قررت محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار حسن فريد، تأجيل محاكمة 213 متهما من أخطر عناصر تنظيم أنصار بيت المقدس الإرهابي، إلي جلسة 4 يوليو المقبل، في قضية اتهامهم بارتكاب أكثر من 54 جريمة إرهابية تضمنت اغتيالات لضباط شرطة ومحاولة اغتيال وزير الداخلية 'السابق' محمد إبراهيم، وتفجيرات طالت منشآت أمنية بعدد من المحافظات في مقدمتها مباني مديريات أمن القاهرة والدقهلية وجنوب سيناء. وجاء قرار التأجيل لاستكمال فض أحراز الدعوي. استكملت المحكمة فض الأحراز الخاصة بالمتهمين في القضية، لكل متهم علي حدة، والتي تضمنت أسلحة نارية 'بنادق آلية ومسدسات' وذخائر مما تستعمل في تلك الأسلحة، وبعض فوارغ الطلقات التي أوضح ممثل النيابة العامة أنها استخدمت في عملية اغتيال المقدم محمد مبروك الضابط بقطاع الأمن الوطني. كما ذكر ممثل النيابة أن بعضا من الأسلحة النارية المضبوطة، الموضحة بالأحراز، استخدمت بمعرفة المتهمين في عملية الهجوم المسلح علي قسم شرطة النزهة، وفقا لما جاء بالتقارير الفنية في شأن فحص تلك الأسلحة. وقدم ممثل النيابة إلي المحكمة مذكرة رسمية تفيد أن الأحراز تشمل أيضا مواد كيماوية مما تستخدم في صناعة المتفجرات، وانه يتعذر إحضارها إلي مقر المحكمة نظرا لخطورتها وكونها من المواد شديدة الانفجار. وضمت الأحراز أيضا مجموعة من الأدوات التي يتم من خلالها تصنيع العبوات الناسفة، من بينها قطع معدنية.. إلي جانب معدات تنظيف الأسلحة. وكان النائب العام المستشار هشام بركات قد سبق وأن أمر بإحالة المتهمين للمحاكمة الجنائية، في ختام التحقيقات التي باشرتها معهم نيابة أمن الدولة العليا. وأظهرت تحقيقات النيابة أن المتهمين تلقوا تدريبا عسكرية بمعسكرات كتائب عز الدين القسام 'الجناح العسكري لحركة حماس الفلسطينية' وأن زعيم التنظيم 'المتهم الأول توفيق محمد فريج زياده' تواصل مع قيادات تنظيم القاعدة، فضلا عن تخطيطهم لاستهداف السفن العابرة للمجري الملاحي لقناة السويس خاصة السفن التابعة للولايات المتحدةالأمريكية. وأسندت النيابة العامة إلي المتهمين ارتكابهم لجرائم تأسيس وتولي قيادة والانضمام إلي جماعة إرهابية، تهدف إلي تعطيل أحكام الدستور والقوانين ومنع مؤسسات الدولة من ممارسة أعمالها، والاعتداء علي حقوق وحريات المواطنين والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي، والتخابر مع منظمة أجنبية المتمثلة في حركة حماس 'الجناح العسكري لجماعة الإخوان الإرهابية' وتخريب منشآت الدولة، والقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد والشروع فيه، وإحراز الأسلحة الآلية والذخائر والمتفجرات. وأكدت التحقيقات أن الرئيس الأسبق محمد مرسي 'وقت توليه للحكم' كان علي اتصال بقيادات تنظيم أنصار بيت المقدس الإرهابي، واتفقوا علي امتناع التنظيم عن ارتكاب أية أعمال عدائية طيلة مدة حكمه للبلاد.. كما أوفد الرئيس الأسبق الإرهابيين محمد الظواهري وأحمد عشوش إلي سيناء للقاء أعضاء الجماعات التكفيرية المختبئة بها، لتهدئتهم وإيقاف عملياتهم العدائية مقابل التعهد بإصدار عفو رئاسي عن جميع المتهمين التابعين لهم، ومحاولته 'مرسي' التدخل لعرقلة التحقيقات القضائية التي تجريها سلطات التحقيق معهم. واعترف 60 متهما أثناء تحقيقات النيابة العامة باعتناقهم الأفكار المتطرفة وتكفير الحاكم وشرعية الخروج عليه، وتغيير نظام الحكم بالقوة عن طريق الاعتداء علي أفراد القوات المسلحة والشرطة ومنشآتهما، وتمويل التنظيم من خلال استباحة أموال وممتلكات المسيحيين ودور عبادتهم. وأكدت التحقيقات ارتكاب الجناة أكثر من 54 جريمة إرهابية كان من بينها جرائم قتل 42 من قوات الشرطة و 15 مواطنا و 349 مصابا. وأشارت النيابة العامة إلي أنه من بين تلك الجرائم قتل المقدم محمد مبروك الضابط بقطاع الأمن الوطني وهو الشاهد الرئيسي في قضية التخابر المتهم فيها الرئيس الأسبق محمد مرسي وعدد من قيادات تنظيم الإخوان الإرهابي، وكذلك قتل اللواء محمد السعيد مدير مكتب وزير الداخلية والرائد محمد أبو شقرة والملازم أول محمد حسن، والمجند علي رمضان، والمواطنة أمال محمود كامل زوجة أحد ضباط الشرطة، والمواطن محمد أبو غنيمة لسرقة سيارته عمدا مع