هدوء وانتظام في امتحانات النقل بالمراحل الإبتدائية والإعدادية الأزهرية.. صور    للمرة الأولى.. معهد إعداد القادة يستضيف اجتماع المجلس الأعلى لشئون التعليم والطلاب    للاطمئنان على صحة الأنبا أبوللو.. وزير الأوقاف يزور مطرانية سيناء الجنوبية|صور    وكيل «مطروح الأزهرية» يتفقد فعاليات البرنامج التدريبي للشؤون الوظيفية    وزارة الري تستضيف مدير كلية الدفاع الوطني التنزاني    المالية: الوضع الاقتصادي فى مصر بدأ يتحسن.. وحققنا مؤشرات جيدة    وديعة البنك الأهلى.. كيف تحصل على عائد 2000 جنيه شهريًا؟    رئيس الوزراء: التعاقد مع شركات عالمية لإدارة وتشغيل ميناء دمياط    رئيس التمثيل التجاري : 15.8 مليار دولار حجم التجارة بين مصر والصين خلال 2023    «الزراعة»: 15 نصيحة لمربي ومنتجي الثروة الحيوانية والداجنة لمواجهة ارتفاع الحرارة    مزاعم الجيش الصهيوني: ق.تلنا 10 فلسطينيين في 40 ساعة    وزير الخارجية: جهود مكثفة من مصر لدعم غزة منذ اندلاع الحرب    الصين: الاعتراف سريعًا بدولة فلسطين خطوة لتصحيح ظلم تاريخي طال أمده    وزارة الدفاع الروسية تعلن عن خسائر فادحة للجيش الأوكراني خلال 24 ساعة    6 معلومات عن رائد الفضاء محمد فارس بعد وفاته.. عمل مدربا للطيران    مجانا.. شاهد مباراة الأهلي ومازيمبي في دوري أبطال إفريقيا بهذه الطريقة    كيف يحدد الأهلي مصير الترجي وصن داونز للتأهل لمونديال الأندية 2025    نجم ريال مدريد يغيب عن التدريب النهائي قبل كلاسيكو الأرض    كلوب يدافع عن محمد صلاح بعد إهدار فرص سهلة أمام أتلانتا..هذا ما يفعله المهاجمون    اتحاد الكرة: تواصلنا مع فيتوريا لسداد الشرط الجزائي.. ومحمد صلاح سينضم بالمعسكر المقبل    السجن المؤبد لمتهم بالاتجار في الهيروين بالشروق    القصة الكاملة للعثور على طفلين بمفردهما داخل منزل بقرية دماط بالغربية.. صور    تفاصيل تهديد شاب لمدير سابق بماركت شهير بفيديوهات مخلة بالشرف    مؤسس «أمهات مصر» تعلن مطالب أولياء الأمور بشأن امتحانات الثانوية العامة    «الداخلية» حملات لمكافحة جرائم السرقات تضبط 17 متهمًا ب 4 محافظات    خطوات بسيطة للحصول على صحيفة الحالة الجنائية    بالأسماء: أصابة 16 شخصا فى حادث انقلاب سيارة ميكروباص بالفيوم    فقد أشقاءه الأربعة.. قصة حزينة في حياة صلاح السعدني    شم النسيم 2024.. اعرف الموعد وسبب الاحتفال وقصة ارتباطه بعيد القيامة    5 ملايين جنيه إيرادات أفلام عيد الفطر خلال 24 ساعة.. «شقو» في الصدارة    «اللغة العربية وتحديات العصر».. مجمع اللغة العربية ينظم الدورة ال90 لمؤتمره الدولي السنوي    الفرقة القومية بالإسكندرية تقدم «سجن النسا» على مسرح الأنفوشي مجانا    حكم انفصال الزوجين بدون طلاق؟.. أمين الفتوى يجيب    تفاصيل استضافة محافظة جنوب سيناء للمسابقة العالمية للقرآن يوليو القادم| خاص    هل يمكن لمريض السكر حقن إبرة الإنسولين من خلال الملابس ..