ثلاثة من رجال القضاء الشرفاء سقطوا شهداء بالأمس القريب، اغتالتهم الأيدي الآثمة، أراد الإخوان أن يبعثوا برسالتهم الدنيئة ردًا علي الحكم الصادر بإحالة أوراق مرسي وآخرين إلي فضيلة المفتي.، جرت عملية القتل في وضح النهار، ووسط منطقة سكانية مكتظة بالسكان، ومع ذلك تمكن القتلة من الهرب دون أن يعترض طريقهم أحد. إن الناس تتساءل في كل مكان، كيف حدث ذلك؟ وأين القوات المختصة بالتأمين؟ الكل يعرف أن قضاة مصر مستهدفون، وأن حكمًا سوف يصدر في نفس اليوم ضد محمد مرسي وبقية المتهمين، فلماذا لم تتخذ الإجراءات الكفيلة بحماية هؤلاء الرجال؟! عندما جاء الخبر لم يصدق الكثيرون، كان الخبر صادمًا لكن الشيء الأخطر الذي يثير الحيرة، هو كيف هرب الإرهابيون دون أن تطلق في مواجهتهم رصاصة واحدة من أحد؟ لم يكن ذلك هو الحادث الأول، كثيرة تلك الحوادث التي تعرض لها قضاة مصر الشرفاء الذين يتصدون لمحاكمة الإرهابيين، كان آخرها محاولة اغتيال القاضي معتز خفاجي، وبالقطع فإن القضاة الثلاثة محمد مروان وعبد المنعم مصطفي ومهدي ربيع ومعهم السائق محمد حسن ووكيل النيابة المصاب أمين مصيلحي لن يكونوا نهاية المطاف. لقد أدي قضاة مصر دورهم بكل شرف وإيمان ونزاهة، تصدوا للقضايا والتزموا بالعدل والقانون تعرضوا للابتزاز والإرهاب من الداخل والخارج إلا كانوا دومًا أقوي من كل التهديدات، لم يفقدوا إيمانهم برسالتهم ولم ترتعش أياديهم قيد انملة. هكذا هم قضاة مصر في كل الأزمنة والحقب، يخلدون اسماءهم بأحرف من نور، لا يبيعون ضمائرهم، ولا يتوقفون عن أداء رسالتهم. إن المخطط الإجرامي يستهدف في الفترة القادمة القضاة والإعلاميين، لقد فقد الإرهابيون كل أدواتهم في الضغط علي الدولة المصرية ومؤسساتها المختلفة، ولذلك هم لجأوا إلي العنف والإرهاب وراحوا يطلقون رصاصاتهم الجبانة في كل اتجاه. ظنوا أن فعلهم الجبان قادر علي إثناء القضاة عن أداء رسالتهم، إلا أنهم فوجئوا برد فعل سدنة العدالة الذين لا يهابون الموت، ولا يهتزون من جراء رصاصة هنا أو قنبلة هناك. قضاة مصر هم الذين تصدوا بقيادة المستشار أحمد الزند رئيس النادي لجماعة الإخوان وظلوا قي مقدمة الطليعة المقاتلة إلي أن نجح الشعب المصري والجيش العظيم في إسقاط حكم الخائن محمد مرسي. لم يهابوا، ولم يجزعوا، ولم يترددوا، ولم يحوروا الكلمات، كانت شعاراتهم واضحة، ومواقفهم لا تقبل القسمة علي اثنين. حاصر الإرهابيون الإخوان مباني المحاكم ودار القضاء العالي، حاولوا اغتيال رئيس نادي القضاة أكثر من مرة، جاءوا بالإخواني طلعت إبراهيم ونصبوه نائبًا عامًا ظنًا منه أنه سيرهب الجميع ويضع حدًا لمواقفهم وتحركاتهم. بيد أن رجال النيابة العامة الشرفاء ومعهم كل قضاة مصر، تصدوا له وحاصروه في مكتبه، ورفضوا بيع ضمائرهم، وصمموا علي مواقفهم رافضين تنفيذ الأوامر التي سعت إلي الانتقام وتصفية الحسابات مع كل المعارضين من أبناء الشعب المصري. غير أنه في الوقت الذي يسقط فيه الشهداء من رجال القضاء المصري، نجد أن، هناك من النخبة المصرية الفاسدة والمفسدة من يسعي إلي التحريض ضدهم والتشكيك في أحكامهم، وكأنهم يريدون قضاة من نوع خاص، لا ضمير لهم، ولا إيمان لديهم، وإنما يخضعون لأهوائهم وأمزجتهم. وبعد الحكم الذي أصدرته محكمة جنايات القاهرة ضد محمد مرسي وآخرين في قضايا التخابر والهروب من سجن وادي النطرون ومقتل وإصابة العشرات بدأنا نسمع هذا النعيق مرة أخري من الداخل ومن الخارج في صورة بيانات وادعاءات كاذبة!! إن جماعة الإخوان الإرهابية قد وضعت خطة لإرهاب القضاة، تستهدف القيام بعمليات إرهابية ضدهم، وتفجير المحاكم وتعمد الإساءة إلي صورتهم داخليًا وخارجيًا، ولذلك يجب علي الدولة المصرية استخدام كل وسائل الحماية، والإسراع بتنفيذ أحكام الإعدام الصادرة ضد القتلة والمجرمين. لقد طالبنا أكثر من مرة بتعديل قانون الإجراءات الجنائية لاختصار مراحل التقاضي، إلا أن أحدًا لا يسمع ولا يري، وهو أمر يجعلنا نعيد المطالبة مرة أخري، حتي يكون الردع وسيلة لمواجهة المخططات الإرهابية التي تستهدف البلاد. إن المعركة بيننا وبين قوي الشر والإرهاب، طويلة، وهي معركة ليست بالهينة، لذلك يتوجب حشد كل القوي والإمكانات وتطهير المؤسسات لتحقيق النصر النهائي في هذه المعركة بالقضاء علي جميع البؤر الإجرامية وتجفيف منابع الإرهاب. إن الذين يراهنون علي انهيار مصر، وسقوط مؤسساتها هم واهمون، لأن الشعب المصري بأسره يدرك أن الانهيار معناه الضياع ولذلك ستبقي مصر مرفوعة الرأس تدافع عن وحدتها وكيانها وقيمها تقدم التضحيات، لكنها سوف تثأر من كل القتلة والمجرمين.