أكد محمد الهادي الدايري، وزير الخارجية الليبي، أنه ناقش مع نظيره السعودي عادل بن أحمد الجبير، خلال زيارته الأخيرة للسعودية، القضية الليبية وسبل الخروج من الأزمة السياسية والأمنية التي تعاني منها البلاد، والتي تمخضت عنها مشكلات اقتصادية أضرت بالدخل القومي، مشيرًا إلي أن حالة عدم الاستقرار والتناحر في غرب وجنوب ليبيا ألقت بظلالها الوخيمة علي المواطن الليبي. وقال الوزير الليبي، في حوار مع صحيفة 'الشرق الأوسط' الدولية في طبعتها السعودية، إنه بحث مع وزير الخارجية السعودي المساعي الخليجية من أجل رأب الصدع بين أبناء الوطن الواحد في ليبيا، معبرا عن ارتياحه لاستمرار دعم السعودية للشعب الليبي واستقراره الأمني والسياسي، لافتا إلي أن اللقاء الذي جري في العاصمة القطرية الدوحة الشهر الماضي بين أطراف ليبية برعاية قطرية وإماراتية قد يعقبه اجتماعات أخري لاحقة، مضيفا أن السعودية تراقب عن كثب تلك المساعي وتعمل علي إنجاحها من باب دعمها للشعب الليبي ووقوفها معه في وجه محنته التي يعاني منها في الفترة الماضية. وأكد 'الدايري'، مراقبتهم باهتمام اجتماع القبائل الليبية الذي دعت إليه مصر ويأملون أن تكون هناك نتائج مثمرة لذلك اللقاء، مؤكدا أنه يكمل بعض اللقاءات الأخري التي جرت تحت رعاية الأممالمتحدة، مضيفا أنه 'ليس هناك شك من جانبهم بأن المكون القبلي مهم في المجتمع الليبي وكثيرا ما يعول علي القبيلة سواء في غريان أو البيضاء أو مصراتة في حل المشكلات الاجتماعية والسياسية وقيادة البلد لبر الأمان'، مؤكدا أنها جزء أساسي في ليبيا ولعبت أدوارا تاريخية مهمة في تحرير البلاد من الاستعمار الإيطالي وأسهمت في البناء منذ الاستقلال في خمسينات القرن الماضي. وأبدي قلقه من تصاعد الإرهاب في بلاده، قائلا، أن 'الأمر يقلق الجيران والمجتمع الدولي بأسره'، مبينا أن هناك اتصالات جارية بين الأشقاء في الخليج والسعودية للتصدي للإرهاب، وأن 'هناك ترحيبا من السعودية وترحيبا منا نحن تجاه تلك المساعي التي تصب في إعادة اللحمة الوطنية في ليبيا'. وقال أن 'عملية فجر ليبيا التي انطلقت قبل عام شكلت تحديا كبيرا للوحدة الوطنية في ليبيا وقبل ذلك كانت المرحلة الانتقالية صعبة بين 2012 و2014 وحفلت بكثير من التهديد لاستقرار الأوضاع، لكن ما يحدث منذ يوليو 2014 الذي تزامن مع قيام تلك العملية هو تحد كبير وشرخ في النسيج السياسي والاجتماعي الليبي، وبعد تلك العملية تم إطلاق ما يسمي بحكومة الإنقاذ الوطني، وبالتالي أصبح هناك انقسام سياسي واضح'. وأبدي تفهمه لشكاوي تونس من الهجمات الإرهابية التي تطالها من بعض الجماعات المتطرفة الموجودة علي الأراضي الليبية، مبينا أن التنسيق الأمني ليس موجودا حاليا بالقدر الكافي وينتظرون بسط نفوذ الدولة علي كل الأراضي الليبية، مضيفا أن 'الحكومة الليبية المؤقتة موجودة في بعض الأطراف في البلاد وليس بمقدورها السيطرة الكاملة علي أرض ليبيا وبالتالي هناك جماعات متطرفة مثل 'داعش' خارج سيطرة الدولة لا تهدد ليبيا فحسب وإنما هددت مصر وتونس'. وأفصح بأن الولاياتالمتحدة لا تتعاون مع الحكومة الليبية لأنها تربط دعم ليبيا في مكافحة الإرهاب بتشكيل حكومة وحدة وطنية شأنها شأن المجتمع الدولي في هذا الإطار، واستعرض جهودهم لجلب الدعم من خلال طرح مشروع قرار عربي في مجلس الأمن الدولي فبراير الماضي عبر المقترح الذي طرحته الأردن بصفتها عضوا في مجلس الأمن الدولي لكن المشروع لقي الرفض لأن المجتمع الدولي فرض مفهومه بأن أي مساعدة للجيش الليبي في محاربة الإرهاب يجب أن ترتبط قبل كل شيء بتشكيل الحكومة.