الصحة تجيب    إعادة كف يد شاب مبتورة في جراحة ناجحة بمستشفيات جامعة المنوفية    غذاء ودواء.. قنا تحصد إنتاج "أول قطفة" من عسل الشمر- صور    كشف وعلاج ل1300 حالة في 6 تخصصات طبية ضمن حياة كريمة ببني سويف    مخاطرة بحرب إقليمية.. هآرتس تنتقد الهجوم الإسرائيلي على إيران    محافظ الغربية يتفقد 12 مشروعا لحياة كريمة ورصف القرى بزفتى    واشنطن توافق على طلب النيجر بسحب قواتها من أراضيها    «يد الأهلي» يواجه أمل سكيكدة الجزائري بكأس الكؤوس    قرار عاجل من الحكومة بشأن خطة تخفيف الأحمال خلال احتفالات عيد القيامة    «هربًا من الحرّ».. غرق 3 عمال أثناء الاستحمام في النيل بأطفيح والبدرشين    القابضة للمياه: تحديث المخطط العام حتى 2052 لمواكبة الاحتياجات المستقبلية    إياد نصار: بحب الناس بتناديني في الشارع ب «رشيد الطيار»    مفاجأة.. سبب عدم مشاركة صلاح السعدني في مسرحية مدرسة المشاغبين    بالفيديو.. ناقد فني عن صلاح السعدني: ظنوه «أخرس» في أول أعماله لإتقانه الكبير للدور    37 شهيدا خلال آخر 24 ساعة مع استمرار قصف الاحتلال لقطاع غزة في اليوم ال 197 من الحرب    مدبولي: تكامل بين الدولة والقطاع الخاص لزيادة الصادرات إلى 145 مليار دولار    فضل الذكر: قوة الاستماع والتفكير في ذكر الله    بروتوكول تعاون بين جامعة طيبة وجهاز المدينة الجديدة لتبادل الخبرات    كيف أدعو الله بيقين؟ خطوات عملية لتعزيز الثقة بإجابة الدعاء    القنوات الناقلة لمباراة الأهلي ومازيمبي الكونغولي بدوري أبطال أفريقيا    سيف الدين الجزيري: مباراة دريمز الغاني المقبلة صعبة    أدعية الرزق: أهميتها وفوائدها وكيفية استخدامها في الحياة اليومية    خالد منتصر: ولادة التيار الإسلامي لحظة مؤلمة كلفت البلاد الكثير    مرض القدم السكري: الأعراض والعلاج والوقاية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أحمد النجار..
نشر في الأسبوع أونلاين يوم 27 - 05 - 2015

منذ زمن طويل أعرف د.أحمد السيد النجار، زاملته في زنزانة واحدة بسجن ليمان طرة في أحداث سبتمبر 1981. صاحب وجهات نظر تتبني 'الماركسية' وهذا حقه، لديه قناعات تعبر عن رأيه، لكنها تتصادم بكل تأكيد مع كثير من مواقف النظام الحالي، بل وتتعارض مع ثوابت الدولة المصرية.
إنني هنا لن أناقش آراء ومواقف د.أحمد السيد النجار، التي يختلف البعض معها جملة وتفصيلاً، ولكني أريد أن أطرح سؤالاً محددًا، إذا كان د.أحمد والنجار يري أن هذا النظام لا يزال يعبر عن حقبة مبارك وتطلعات رجال أعماله، وأنه يصدر القوانين القمعية ويعتقل الثوار، ويأتي بالفاسدين علي رأس السلطة فلماذا قبل أن يكون جزءًا منه، ورئيسًا لإحدي أهم مؤسساته الصحفية، التي يفترض أنها تعبر عن توجهات وثوابت الدولة المصرية؟!
منذ أيام كتب رئيس مجلس إدارة مؤسسة 'الأهرام' علي صفحته الشخصية في 'الفيس بوك' يقول حرفيًا 'استقال الوزير أو أقيل بسبب رفض تصريحاته عن حرمان أبناء عمال النظافة من الالتحاق بالقضاء'، هل يعقل أن يحل محله من هو أكثر تطرفًا منه في هذا الجانب، وصاحب مقولة 'الزحف المقدس لأبناء القضاة' أي التوريث بغض النظر عن التفوق 'هنا يقصد بكلامه المستشار أحمد الزند بالقطع'.