سبق الإصرار، ومحاولة اغتيال اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية 'الأسبق' باستخدام سيارة مفخخة، والعميد طه زكي، والعقيد طارق الطحاوي. وأوضحت التحقيقات أن المتهمين ارتكبوا أحداث تفجير مباني مديريات أمن القاهرة والدقهلية وجنوب سيناء، التي روعت المناطق المحيطة بها والقاطنين فيها، ومحاولة تخريب الكثير من المنشآت الشرطية التي من بينها مديرية أمن الإسماعيلية، وقسم مدينة مصر أول، ونقطة شرطة النزهة، ومركز شرطة أبو صوير، والأكمنة الشرطية بالتجمع الأول بالقاهرة الجديدة، وباسوس، والكيلو 105 بالاسماعيلية، وكذلك المنصورة ومسطرد والجرايدة، ومعسكر الأمن المركزي بالسويس، ونادي ضباط الشرطة بالعريش، وتفجير سيارة شرطة بالاسماعيلية، ووضع عبوة ناسفة بسيارة مأمور قسم إمبابة. وذكرت التحقيقات ان المتهمين قاموا بإطلاق القذائف الصاروخية ' أر بي جي' تجاه محطة القمر الصناعي بضاحية المعادي، والتعدي علي مقر حزب المصريين الأحرار، ومحاولة تفجير محطة وقود تابعة للقوات المسلحة بطريق السويس.. إلي جانب قيامهم بإطلاق قذائف صاروخية تجاه سفينة تجارية صينية حال عبورها المجري الملاحي لقناة السويس لاستعداء دولتها ومحاولة تخريب مجري القناة عن طريق تفجير غواصة بدائية تحمل طنا كاملا من مادة 'تي إن تي - شديدة الانفجار' وتفجير خط الغاز الطبيعي بأبي صوير. وكشفت التحقيقات أن ذات المتهمين قاموا بالسطو علي سيارات بريد أبو صوير والتجمع الأول والمطرية والشيخ زايد وبلقاس، واعتراض سيارة نقل أموال تابعة لشركة 'أمانكو' وسرقتها وسرقة أموال ماكينة الصراف الآلي التابعة لبنك الاسكندرية فرع القنطرة غرب، وسرقة الكثير من سيارات المواطنين 'خاصة المسيحيين منهم' بالإكراه. وأشارت النيابة إلي أن تلك الجرائم قد أسفرت عن إحداث أضرار بالممتلكات العامة تجاوزت قيمتها 250 مليون جنيه، إلي جانب خسائر بالممتلكات الخاصة للمواطنين قيمتها قرابة 30 مليون جنيه. وأظهرت تحقيقات النيابة أن قيادات تنظيم أنصار بيت المقدس قاموا بتقسيمه إلي 8 مجموعات عنقودية، تفرع منها 8 مجموعات نوعية تولت كل منها تنفيذ مهام محددة، من بينها نشر فكر التفكيري في أوساط الشباب، وتصنيع المتفجرات، وتهريب ونقل الأسلحة داخل البلاد وعبر الحدود مع دولتي ليبيا والسودان، نظير الحصول علي نسبة 10% منها، وإيواء وإخفاء عناصر التنظيم وتصوير العمليات الإرهابية أثناء تنفيذها، والرصد والمراقبة والتخطيط والتنفيذ. وأوضحت التحقيقات أن العناصر القيادية بالتنظيم، ومن أبزرهم الإرهابي توفيق محمد فريج زياده القائد الأول للتنظيم، وعضو تنظيم القاعدة محمد علي عفيفي بدوي مسئول تدريب مجموعات عناصر تنظيم القاعدة باليمن، ومحمد بكري هارون ومحمد أحمد نصر مؤسس كتائب الفرقان، وهاني أمين مصطفي عامر مهندس البرمجيات والالكترونيات الذي استعانت حركة حماس لتطوير منظومة الصواريخ الخاصة بها – تمكنوا من إلحاق بعض الجناة بمعسكرات تابعة لكتائب عز الدين القسام الفلسطينية بقطاع غزة. وتبين من التحقيقات أن تلك العناصر قامت بالتدريب العسكري والبدني، واعتنق بعضهم الفكر الإخواني القطبي المتطرف، بعد انضمامهم لتنظيم الإخوان الإرهابي، وتسللوا إلي دولة سوريا عبر دولة تركيا، للتدريب علي حرب الشوارع والمدن، ثم العودة للبلاد لتنفيذ ما تم التدريب عليه.. إذ خططوا لضرب التمركزات الأمنية المحيطة بميدان رابعة العدوية أثناء فترة الاعتصام به، ومباني بعض القنوات الفضائية بمدينة الانتاج الإعلامي، ورصد واستهداف بعض قيادات الدولة ووزير الدفاع السابق وبعض ضباط الشرطة خاصة العاملين بقطاع الأمن الوطني وعدد من الإعلاميين. كما كشفت التحقيقات عن ارتباط أنصار بيت المقدس وعناصر خلية كتائب الفرقان المنبثقة منه، بحركة المقاومة الإسلامية حماس، التي أمدت التنظيم الإرهابي بالأموال والأسلحة والمواد المتفجرة اللازمة لتنفيذ مخططاته الإرهابية، وأن عناصره تخابروا مع الإرهابيين قيادي الحركة أيمن نوفل ورائد العطار، لارتكاب أعمال عدائية تستهدف مؤسسات الدولة ومواطنيها، بهدف إسقاط الدولة المصرية، وبأن جميع عناصر تنظيم كتائب الفرقان كانوا أعضاء بحملة حازم صلاح أبو إسماعيل وقت اعتزامه الترشح لانتخابات الرئاسة.