تجربة فريدة من نوعها تجري منذ شهور علي أرض معهد شلل الأطفال بإمبابة، ودار ياسمينا لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة، أبطال التجربة الحقيقيون هم المرضي أنفسهم، الذين انتهزوا فرصة دعمهم من رجل أعمال بادر بالوصول إليهم فتحولوا من أشخاص يعانون قسوة المرض والمعاناة مع الحياة إلي ما يشبه خلية النحل، يتحركون بحماس في كل مكان، ويتنقلون ما بين معهد شلل الأطفال ودار ياسمينا لتحقيق حلم مشروع بات واضحًا في الأفق، صارت لهم حياة مختلفة تمامًا، فهم وذووهم مَنْ أشرفوا وتابعوا وعملوا بأيديهم وقلوبهم في كل ما تم من تطوير بالمعهد، وقد فتح صدره لهم الدكتور عمرو عزام مدير المعهد، والأستاذ إبراهيم أمين مدير دار ياسمينا. المبادرة بدأت حينما عرض أحد رجال الأعمال دعمَه للمعهد وأنشطة الدار، ثم جاءت الفكرة بعمل مزاد للخير لصالح مرضي معهد شلل الأطفال كل ثلاثة أشهر، لشراء الأجهزة الطبية المهمة التي يحتاجها المعهد، وتلبية احتياجات آلاف المرضي الذين في هم أمسِّ الحاجة لمن يعينهم علي قسوة ظروفهم، وبالفعل أُجري المزاد الأول منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر داخل المعهد، وتبرع الخيرون بعشرات الآلاف من الجنيهات، وبناء عليه تم إصلاح المصعد الخاص بالعمليات الذي كان معطلاً لفترة طويلة لعدم توافر الإمكانات المادية، كما تم استكمال بناء الدور السادس بالمعهد ويضم 4 غرف و 20 سريرًا، وهو ما يعني تخفيف العبء عن الكثيرين من المرضي ومنحهم الخدمات العلاجية وتوفير مكان لإقامة المرضي القادمين من المحافظات، فضلاً عن شراء جهاز رسم مخ جديد للمعهد وبعض الأجهزة التعويضية، وتجديد وتجميل الحديقة الخارجية التي ينتظر فيها الأطفال وذووهم لفترات طويلة لحين الانتهاء من يوم شاق للعلاج وللحصول علي جلسات العلاج الطبيعي، ليتحول بذلك المعهد من مجرد مستشفي للعلاج إلي مشروع إنساني حقيقي يقدَْم ليس فقط العلاج بل الدعم النفسي والمساندة الفعلية وصحبة من الأصدقاء الذين صار لهم حلم ببناء مكان مثالي يقدم الخدمة للمرضي ليس كوظيفة يقوم بها القائم علي العمل بل بالحب الذي بات جامعًا لهم في المكان، وهو نفسه الحلم الذي تعيشه دار ياسمينا اليوم، حين انتقلت خلية العمل لإحياء الأمل في الغد الذي كاد يفقدوه للأبد، عاد الأمل لعشرات الأسر من ذوي الاحتياجات الخاصة وأسرهم، وكذلك للكثير من السيدات المعيلات، وغيرهن، حين تطوع رجل الأعمال نفسه بعمل مشروع لصناعة الحقائب وقام بتوفير الخامات المطلوبة وكذلك توفير منافذ البيع، بدأ المشروع من القاهرة وضواحيها ويخطط لتطبيقه علي مستوي محافظات مصر، فبدلاً من ضياع الوقت تقوم السيدات بصناعة الحقائب وهن داخل بيوتهن، وكلما سلمت حقيبة أخذت ثمن صناعتها فور تسليمها، وهو المشروع الذي لاقي قبولاً واسعًا ونجاحًا منذ بداية تنفيذه علي أرض الواقع. في مصر الكثير من الأخيار الشرفاء الوطنيين الذين يعشقون تراب هذا البلد ولديهم القدرة علي دعم أهله واقتصاده، بقي أن نلتف ونتكاتف ونوقن أننا نستطيع أن نصنع من وطننا وطنًا يليق باسم مصر وشعبها. شكرًا لكل مَنْ ساهم في رفع المعاناة عن مرضي معهد شلل الأطفال، شكرًا لكل مَنْ يمد يده بالخير لمن يستحق، ودعوة لكل مَنْ يحب الخير للمشاركة في تخفيف معاناة الحياة علي مَنْ يستحقون الحياة، موعدنا الجمعة الثانية ظهرًا 26 يونية لمدة ساعة واحدة فقط تشارك فيها في دعم الخير، ومنح الحياة.