ويستكمل د.النجار كلامه بالقول 'أما حكاية أنه كان ضد الإخوان فليراجع من يرددها 'تصريحاته' عن دعواته لمرسي علي جبل عرفات، أما المشاكل بينهما يقول فقد بدأت بشأن اتهامات بالفساد، ويقول أيضًا 'أما الأبطال الحقيقيون لمقاومة مرسي وحكم الإخوان فهم متظاهرو الاتحادية الأولي وموقعة المقطم وأغلب قياداتهم في السجون'.
والحقيقة أن د.النجار قد تخلي في اتهاماته الساحقة الماحقة عن الموضوعية والمصداقية، فالرجل راح يكيل الاتهامات ضد المستشار أحمد الزند دون سند حقيقي سوي الاعتماد علي فقرات مبتورة من سياقها ومحاولة توظيفها وفقًا لأهوائه السياسية، بهدف زيادة حدة الاحتقان عبر ترديد الأكاذيب ونشر الشائعات.
لقد اتهم المستشار أحمد الزند بأنه أكثر تطرفًا من الوزير السابق، الذي استقال بسبب حديثه عن رفض دخول أبناء 'الزبالين' للقضاء، وقال النجار هل ننسي أن أحمد الزند، هو صاحب مقولة 'الزحف المقدس لأبناء القضاة'؟
وقد راجعت تصريحات المستشار الزند في هذه النقطة وتأكدت أن هذا الاتهام في غير محله، وكنت أتمني من د.النجار الذي لا يكف الحديث عن المصداقية والموضوعية وحق الآخر أن يراجع كافة مواقع التواصل الاجتماعي التي لاتزال تحتفظ بالمقولة وأسبابها.
كلام المستشار الزند قيل منذ ثلاث سنوات في مقر نادي قضاة المنوفية عندما انتشرت الدعوة إلي التطهير وانتقاد حق أبناء القضاة في الالتحاق بالقضاء.
يومها رد المستشار أحمد الزند وقال 'إنه يجب علي كل من يطالب بتطهير القضاء تطهير نفسه أولاً، ومن يهاجم أبناء القضاة هم الحاقدون والكارهون، ولن يرفض تعيينهم وسيخيب آمالهم، وسيظل تعيين القضاة سنة بسنة ولن تكون هناك قوة في مصر تستطيع أن توقف هذا الزحف المقدس إلي قضائها'.
هذا هو ما قاله المستشار الزند، وهنا أتوقف أمام عدد من الملاحظات المهمة:
أولاً إن كلام المستشار الزند، لا يعني أبدًا، عنصرية أو تفرقة، أو عدم مساواة بين أبناء القضاة وغيرهم من الفئات الاجتماعية، بل هو انتقد من انتقدوا المطالبة بمنع أبناء القضاة من الالتحاق بالقضاء وتطهيره منهم، فهذه الدعوة غير دستورية وعنصرية، وتحول دون حق أبناء القضاة في الالتحاق بمؤسسة القضاء شأنهم شأن الفئات الاجتماعية الأخري.
ثانيًا إن الدليل علي ذلك أن صحيفة 'المصري اليوم' نشرت في 28 أبريل 2013 تصريحًا للزند يقول فليه 'إنه ليس عيبًا أن يكون ابن القاضي، قاضيًا، طالما انطبقت عليه الشروط، نافيًا في الوقت نفسه أنه تم رفض قبول أبناء الفلاحين والعمال البسطاء وحرمانهم من الدخول للنيابة'.
إذن هناك فارق كبير بين قيام رئيس مؤسسة الأهرام باقتباس بعض العبارات وإخراجها عن سياقها بهدف التشويه والتضليل وبين حقيقة ما كان يقصده ويعبر عنه المستشار الزند.
