اختتمت مساء اليوم اعمال ندوة وثيقة تجديد الخطاب الديني والتي شارك فيها المثقفون والفنانون ورجال الساسية والاعلام وعلماء الدين وانتهي المجتمعون الي 1- تجديد الخطاب الديني يعني : تجريده مما علق به من أوهام, أو خرافات, أو فهمٍ غير صحيح ينافي مقاصد الإسلام وسماحته, وإنسانيته وعقلانيته، ومصالحه المرعية، ومآلاتِه المعتبرة، بما يلائم حياةَ الناس، ويحققُ المصلحة الوطنية, ولا يمس الأصول الاعتقادية, أو الشرعية, أو القيم الأخلاقية الراسخة. 2- يجبُ أن يتجه الخطابُ الدينيُّ المعاصر إلي إقناع العقل, وإمتاع الوجدان, والرقي بالمشاعر، وتنمية المواهب الإبداعية، والتشجيع عليها، وتعزيز المشتركات الإنسانية، وترسيخ المعاني الوطنية، وإشاعة روح التسامح والمودة بين أبناء الوطن جمعيا، واحترام حق التعدديةِ الاعتقاديةِ والفكريةِ في ضوء الحفاظ علي القيم الأساسية للمجتمع وبما لا يخل بأمنه القومي. 3- بناء مناهجِ التربية الدينية علي معاييرَ ومؤشراتٍ تعززُ الفهمَ الصحيح للدين، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، وترسخ الاتجاهاتِ الإيجابية, وتعظيمِ دورِ المؤسساتِ التعليمية في المجتمع، وتحول الطلاب والتلاميذ من نطاق التبعية والحفظ والتقليد والتلقين إلي مستويات جادة من الوعي والتفكير والإبداع، والقدرة علي التمييز والتمحيص والنقد. 4- تكوين الدعاة علميا ورُوحيا وسلوكيا بما يمكنهم من فهم الرؤي الكلية لمناهج العلوم الإسلامية وتكاملها والانطلاق من هذا الفهم الكلي الواعي, وتنمية مهارات فهم النص فهمًا صحيحًا في ضوء الإلمام الجيد بالثابت والمتغير, وتطبيقه علي الواقع المتغير, والتدريب المستمر المتنوع، في ضوء مستجدات العصر، وفقه الواقع، والمقاصد، والأولويات، والموازنات، والمآلات, والنوازل, علي أن يتغير نظام القبول بالكليات الشرعية ليأخذ خيرة الطلاب وأعلاهم مجموعًا وبحد أدني 70%, لا أن تكون حصة هذه الكليات هي بقايا طلاب الكليات العلمية، مع العمل علي تحسين الأوضاع المادية للسادة الأئمة والخطباء بما يمكنهم من التفرغ لأداء رسالتهم النبيلة. 5- تعاون المؤسسات الدينية, والعلمية, والتعليمية, والثقافية, والفنية, والإعلامية, في إنتاج خطاب عقلي, وعلمي, وثقافي, وديني, وتربوي, ووطني, يتناسب مع ظروف العصر وحجم التحديات, يحافظ علي الثوابت الشرعية والأخلاقية والقيمية للمجتمع, ويضع حلولاً واضحةً ومناسبةً تتسم بالمرونة والواقعية لكل ما يواجه المجتمع من مشكلات أو تحديات، مع إعادة النظر في مكونات المناهج الدينية في جميع مراحل التعليم بما يتناسب مع معطيات العصر ومتطلباته. 6- تكوين مجموعات من الشباب والفتيات, وتدريبهم التدريب الكافي علميًا وثقافيًا وتكنولوجيًا، مع الاهتمام بدراسة اللغات المختلفة, وإتقان اللغة العربية, والبعد عن التقعر فيها, وتمكينهم من أدوات التواصل العصرية، بما يكسبهم القدرة علي الحوار والإقناع لمحاورة نظرائهم, علي أن تُشجع المؤسسات المختلفة كلٌ في مجاله علي ذلك وفي إطار تعاون مشترك فيما بينها. 7- تنظيم دوراتٍ وندواتٍ ومحاضراتٍ دينية وثقافية دورية بالتعاون بين المؤسسات والوزارات والهيئات المعنية بالشأن الديني والفكري والثقافي في كل ربوع الوطن, حتي نستطيع الوصول إلي كل شرائح المجتمع في مساجدهم, ومدارسهم, وقصور الثقافة, ومراكز الشباب, والتجمعات العمالية, والقري والنجوع, مع التركيز الشديد علي العشوائيات والمناطق الأكثر فقرًا، حتي لا تتخطف أبناءَها يدُ التشدد والإرهاب, علي أن يعود للمسجد في هذه المناطق دوره الاجتماعي ليسد الطريق أمام المتاجرين بالدين ومن يوظفونه لأغراضهم السياسية والانتخابية. 8- تحويل شرح توصيات مؤتمر ' عظمة الإسلام وأخطاء بعض المنتسبين إليه : طريق التصحيح ' إلي برامج تدريب وتثقيف في المؤسسات والوزارات والهيئات المختلفة وتعميم نشرها بغيّة تصحيح المفاهيم الخاطئة، والعمل علي ترجمتها إلي اللغات المختلفة، لنؤكد للعالم كله أن ديننا دين رحمة وسلام لا عنف فيه ولا إرهاب 9- تخريج داعيات فقيهات يعملن علي تصحيح الأفكار الخاطئة فيما يتعلق بقضايا المرأة والطفل بما يتفق مع تعاليم الإسلام الصحيحة وينقذ هذه الشريحة من الوقوع في أيدي داعيات الجماعات المتشددة أو النفعية أو غير الوطنية. 10- تبني خطاب ثقافي وفكري يدعم تأسيس الدولة الوطنية الدستورية الحديثة، ويُرسخ مفاهيم الولاء الوطني في مواجهة تلك التنظيمات الإرهابية الدولية التي لا تؤمن بوطن ولا دولة وطنية, وإنما تبحث عن خلافة أو سلطة مزعومة أو متوهمة لا تخدم مصالح دولنا, بل تعمل علي هدمها لصالح قوي الاستعمار الجديد التي توظف هذه التنظيمات وتدعمها ماديًا ومعنويًا. 11- حشد طاقة المجتمع كُله لمحو الفكر المتطرف والمتفلت علي حد سواء, ودعم قضايا العمل والإنتاج, والعدالة الاجتماعية, ومكافحة الفساد, والقضاء علي البطالة, بما يفجر طاقات المجتمع وإبداعاته. 12- الإفادة القصوي من وسائل الإعلام المختلفة, وتوظيف بعض الأعمال الفنية والإبداعية لنشر القيم النبيلة, وإنتاج أعمال تدعم القيم الأخلاقية والإنسانية الراقية, وبخاصة في مجال ثقافة الطفل. 13- أن تكون مبادئ الأخلاق والقيم الوطنية موضع اهتمام في جميع المراحل التعليمية, والمنتديات التربوية والثقافية والتثقيفية.