ظلت الحضارة الفرعونية في مصر مهد الحضارات ومنها استمدت حضارات الشعوب الأخري وجودها وتواصلها ليظل الإنسان المصري القديم بعقليته وفلسفته الجبارة محيرا للعقول علي مر الأزمنة لكل ما أنجزه وخلده من فنون وثقافة وعلوم تلك الحضارة والذي استطاع أن يستفيد بحكمة عالية من جغرافية المكان الذي اختص الله به مصر ونجح في أن يبني حضارة وعراقة وثقافة لشعب لم يسبقه أو ينافسه فيه شعب آخر، والدليل علي ذلك أنه عندما تعاقبت الأمم والأزمنة والحضارات المختلفة علي مصر لم تستطع أن تنال من حضارتها بل استطاعت الحضارة المصرية أن تروض تلك الحضارات والأمم في بوتقتها ولتأخذ الأحداث التاريخية عند بوابات مصر بعدا آخر لجسامة وجسارة شعبها. إن شعب مصر الجبار لم تنل منه الصعاب والمحن بكل صورها ونكباتها، لأن الحقائق التاريخية توضح بما لا شك فيه أنه عندما يستفيق ويزأر فإنه يقهر كل تلك المحن ويسترد عافيته حتي ينتصر عليها مهما كانت قوتها وخطورتها، فالأحداث الجسام التي مرت علي مصر عبر الأزمنة استطاع شعبها مواجهتها والتصدي لها، كما أن مصر عبر تاريخها شهدت الكثير من الانجازات العظيمة التي تستمد عظمتها من حضارة الماضي التي تعتبر لنا الدافع إلي النجاح والعلا، لأن شعبها عندما يختبر يفعل ما لا يفعله غيره من الشعوب الأخري كما أن أفعاله العظيمة وانجازاته الخالدة تنعكس بالإيجاب علي كل شعوب العالم وها هو شعبها يعود وبقوة إلي محيطه العربي والدولي ليغير الأحداث والموازين ويضرب الشر والإرهاب في مصر والعالم الآن من خلال رئيسه وجيشه العظيم ومؤسساته القوية يستعيد قوته وأمجاد حضارته بعد ثورتين عظيمتين بدأهما بالمشاريع الخالدة التي تهم العالم وتخدم الإنسانية ومنها وللمرة الثانية مشروع محور قناة السويس الجديد وما يتبعه من إنجازات سيتوقف عندها التاريخ ليظل شعب مصر معبرا بانجازاته عن حضارته المميزة التي لا تتكرر، وها هو وفي مدينة شرم الشيخ الجميلة ينجح في إقامة مؤتمره الاقتصادي برغم كل التحديات عندما استقبل كل تلك الوفود من ملوك ورؤساء ومؤسسات العالم الذين جاءوا من أجل تزكية المؤتمر الاقتصادي العالمي الذي يتعلق بمستقبل مصر ليربط بين عراقة الماضي وأصالة المستقبل للعمل من أجل البناء والعطاء والتعمير الذي دقت ساعته مع استفاقة الفراعنة مرة أخري من غفوتهم وسباتهم لينفتحوا علي كل شعوب العالم وعندها لم يجدوا إلا العطاء والتضامن والمحبة والمؤازرة من كل ضيوفهم الذين جاءوا ليدعموا المؤتمر ويدعموا المسيرة في مصر وهو ما ظهر جليا في كل كلماتهم وأشعارهم عنها وهي كلمات جاءت اعترافا من جانبهم عن دورها الحضاري وفضلها علي الأمم وهو دليل قاطع علي تقديرهم لمصر، ودليل علي ثقتهم في كفاءة وقدرات ومروءة رئيسها الذي يحظي باحترام وتقدير العالم، إنه الرئيس الذي تمثلت في صفاته شموخ المصريين وعظمة تاريخهم ونبل مطالبه ومساعيه الدءوبة والخيرة من اجل شعبه، إنه الرئيس الذي قبل التحدي والصعاب وسعي من أجل أن يسترد مكانة مصر في كافة الأصعدة بين دول العالم ولهذا فلم ير من ضيوفه من العرب والأفارقة والغرب وكل القارات إلا الحب والإعجاب والتقدير والمباركة والمشاركة وهو بهذا يكون قد نجح في إدارة البلاد واستحق وبفخر مكانة حكمها لأنه ومع تلك النجاحات قد أعاد الأمل والأمان إلي أبناء شعبه وجعلهم ينتفضون من سباتهم ليعيدوا معه مصر إلي عظمة وجودها وعظمة حضارتها وانفتاحها علي شعوب العالم من جديد لتسير قاطرة الخير والبناء قدما تسير وهي غير عابئة بالأحداث العابرة التي تواجهها لأنها أحداث لن تثنيها بعد نجاح هذا المؤتمر الاقتصادي عن النهضة والتقدم انطلاقا من حضارة أجدادهم الفراعنة.