وأظن أن من حق رئيس نادي القضاة أن يدافع عن التحاق أبناء القضاة بالقضاء إذا انطبقت عليهم الشروط، في الوقت الذي ندرك فيه أن هناك مؤسسات أخري ومنها المصانع والشركات والوزارات تورث أبناء العاملين، بل هناك من يأتي بأقاربه ليعينهم في مؤسسات الدولة أو يأتي بأصدقائه ويمنحهم الحظوة دون كفاءة أو اقتدار، بينما يتعرض ابن القاضي لاختبارات عسيرة شأنه شأن الآخرين، ولديك في 'الأهرام' مثلاً من أمثلة عديدة وهو الأستاذ محمد مصطفي البرتقالي مدير الشئون القانونية وهو ابن الأستاذ مصطفي البرتقالي أحد أعمدة الأهرام الشرفاء 'سابقًا'، فهل نعتبر أن هذا توريث مع أن الكل يشيد بكفاءته؟!
وإذا كانت المؤسسات الحكومية تعطي فرصة لتوريث أبناء العاملين حال إحالة آبائهم إلي المعاش أو غيره، فإن ذلك ليس واردًا في القضاء علي الاطلاق، فهل رأيت أنك كنت غير منصف، واقتطعت العبارات من سياقها، فكيف بالله عليك يثق الناس في تحليلاتك وأرقامك، طالما افتقدت شرط الموضوعية والمصداقية في الكتابة؟
ثالثًا تقول عن الزند في إطار كلامك 'أما حكاية أنه كان ضد الإخوان، فليراجع تصريحاته عن دعواته لمرسي علي جبل عرفات'، ياسلام يا دكتور أحمد يا بتاع التحليل 'العلمي والاستراتيجي'، هل اختصرت الموقف والذي يشهد به الجميع للمستشار الزند ضد الإخوان، في عدم الجدية في المواجهة والاستناد إلي أنه قام بالدعاء علي جبل عرفات لمحمد مرسي؟
في البداية إذا كنت تجهل موقف 'الزند' ونضاله وغابت عنك الذاكرة، فأنا أدعوك أن تتابع السلسلة التي تنشرها 'الأسبوع' ابتداء من هذا العدد عن دور الرجل وقضاة مصر في مواجهة الإخوان في الوقت الذي اكتفيت فيه أنت وغيرك من الباحثين في ترديد بعض المقولات والتحليلات دون تحرك فاعل في الشارع ومواجهة حاسمة وأنا هنا أجد لك العذر ربما لانك كنت مشغولاً في عام 2012 بتقديم برنامج اقتصادي علي قناة 'دريم 1' القناة التي يمتلكها د.أحمد بهجت وهو واحد من رجال الأعمال الذين تطالب باختفائهم وتسميهم رجال أعمال مبارك، أو ربما كنت منشغلاً بالبحوث والدراسات لك عذرك!!
أما أحمد الزند يا دكتور فالأمر مختلف، فلم يكن مشغولاً ببحث أو ببرنامج تليفزيوني، لقد كان يقود كتيبة من المقاتلين، كان لها دورها المشهود، حركت الجماهير، وواجهت حكم مرسي وجماعته بكل قوة، ودون مواربة، أو تحليلات استراتيجية تحتمل التأويل.
أحمد الزند هو الذي تصدي لقرار محمد مرسي وجماعته بإعادة مجلس الشعب مرة أخري رغم صدور حكم من المحكمة الدستورية في 14 يونية 2012 والذي قضي بحل المجلس لعدم دستورية قانون انتخابه يومها قال الزند بعد وصول مرسي بأسابيع قليلة 'إن قرار مرسي لا مثيل له في العالم ولا يقل عن نكسة 67 بل أشد مرارة وقسوة، مؤكدًا أن القضاة لن يطبقوا أي قانون يسنه هذا المجلس'، وقال موجهًا كلامه لمرسي وجماعته عام 2012 'سنرد الصاع صاعين، لأننا مع الشرعية والحق، ولا يمكن أن نصدق علي قانون يصدر من مجلس شعب باطل وغير مشروع ومنعدم'.
هذا موقف 'الزند' في واحدة من القضايا التاريخية التي دافع فيها عن القانون واستقلال القضاء واحترام الدستور، فماذا كان موقفك أنت؟ وكيف انتفضت دفاعًا عن قضاء مصر الذي تريد أن تقنعنا بكلامك أنك أكثر غيرة عليه من أحمد الزند وقضاة مصر جميعًا؟!!
