لست عالم جليل أو مفتي الديار، بل أنا مواطن محب لوطنه، وأري مع قدوم فصل الصيف ودخول موسم السياحة، بدأ الإرهاب يمارس هوايته الفاشلة في بث الرعب وارسال رسالة إلي السائح بان مصر ليست أمنة. إن لكل زرع حصاداً، والغراس الطيب يخرج نباته بإذن ربه، والذي خبث لا يخرج إلا نكدا، ، ومن يحرث بمحاريث الطيش، ويبذر الفتنة، ويرويها بالعنف، سوف يتجرع حصاد زرعه ومرارة طعمه وظلام ليله واحساس لايعود عليه الا بالحسرة والندم. ولا شك أن لجوء الجماعة وحلفائها إلي الإرهاب والعنف هو أقصر الطرق إلي الانتحار الفردي والجماعي، والخبرة الماثلة للعيان في كافة الأنحاء تشير إلي ذلك وبوضح فلم تكسب الجماعات الإرهابية معركة قط ولم يفضي الإرهاب إلي تحقيق أي هدف باستثناء تلك الأهداف السلبية التي تصاحب الإرهاب مثل اختطاف الإسلام وتشويه صورة الإسلام والمسلمين وتعبئة الرأي العام العالمي ضد قضايانا المصيرية وتدعيم الانقسام والاستقطاب علي الصعيد الوطني والصعيد العالمي وسيادة قيم التطرف والتكفير والانتقام وتعطيل العقل والتفكير وفتح الباب للعودة البدائية لقيم العدوانية والعنف ووضع المسلمين في موضع الاشتباه والتوجس في المطارات والسفارات والموانئ والمعابر الحدودية. وليس أمام مصر من خيار سوي المواجهة الحاسمة للإرهاب في إطار القانون والمصلحة العامة وتعبئة كافة القوي المعنوية والمادية من أجل الفوز في المعركة ضد الإرهاب وإرساء قواعد ومبادئ التحول الديموقراطي واعتماد الصراع السياسي السلمي بأساليبه وآلياته المعروفة وسوف يكون الفشل حليف من يتبني نهج العنف والإرهاب. وإذا نظرنا إلي مصر الدولة والمجتمع ستفوز في المعركة ضد الإرهاب لأسباب عديدة، من بينها أن مصر الدولة لديها خبرة متراكمة في مواجهة الإرهاب خلال التسعينيات، وقبلها خلال الثمانينيات وما بعدها في صعيد مصر وفي سيناء وفي العاصمة ذاتها، هذه الخبرة المتراكمة لمصر سبقت خبرة دول كثيرة كانت تفتح أبوابها تحت بند اللجوء السياسي ظاهرياً لكثير من هؤلاء الإرهابيين، وذلك لا يعني بالضرورة تكرار أخطاء هذه الحقبة السوداء في تاريخ مصر، بل يعني استدعاء مختلف الجوانب الإيجابية لهذه الخبرة في إطار حكم القانون ودولة القانون، أي اعتبار الجريمة فردية وشخصية وليست جماعية وتوفير الضمانات القانونية للقبض علي المتهمين وضمانات الدفاع والمحاكمة. من ناحية أخري فإن أكبر ضمانة لنجاح مصر في المعركة ضد الإرهاب تتمثل في المضي قدماً كما هو الآن في تنفيذ خريطة الطريق إلي المستقبل، وترجمة هذه الخريطة إلي خطوات إجرائية ومبدئية لتحقيق عملية التحول الديموقراطي وإرساء أسس الصراع السياسي بعيداً عن العنف والذي يتمثل في الاحتجاج السلمي والتظاهر السلمي والالتزام بالقانون وحظر اللجوء إلي العنف، ولا شك أن الالتزام بخريطة الطريق هو الذي يكفل في نهاية المطاف سلمية المجال العام وابتعاده عن العنف وذلك عبر القواعد والمبادئ المجردة والعامة التي ترتضيها الدولة والمجتمع للمساهمة في الشأن العام. رحم الله شهداء الإرهاب في كل مكان اللهم احفظ مصروشعبها من كل سوء ووفق رئيسها وحكومته إلي مافيه خير البلاد والعباد وارزقه البطانة الصالحة يارب العالمين