حين تحاصر العدو أترك له فجوة للهرب، فالضغط بقسوة يجعله يستأسد في القتال، هذا حال أمريكا مع داعش في سوريا والعراق، السيد أوباما لا يريد أن يقسو علي داعش في سوريا والعراق ليس خوفا من أن تستأسد داعش وتلحق خسائر كبيرة بالجانب الأمريكي فحسب ولكن أيضا لإطالة العملية العسكرية هناك وتحقيق اكبر قدر من المكاسب بابتزاز دول المنطقة، والسماح لدواعش سوريا والعراق بالتسرب والهرب في وقت ما عبر تلك الفجوة إلي مسرح آخر يهيئ له الآن وهو المسرح الليبي لمحاصرة مصر التي تريد أن تخرج من عباءة أمريكا وتستقل بقرارها الوطني.. سياسة الباب الموارب التي تتبعها أمريكا مع داعش في سوريا والعراق رغم خيار الحل العسكري المتبع هناك، وسياسة الباب المفتوح علي مصراعيه والتي تنتهجها أمريكا مع داعش في ليبيا من خلال الحل السياسي التوافقي والتي تسمح بتدفق الإرهابيين هناك، كلاهما يثبت أن أمريكا لا تريد حسم المعركة مع داعش في الوقت الراهن قبل أن تستنفذ ورقة داعش وتصبح كارتا محروقا، لو أرادت أمريكا حقا حسم المعركة و اجتثاث هذا التنظيم في أسرع وقت لأحكمت الحصار عليه وحاربته علي كل الجبهات في آن واحد لا سيما أنها علي رأس تحالف دولي يضم أكثر من أربعين دولة، لذا علي الدول العربية أن تضغط في هذا الاتجاه وألا تنتظر حتي تكون داعش كارتا محروقا لأنه سيكون قد ظهر عندئذ دواعش عديدة أخري بمسميات أخري، علي الدول العربية أن تسارع وترفض مثل هذه السياسات التي تستنزف مواردها ولا تحقق الغرض المنشود باجتثاث الإرهاب وجماعاته وعلي رأسها تنظيم داعش الإرهابي..