أذكرك أيضًا كيف واجه أحمد الزند قضاة مصر أنفسهم، دون تردد، عندما ذهب أعضاء المجلس الأعلي للقضاء إلي مرسي في القصر الرئاسي، لقد احتج وقال بكل وضوح 'إن اجتماع الرئيس بشيوخ القضاة لا قيمة له ولا معني، وهؤلاء القضاة ليس لهم كلمة علي جميع قضاة مصر، وقانون السلطة القضائية الذي يناقشه مجلس الشوري عمل تخريبي متعمد'.
إن التصريحات والمواقف عديدة، طالت رأس الدولة في هذا الوقت وواجهت المرشد ومكتب الإرشاد بكل قوة وجسارة، أدت إلي محاولة اغتياله أمام مبني نادي القضاة والتآمر عليه.
إنني كنت مرافقًا لقضاة مصر في موقفهم، وحضرت جميع اجتماعاتهم وجمعياتهم العمومية، ولم أرك مرة واحدة تأتي لتتضامن معهم، كنت في مكتبك وبين أصدقائك تطلق كلمات منمقة، ولم تفكر مرة واحدة أن تعبر عن غيرتك علي القضاء واستقلاله بالتضامن مع مواقفهم في هذه الأزمة الطاحنة والمعركة المشتعلة التي أراد الإخوان من خلالها اغتيال قضاء مصر ربما أيضا لأنك كنت مشغولاً بالبحث عن منصب وزير المالية أو رئيس مؤسسة الأهرام، فكان انشغالك وسعيك الدؤوب يعلو علي أي شيء آخر من الشعارات التي تتشدق بها، أو ربما كان القضاء لا يعينك من قريب أو بعيد، باعتبار أنك كنت قريبًا ممن يسمون ب 'الاشتراكيين الثوريين' أو 6 إبريل الذين يدعون إلي إسقاط المؤسسات جميعها لإعادة بنائها من جديد وفقا لأهوائهم وأمزجتهم.
وإذا كنت قد اختصرت موقف أحمد الزند في مقولته التي ذكرها في برنامج '360' علي قناة القاهرة والناس، فأرجوك أن تراجع الكلمات وأمامك الفيديو أو ما نشر علي مواقع التواصل الاجتماعي حيث قال 'إنه لم يذكر الرئيس مرسي بسوء، مؤكدا أنه دعا له من فوق جبل عرفات في مكة المكرمة، وأنه حريص علي إنهاء الاحتقان بين مؤسسة القضاء والرئاسة، لأن الاحتقان يخصم من رصيد المؤسستين'، كانت تلك كلماته.. يا أخي ربما يكون الرجل قد دعا بأن يساعده الله في مراجعة مواقفه، أو أن يهديه، أو أن يبعد شره عن القضاء، إنه لم يقل أبدًا دعوت له بالتوفيق والسداد مثلا، لكنه أطلق عبارة 'دعوت له' ليؤكد أنه لا يضمر شرًا لأحد وأنه يتمني الاستقرار للوطن، فهل هذه العبارة تجعلك تقول إنها دليل علي تأييد الزند لمرسي وللإخوان؟ كيف يا رجل؟ هب أننا استعنا ببعض من عباراتك علي مدي سنوات طوال وأخرجناها من سياقها لقلنا إنك لم تكن ضد سياسة مبارك ومواقفه، بشكل جاد بدليل أنك بقيت قياديا في الأهرام ومركز الدراسات في زمن مبارك ولم تتعرض لأي اضطهاد، سوي ما حدث في سبتمبر 1981، عندما اعتقلنا سويا في أواخر زمن السادات، وكان اتهامك في هذا الوقت بأنك عضو ناشط في تنظيم شيوعي متطرف.
أما حديثك عن أن الزند قال ' نحن هنا علي أرض هذا الوطن أسياد وغيرنا هم العبيد' فقد جاءت ردًا علي جماعة الإخوان التي أحرقت صور القضاة في الميادين بدليل أن الزند نفسه قال في سياق ذات الكلام 'اللي هيحرق صورة قاضي هيتحرق قلبه وذاكرته وخياله من علي أرض مصر'.
