لا شك ان الذين يسقطون امام زخارف الدنيا هم الذين لا يصبرون علي الحرمان الذي يفرضه الاعداء المتربصون المتسلطون هم الذن لا يصبرون علي الالام التي يسلطها زمرة عادوون وهم الذين لا يصبرون علي مواقف التحدي التي يفرضها جمهرة الناظرون.. .. ولذلك.. فان نقطة البداية ليست خارجيا والفرصة توجد داخلنا فاذا امكننا التغلب علي انفسنا ودواخلنا امكننا مواجهة العالم لاننا نمتلك القدرة علي النظر في عيون الحقيقة بلا خوف وبلا هم ولا حذر بل واحتمال كل شئ حتي الموت بعد ان تحملنا حياة هي اصعب واخطر من الموت ان النهوض من الكبوات ودحض الامال الكاذبة ورؤية الحقيقة بشكل واضح في رحلة المؤمن في طريق الحق والايمان رحلة يواجه فيها المؤمن شواهق الجبال ويقتات خلالها المصاعب والالام ويدوس فيها علي الاشواك ويجتاز ارضا ملؤها الحرائق والالغام في دنيا الغيلان والقردة التي تتربص به وتحاول سحقه بالات جهنمية دونها الف مرة انياب لوحوش وافر الوحوش وهمجية الوحوش.. !! واذا وجدت نفسك بلا رفيق وبلا صاحب فاجعل من شعورك بالوحدة تطلعا الي التواصل الاخرين ودافعا لي معرفة ذاتك وادراكا لحاجتك لي العالم وحاجة العالم اليك وان من حقك ان تتيه فخرا وان تع في ظلال الايمان ولو كت فردا وحدك وان تذوق حلاوة الايمان الذي اشرق نوره في قلبك وعندها عليك ان تسق من راحتيك كل عطشان لهذه المعالي الايمانية واجل من هؤلاء العطشي اخوان صدق واجعلوا الحكمة ضالتكم واقطفوا من كل بستان زهرة ومن كل مؤلف فكرة ومن كل مبدع لمعة ومن كل عالم جملة ثم ابتكروا ا تجود به قرائحكم المتيقظة حتي بصبح لكم م الايام بنيانا متمزا يشار اليه بالبنان ان اعداءك يبذلون قصاري جهدهم لتبقي في اطار نظرتهم للحياة لا يتركون لك ادني فرصة للبحث عن طريق ينقلك من حضيض الذل لهم الي قم التحرر في ظلال الايمان تحت ان الحضيض ' قدر مكتوب ' و ' لا سبيل الي تغييره ' و ' استسلم لواقع القهر ' و ' يستحيل عليك تغييره او حتي التاثير فيه '.. ومن ثم يصبح مستقبلك اقل اشراقا وينسحق املك تحت وطأة حاضرك تعيس.. هكذا وكان حاضرك هو محطة وصول نهايته كل من يتجاوزها لا يجد امامه سوي المستحيل ودوا لو تدهن فيدهنون فاذا فشل اعداؤك في ذلك فانهم يحولونك ايها الانسان الي لاهث وراء لقمة عيشك الصعب حتي يبقي سؤالك المتردد بداخلك.. اي معني ان ابحث عن معان الايمان العالية وانا فقير ليس لدي قوت يومي.. انني في حاجة لان احصل علي متطلبات الحياة الاساسية لا شك ان هذا هو طريق السلامة.. لكنها سلامة من اراد ان يعتزل الحياة ويفقد كرامته فيها نعم.. ان من يحب الحياة الدنيا وزينتها يتنازل عن كرامته ودينه باختباره وارادته.. غذاؤه الذلة.. كساؤه المسكنة.. مسكنه الهوان.. ولو اردت الحياة الايمانية ورغبت فيها لحصلت عليها.. فلا تلعن الظلام ولا تشعل شمعة ولكن دع نور الايمان الذي نبت في قلبك وبزغ في صدرك ينير طريقك نحو مجتمع الفضائل والايمان اعلم ان القوة المادية لا تملك ان تسعبد انسانا يريد ان يحيا حياة الايمان فقصاري ما تستطيعه هذه القوة ا تملك الجسد.. تؤذيه.. تعذبه.. تكبله.. تحبسه.. اما الضمير والروح والعقل فلا يملك احد حبسها ولا استذلالها الا ان يسلمها صاحبها وينزوي في اصداف الطاعة النتنة حرصا علي اكل العيش والتنازل الداخلي عن الكرامة التي وهبها الله لبني آدم. قال ابو معاوية الاسود.. ' من كانت الدنيا همه طال غدا غمه ومن خاف ما بين يديه ضاق به ذرعه' واذا كان ذلك جاءت المرحلة الثانية يعاني الكثير من الناس حالة من العيش الدائم في اكتئاب وعدم الاقبال علي الحياة بل واحيانا ارادة الموت او الانتحار في بعض الحالات والتي قد انتشرت في العالم الغربي وتعج بها الحياة الغربية والامر