رحل الخال.. الرئاسة تنعي الرجل، وكذا الأزهر، واشنطن تحزن لفقده، النشطاء أيضا حزانا لفراقه، مواقع التواصل غصت بمظاهرة حب جماعية للخال وامتلأت بصوره مصحوبة بتعليقات مؤثرة.. سرادق العزاء الذي أقامته القوات المسلحة بالإسماعيلية اتسع للجميع باستثناء هؤلاء الذين شمتوا في موته.. الكل مع اختلاف الدوافع حاول أن يظهر في الكادر واللحاق بالصورة، بعضهم يعتبرها فرصة يخشي عليها من الضياع ، وآخرون يخشون عدم الظهور فيلاموا، الشعراء يتساءلون : كيف سيكتب الشعر من بعده؟ وآخرون رسموا صورة قاتمة للعالم الموحش بعدك يا عبد الرحمن، بعض أدعياء الشعر يتمسحون في الرجل، يقصون حكاوي أو ينشرون صورا تجمعهم به.. وبعيدا عن تباري الجميع في تعديد مناقب الرجل تحت تأثير لحظة الفقد، يستوقفني تكرار المشهد، حدث ذلك من قبل مع الفاجومي وغيره من المبدعين، وسيتكرر المشهد ذاته مستقبلا لحظة وداع كل مبدع.. قد تختلف مع المبدع سياسيا لكنك لا يمكن أن تحجب نور الشمس إذا تعلق الأمر بالإبداع، ذلك الإبداع الذي يحمل هموم وطن وينتصر للمستضعفين، الإبداع الذي يعري الظلم و ينقل أنات المهمشين ويجلب المنسيين والمطحونين إلي قلب المشهد.. ذلك الإبداع الذي يُمكن صاحبه في لحظة ما حتي ولو كانت لحظة رحيله من توحيد الناس.. رحم الله الخال وكل خال حمل هم وطن وانتصر للضعفاء وكان صوتا لمن لا أصوات لهم..