هل تأملت المعني يا دكتور نجار، عندما قال نحن علي أرض هذا الوطن 'أسياد' لم يقصد أنه سيد علي الناس وأن بقية المجتمع 'عبيد' بل كان يقصد في مقولة غيرنا هم 'العبيد'، جماعة الإخوان التي ترضخ لمبدأ السمع والطاعة، وبدت عناصرها كأنهم عبيد في بلاط المرشد، يصدر الأوامر ولا راد له، أما القضاة فهم أسياد أنفسهم..
ولو قرأت بقية سياق الكلام لأدركت أن الزند يتحدث عن حرق صور القضاة في مظاهرات الإخوان ومحاولة النيل منهم، بل حتي عندما تحدث عن 'اللي هيحرق صورة قاضي هيتحرق قلبه وذاكرته وخيالاً من علي أرض مصر' لم يقل أننا 'سنحرق' قلبه، بل قال هيتحرق قلبه أي أنه سيندم وسيحكم عليه التاريخ حكما قاسيا.
ويري 'المفكر الاستراتيجي' أن كل المشكلة بين مرسي والزند لم تكن نضالاً أو دفاعا عن القضاة ورفض التدخل في شئونهم أو في مواجهة الإعلان الدستوري الانقلابي أو محاولة عزل 3500 قاضٍ وإنما كانت بسبب اتهام الزند ب 'الفساد'.. ياسلام!!
إنني أسألك هنا، هل لك أن تفتح هذا الملف وتقول لنا إيه الحكاية، ألم تسمع أن المجلس الأعلي للقضاء درس البلاغ المقدم ورفض رفع الحصانة لعدم جدية الأدلة؟ أم أن سعادتك تملك أدلة دامغة لا يملكها سواك. ولو كنت جادًا وواثقا مما تقول 'أرجوك أن تتقدم غدا ببلاغ للنائب العام ضده، وإلا كنت مجرد شخص يطلق عبارات ويسدد اتهامات دون أن يعي معناها، أو يمتلك دليلاً عليها.
بقيت نقطة أخيرة يا دكتور، هي تلك المتعلقة بحديثك عما تسميهم ب 'الأبطال الحقيقيين لمقاومة مرسي وحكم الإخوان، فهم متظاهرو الاتحادية الأولي، وموقعة المقطم وأغلب قياداتهم في السجون'.. وهنا يبقي السؤال هل من حرق المجمع العلمي ومن اعتدي، ومن هتف 'يسقط حكم العسكر' ومن تظاهر بدون ترخيص، هم الأبطال الحقيقيون لمقاومة مرسي والبقية وهم وأكذوبة، وأن الدولة دفعت بأبطالك إلي السجون انتقامًا منهم، ألا تري أن ذلك شيء غريب يصدر عن شخص مسئول ويترأس رئاسة مجلس إدارة أهم مؤسسة صحفية في البلاد؟
أنني لن أتحدث عن عدم احترامك لأحكام القضاء، كما فعلت مع أحد الصحفيين بسبب خلاف بينك وبينه، ومنعك له من دخول المؤسسة فانتخبه الصحفيون نكاية فيك عضوا في مجلس الإدارة وبعد أن حصل علي حكم نهائي بعودته للعمل، اقسمت أنه لن يعود وأصدرت تعليماتك بمنعه من الدخول إلي المؤسسة بالقوة، بل ومنعته أيضًا من حضور اجتماعات مجلس الإدارة، أي أنك قلت للصحفيين والعاملين الذين انتخبوه 'طز' فيكم، أنا لا أحترم اختياركم، ولن أسمح له بدخول المؤسسة أو حضور اجتماعات مجلس الإدارة.
وعندما اختلفت مع ضياء رشوان نقيب الصحفيين ومدير مركز الدراسات في هذا الوقت أصدرت فرمانًا بإقالته من منصبه كمدير للمركز ولولا تدخل الأستاذ هيكل وأعاده إليه مرة أخري.