الذي لم ينج من حالات تقدر بعشرات بل مئات الالاف من حالات الانتحار في العالم العربي الاسلامي في الايام الاخيرة.. وان نوبات الاكتئاب والهم والحزن هذه تستفحل في حياتنا اليومية يوما بعد يوم وبمرور الزمن وهي بمثابة العدو الذي يقف في طريق العمل والانجاز والعطاء والبذل لكل ما حوله في بيئته واهله واسرته وهو عدو خطير للناس بصفة عامة وعدو اشد خطورة في حياة القدة والرؤساء والدعاة فالاكتئاب يبدل حال المرء ويجعله سريع اليأس والقنوط كثير التشاؤم.. اشبه بمرض فيروسي سريع العدوي سرعان ما ينتقل الي كل من حوله وما حوله والقائد الكتئب سريع اليأس والقنوط والشاؤم ينقل حالته وحزنه الي كل من حوله من الجنود اوالشعب الذي يعيش معه ليحول حياة من حوله الي واحة من الحزن وكيان وشعب يائس بائس حزين مكتئب قنوط.. وظلال هذا الاكتئاب لا ترضي احدا ولا تدفع اي احد الي العمل والانتاج بل تحول الحياة الي جحيم لا يطاق وعذاب دائم متواصل وتنغيص عيش مستمر وحياة بئيسة ليس فيها مكان للافراح والمسرات. ان القائد المكتئب ينفر منه جنوده والرئيس الكمتئب يبتعد عنه شعبه ومواطنيه بل القائد او الرئيس ليس لهما مكان لانهما عبأ علي من تحتهم.. فمن هذا الجندي الذي يحمل بين جنباته اية مشكلة او تنغص عليه حياته وتؤرقه عقبة لا يستطيع الخروج منها.. هل تري انه سيري في قائده الكئيب هذا وجهة صادقة وحقيقية لان يعرض عليه مشكلته ا ضائقته ناشدا الحل والمخرج من هذا الاكتئاب او ان يطلب من هذا الكئيب الراحة النفسية او الطمأنينة القلبية.. كيف يحدث هذا في ظل حياة كئيبة تسودها حالة من الهم والحزن والشؤم.. حالة تدفع من حولك الي النفور منك والبعد عنك والتشاؤم منك ان الاكتئاب والحزن والهم هم امراض خطيرة لانهم البوابة الرئيسية التي تفتح علي سيل جارف من الامراض النفسية فالاكتئاب هو الاب الروحي لجميع الامراض لنفسية والعقلية التي تصيب الانسان والاكتئاب هو الوسوسة التي توقف الحياة وتعرقل مسيرتها ولا تري للنسان حاضرا فضلا ان يري من خلال هذه الاعراض مستقبلا.. فالاكتئاب تنغيص للحياة الكريمة والعيش الهنئ و يقتل الهمم الانسانية العلية وتذبح العزائم القوية وتميت الطاقات الانسانية.. فالمكتئبلا يمتلك اية همة او عزيمة او طاقة حيات بؤس وشقاء وتخلف وقعودعن مسايرة ركب الناس ان الدنيا لتفتح ابوابها امام كل الناس ان تفاءلوا وابشروا وستبشروا واعملوا وابذلوا وامنحوا ما حولكم كل فأل وبشر وامل وطموح لتسعدوا وتسعدوا كل من حولكم فتعيشوا حياة هنيئة سعيدة يغمرها الفرح والسعادة والفأل بعيدة كل البعد عن الهم والحزن ايها الانسان.. ان الحياة ليست خيارا واحدا نؤديه ونستسلم بعدها لكل ما يحدث لنا وليست مفترق طريق منفرد ووحيد نختار فيه اي جهة سنسلك وينتهي الامر بعدها.. بل كل خيار يفتح سلسلة من الخيارات.. وكل مفترق طريق يحوي خلفه سلسلة من مفترقات الطرق.. وفي كل خطوة من خطوات حياتنا يوجد خياران نختار واحدا منهما بلء ارادتنا فاذا كان من يصل بفضل الله الي ساحل السعادة والنجاة واحد ليسقط الف في مستنقع الحزن والضياع فكن انت هذا الواحد الذي يقفز من سفينة الضياع الغارقة واعلم ان نجاتك لا تاتي مصادفة ابدا بل لابد في لحظة حسم وحزم في مفترق طرق.. وفي منعطف حاد لابد من فرار بمواجهة سلطان الضياع والضلال والامساك بجمرة النجاة والهداية الملتهبة والقبض عليها بشدة والعض عليها بالنواجذ واليقين ان هذه الجمرة التي قد تحرق كف يدك ولسانك وشفتيك هي بذرة السرور والسعادة لك التي ستكون ثمارها مراكب نجاة من طوفان الضياع والضلال في كل ارض.. ذلك انه من اليأس يولد دوما منتهي الامل ومقابل مجتمع الكآبة والحزن يوجد هناك ويولد مجتمع السعادة والسرور.