بنجاح مؤتمر مصر المستقبل والذي كان محط أنظار العالم أجمع، والذي حضره ملوك ورؤساء دول وشخصيات عامة من كل أنحاء العالم، نستطيع أن نقول أن الزحف المقدس الذي صممت عليه جماهير شعبنا في 30يونيه يسير قدماً إلي الأمام من نصر إلي نصر، وأثبت الشعب المصري أنه لم يهن ولم يضعف مهما كانت الظروف، وأنه قادر علي تحطيم كل المؤامرات والمخططات الاستعمارية مهما كانت دقتها.. لقد عمد الاستعمار الجديد علي استعادة مناطق نفوذة ونقاط ارتكازه التي كانت في الماضي، وخرج علينا الاستعمار في ثوب جديد تحت لافتات براقة خادعة، استطاع من خلالها أن يتوغل داخل مجتماعتنا ويبث فيها سمومه لتهيئة المناخ لعملاؤه وأدواته للوصول إلي سدة الحكم في كل بلد لتنفيذ مشروعاته التقسيمية والتفتيتية، لكن جماهير شعبنا بزحفها المقدس في 30يونيه بعثت برساله إلي كل قوي الاستعمار.. رساله مفادها 'لقد انتهي عهد العملاء وبدأ عهد الأحرار'، لكن المصير السئ الذي وصل إليه عملاء الاستعمار وأعوانه تبقي هي الرسالة الأقوي التي وجهتها شعوبنا للاستعمار.. أين محمد مرسي؟!.. لقد ألقي به الشعب في غياهب السجون.. أين حمادي الجبالي؟!.. لقد عزله الشعب التونسي.. أين تنظيم الإخوان وكل أعوان الاستعمار في كل البلاد التي وصلوا فيها إلي سدة الحكم؟!.. لقد أصبح مصيرهم نفس مصير الحزب النازي.. يطاردون في الشوارع من قِبل الشعب أينما وجدوا. ورغم أن الطريق أمامنا شاق وطويل، لأن الاستعمار وأعوانه الذين باعوا ضمائرهم بثمن بخس لن يتوانوا لحظة في الدس والوقيعة بين الشعب والجيش لاستكمال مخططاته التي أحبطها الجيش لأنه انحاز إلي إرادة الجماهير التي خرجت في الثلاثين من يونيه تطالب أعوان الاستعمار بالرحيل.. لكن ما يبعث عليًّ بالأمل هو.. أن جماهير شعبنا قد تعلمت الدرس.. تعلمت أن الفرقة كانت سبب انكسارنا، وكانت الفرقة هي السبب في تغلغل أعوان الاستعمار داخل مجتمعاتنا.. وأيقنت جماهير شعبنا أن الوحدة هي سبيلنا إلي القوة والتقدم.. لكن يجب أن تعلم تلك الجماهير أننا لن نتقدم بالكلام لكننا سنتقدم بالعمل.. فالعمل واجب، والعمل شرف، والعمل حق، والعمل حياه.. فلنتجه إلي العمل في قوة.. فحينما نكون أقوياء سنملك قرارنا ولن يتمكن أحد أن يملي شروطه علينا، وهذا يتطلب منا جميعاً أن نتحد وننطلق في صدق نحو أهداف مؤتمر مصر المستقبل، وأن نعمل لمستقبل الوطن بأمانة وشرف، لأن هذا البلد الأمين هو بلدنا وبلد أولادنا من بعدنا، ويجب أن نضع نصب أعيننا أن أولادنا هم من سيستلمون زمامها بعدنا، وهذا يتطلب منا جميعاً أن نتعاون لرفعة شأنها وإعلاء كلمتها، وأن نتجاهل كل محاولات المضللين ومحترفي السياسة، والذين لا يدخرون جهداً لهدم وتشويه انجازات الرئيس السيسي.. الرجل الذي صار حكاية شعب.. صحيح أنهم قد يستطيعون أن يهدموا السيسي، لكنهم لن يستطيعوا هدم المبادئ والمثل العليا التي آمنت بها شعوب أمتنا، وذلك لأن تلك الشعوب لن تمكنهم مرة أخري من احتراف الخداع والتضليل.