يحدث هذا في الوقت الذي كافأت فيه بعض العناصر 'الإخوانية' المعروفة في الأهرام بترقيتها كما حدث مع أحمد فتحي سليم الذي قررت المد له سنة بعد الإحالة للمعاش ورقيته لمنصب مدير إدارة الرقابة الداخلية، بل وأصدرت قرارا بضمه إلي الجمعية العمومية للمؤسسة مع أنك تعرف أنه 'إخواني وعضو منظم'، والدليل هي الصورة التي يرفع فيها هو وأولاده علامة 'رابعة'.
وكذلك أيضا مدير إدارة متابعة التحصيل 'أشرف يوسف' والذي كان موجودًا علي منصة رابعة ويشارك في المظاهرات المعادية للدولة ولثورة 30 يونيو، مازلت تحتضنه أيضا، وغير ذلك كثير، لدينا وبالمستندات!!
إنني اسألك أيضًا ألا يعد ذلك دعما للداعين للإرهاب والفوضويين والمعادين لمؤسسات الدولة، وكيف يمكن أن تبرر موقفك أمام الرأي العام وأنت رجل مسئول وتتلقي راتبك وتمويل مؤسستك من هذه الدولة،؟
أخي الدكتور أحمد، لقد التقيت بعد ثورة 'يناير' بالجاسوس الإسرائيلي 'برنارد ليڤي' الذي زارك في الأهرام، وتحاورت معه، ثم قلت بعد أن كشف الأمر 'إنك لم تكن تعرفه، مع أن دوره في نشر الفوضي في ليبيا والعراق وسوريا وأفغانستان كان معروفا' ولكن صدقناك وقلنا ربما حقا لم تكن تعرف، فلماذا تتجني علي الزند، وهو لم يستقبل 'ليڤي' أو غيره، كل ما فعله الرجل أنه دافع عن القضاء، وكان رجلا شريفا في المواجهة.
وإذا كان البعض قد صدقك في تبريرات لقائك مع الجاسوس الإسرائيلي صانع 'ثورات الربيع العبري'، فهل تستكثر علي الناس أن يصدقوا ويتفاعلوا مع قاض وطني جسور ينتمي لتراب هذا الوطن، ولم يبعه أو يفرط فيه مرة واحدة؟
إن مشكلتك يا أخي أحمد، ومشكلة البعض أنهم تعمدوا أن يغيبوا أنفسهم عن الواقع ولعبوا علي مشاعر الجماهير، باطلاق الشعارات وتقمصوا دور الأبطال علي حساب الآخرين.
إن كثيرا ممن صدعوا رؤوسنا بالحديث عن الديمقراطية تحولوا إلي نصف 'آلهة' يستعبدون الناس، ويمارسون القهر علي الشرفاء، بينما يقربون المنافقين والكذابين إلي بلاطهم..
إن بعض من يحدثونك يا أخي عن العدل والقانون واحترام القضاء هم أول من ينتهك الأحكام ويجور عليها وعندما تقدم إليه الأحكام النهائية يقول 'بلوها واشربوا ميتها' أنا ربكم الأعلي.
إن بعض من يحدثونك عن الديمقراطية هم أعداؤها، وبعض من يحدثونك عن 'الوطن' هم أول من ينتهك كيانه ومؤسساته، وبعض من يحدثونك عن المبادئ هم أول من يوظفها لصالحه ولحسابه!!
أخي أحمد: فلنتذكر أيام الزنزانة التي جمعتنا في ليمان طره عام 81، عندما كنا نثور علي الظلم، واضربنا عن الطعام نحو ستة عشر يوما احتجاجا علي الظروف التي كنا نعيشها في هذا الوقت.
الوطن يا صديقي في حاجة إلي كل المخلصين من أبنائه والرئيس ينتظر منا أن نقف إلي جواره كي يعبر بنا ويفشل المؤامرة ضدنا، فكن معنا ولا تكن علينا، أما إذا رأيت أن هذا النظام يتعارض مع توجهاتك، فأرجوك أن تعلن استقالتك فورًا، وأن تترك الأهرام إلي حال سبيلها، لأن الوطن في حاجة إليها، فهل تفعلها؟!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.