بالإيمان أو بالكفر عند أهل السنة، لأن الإيمان يبُني علي الاعتقاد، حيث إنه عمل قلبي، وليس من أعمال الجوارح. وأضاف أنه في المقابل فإن الشيعة يقولون إن الإمامة أصل من أصول الدين فمن لا يؤمن بالإمامة لا يكتمل إيمانه وليس شيعيا، وأصول الدين عند الشيعة، هي التوحيد والعدل، والنبوة، والإمامة، والإيمان بالمعاد بالبعث أي الحياة بعد الممات والجنة والنار، والسنة والشيعة متفقون في كل هذه الأصول ماعدا أصل الإمامة، فالشيعة يعتقدون أنها من أصول الدين فكما يجب علي المسلم أن يعتقد بالنبوة فيجب عليه أيضًا بالإمامة. وأوضح فضيلة الإمام الأكبر أن تعيين الإمام عند الشيعة اختيار إلهي، بمعني أن الله تعالي أوحي إلي النبي -صلي الله عليه وسلم- بأن سيدنا علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- هو الإمام من بعده، ثم أن سيدنا عليًّا سمَّي الإمام الحسن، والإمام الحسن سمَّي الإمام الحسين إمامًا، وهكذا إلي الإمام الاثني عشر، الذي اختفي ولا زال الشيعة إلي الآن ينتظرون خروجه ويدعون له بالفرج، وأما أهل السنة فيعتقدون أن النبي -صلي الله عليه وسلم- لم ينص علي شخص معين حدده باسمه ليكون خليفة من بعده، بل ترك الأمر لاختيار صحابته يختارون من يشاؤون ويتفقون عليه لقيادتهم ورئاستهم وحكمهم، وبالتالي فإن الإمامة عند الشيعة أصل من أصول الدين، وعند أهل السنة ليست كذلك. وبين أن الإمامة تعني الإمام الذي يقود المسلمين بعد النبي -صلي الله عليه وسلم- سواء سُمِّي إماما أو خليفة، وأهل السنة سموه خليفة لأنه خلف رسول الله -صلي الله عليه وسلم- والشيعة سموه إمامًا لأن المسلمين يأتمون به كما كانوا يأتمون بالنبي -صلي الله عليه وسلم-