مع تصاعد الجدل من تصريحات وزير التعليم التي تصدم المصريون وتدير رؤسهم اندهاشا بل انهم يشعرون أنهم في دولة أخري ولكنها بالتأكيد ليست مصر !! فها هو يخرج علينا بتصريح عجيب غريب، بأن رواتب المعلمين في مصر هي أعلي رواتب بالدوله !!! ثم يضيف سيادته بأن تستمر الدراسة بالفصل الصيفي للتلاميذ المنخفض مستواهم الدراسي، ياسيادة الوزير رفقا بعقولنا فهل هذا علي أساس أن التلاميذ 'تذهب بالشتاء للمدارس' وتردد يارب العباد وزيرنا يريد استمرار الدراسة طوال العام !! استمع دون اي اندهاش وردد '' وقف للمعلم ووفه التبجيل كاد المعلم ان يكون رسولا ' ويزداد اللغط والجدال و تتردد أسئلة كثيره خاصة لدي المنشغلين باصلاح منظومة التعليم في مصر، ودعونا نسأل بكل صدق هل تعلم المصريون علما نافعا يفيدهم في الاعتماد علي ذاتهم وتوفير متطلبات حياتهم ؟ هل تطبيق مجانية التعليم منذ خمسينيات القرن الماضي أخرجت علماء ومفكرين قادوا البلاد الي مصاف الدول الحديثة؟؟ هل التعليم قدر علي القضاء علي الجهل والفكر المضلل من الجماعات المتطرفه التي تسٌرطنت في الجامعات في ربوع مصر !! بعيدا عن الشعارات الرنانة والوعود البراقة، فان لكل مرحلة موازناتها بما بتناسب معها من الاستراتيجيات التي يفترض انها توافق الموائمات الاقتصاديه والاجتماعيه والسياسيه وبعيدا عن الزيف والوهم واذا ما تابعنا كيفية تحويل التعليم من كونه لابناء الطبقه الغنيه فقط في القرن الماضي عصر الملكية الي التعليم المجاني لكل طبقات المجتمع ومبادئ الاشتراكيه وعبد الناصر وتحول مصر من الملكيه الي الجمهورية وكلمات طه حسين التي رددها الجميع ان التعليم كالماء والهواء !! بالفعل فان التعليم لزاما للعيش ولكن كان المقصد أن يجتهد المرء في تحصيله !! فهل ألت الأمور كما قصدها من نادوا بها ورفعوا الشعارات اصرارا ومطالبة بتطبيقها؟؟؟ هل راجعنا منظومة التعليم بكل صدق وحق؟؟ ام اننا كما اعتدنا ان ندفن رؤسنا بالرمال حتي لا نري النتائج الكارثية من ممارساتنا وتمسكنا بشعارات مضلله، ، قصرنا الفهم منها بصورة خاطئه فانتشر الجهل وساء الخلق وانحدرت الفضيلة لرخص السلعة التي تقدم بها فقد اصبح نتاج التعليم المجاني هو وصمة العار التي وضعت مصر في ترتيب متأخر للنظام التعليمي وتحولت جامعتنا المصريه الي أخر التصنيف العالمي بعدما كانت تحتل أولي المراتب وكان الطبيب المصري يعمل في أي دوله بالعالم دون شهادات معادله !!! وكانت البعثات الدوليه والأسيويه مثال اليابان تأتي مصر لتري كيفية تقدمها وكيف هو سلوك المصريين الذين يتصدرون دول العالم وذلك بالقرن الماضي حدث قبل المجانية المزعومة ، ، هل لنا أن نعرف يا ساده ما الذي جنيناه من مجانية التعليم؟؟ هل لنا أن نسأل بأي منطق يحدث في العالم أن تتحمل الدوله تعليم مجاني للجميع بالجامعات !!! وفي البلاد التي تحترم مقدراتها أهداف العيش بالحياة وكيفية الوصول الي تحقيقها، وتمثل بها منظومة التعليم الشغل الشاغل فتجد الشفافيه والوضوح في المشكلات وكيفية ادارة الأزمات للوصول للحلول.. فلا ينثرون الورود ويفترشون الأرض بالياسمين ويفتحون أبواب الجامعات علي مصراعيها حتي المتدنية درجاتهم !! نعم يا سادتي في كل الدول تضع معايير لقبول الشباب بالتعليم الجامعي ويوجد معيار لعدد من المقبولين كمنح دراسية مجانيه للمتفوقين ولا يوجد الخبل والجنون الذي تعدي كل المجون في استقبال ما يقارب علي النصف مليون من الحاصلين علي الثانوية العامه سنويا في كليات مصر !! ماذا بحق الله يجعل القائمين علي التعليم بالجامعات لا يضعوا حدا لهذه المهزله التعليمية !!! فهل بمصر فائض من الأموال تنفقها علي الشباب للذهاب الي الكليات التي يتخذونها بديلا عن النوادي والساحات الشبابيه !!! فإذا ما دخلت الي كليات مصر ستزهلك الصدمة في سلوك هؤلاء الذين هم من المفترض من يطلق عليهم الجامعيين، كيف هذا وهم جعلوا الحرم الجامعي كالمنتزهات بل هم يضيعون أعمارهم في وهم وزيف ومن ثم يحصلون علي شهادات كانوا بالقرن الماضي يعتبرونها من المستلزمات للزواج !! في مصر ستجد حولك ألاف الشباب الحاملين لشهادات البكالوريوس في تخصصات كثيرة ومختلفه وتجدهم بين مكانين لا ثالث لهما فإما في اشغال لا تمت لما كانوا يدرسوه بالجامعه أو يتسكعون بين المقاهي والساحات وعلي الأرصفة وبين الطرقات وعجب العجاب من دولة مر عليها كل ما مر من استعمار و اربع حروب متتاليه منذ عام 1948 وعام 1956 وعام 1967 وعام 1973 ثم تصدم بعد ذلك بالكم الهائل من الكليات النطريه والأدبيه التي تتصدر الإهدار العام للمال ومجانية التعليم حيث يتكدس الألاف المؤلفة من الشباب حاملين ليسانس الأداب وخريجي الكليات النطريه والفجيعة بأن الجميع يعلم بأنه لا حاجة لهم في سوق العمل وما يصيب بالشلل الرباعي ان الجميع يعلم سواء الطلاب أو الدوله والقائمين علي قبول تلك الإعداد !! لماذا وأما من قرار جرئ يضع حدا لهذه المهزلة التي تتكرر كل عام !! ولما ذلك يحدث في بلد تحتاج الي بناء وتنمية توجه لاستصلاح أراضي وصناعة موارد غذائية وغيرها من الصناعات التي يمكن أن تكون مصدرا للدخل القومي!!! ولكن هي نفس العقول الباليه والمنظومة الفاسده التي تحمي الفساد وتحمي الفاسدين والمستفيدين من مجانية التعليم فبشكل رسمي تنهب ثروات ذلك البلد الذي انهكته الخبرات البليدة السقيمه والتي عف عليها الزمان ولكن ما من أحٌد يريد أن يعلنها بصراحة ووضوح، وفي مصر بلد العجائب ستجد ألاف الخريجين من الجامعات الحكومية المجانيه التي تنفق الدوله عليها من الميزانية بالمليارات لينضم بعد انتهاء الدراسه لملايين العاطلين هل لدينا من الرفاهية لاستمرار ذلك العبث !!! والكارثة أن أولياء الأمور تنفق ما يوازي تقريبا 26 مليار جنيه علي تعليم ابنائهم و بمصر فقط المسأله غريبه وعجيبه فكيف للدوله تنفق 16 مليار كدعم لتقديم التعليم المجاني بالمدارس والجامعات وفي ذات الوقت ينفق الشعب ذاته 26 مليار جنيه علي التعليم !!! اذا لم نتوافق مع ما حولنا من إمكانات ومتطلبات سنظل في نفس العبث والارتباك والتضليل والادعاء...ولكن الحقيقة هي المليارات المنهوبه فيما سمي مجانية التعليم.. وللحديث بقية....