%30 انخفاضًا في أسعار سندوتشات الفول والطعمية.. «الغرف التجارية» تكشف التفاصيل (فيديو)    محافظة الجيزة: قطع المياه عن منطقة منشية البكاري 6 ساعات    اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان الإسرائيلي على غزة    متحدثة الأمم المتحدة للشئون الإنسانية: الموقف بغزة ما زال كارثيًا ومرعبا    المقاولون العرب يكشف تشخيص لؤي وائل وتطورات حالته    شتيجن يعلق على رحيل تشافي عن برشلونة    الأهلي يهزم وفاق عين التوتة ببطولة كأس الكؤوس الإفريقية لكرة اليد    درجة الحرارة تتجاوز 40 .. بيان هام بشأن الطقس الأسبوع المقبل: أعنف الموجات الحارة    أحمد صيام ناعيا صلاح السعدني: شخصية عظيمة رفضت التغييرات التي طرأت على الفن وتنحى جانبا    بعد قليل.. انطلاق حفل آمال ماهر وسط توافد جماهيري ملحوظ    لا يقتصر على السيدات.. عرض أزياء مميز ل «التلي» برعاية القومي للمرأة| صور    عمارة : مدارس التعليم الفني مسؤولة عن تأهيل الخريج بجدارة لسوق العمل    شروط التقديم للتدريب الصيفي لطلبة هندسة وعلوم بمركز بحوث الفلزات    مرموش يقود آينتراخت أمام أوجسبورج بالدوري الألماني    حسين فهمى ناعيًا صلاح السعدني: الأخ والصديق والحبيب    مطار مرسى علم الدولي يستقبل 149 رحلة تقل 13 ألف سائح من دول أوروبا    11 جامعة مصرية تشارك في المؤتمر العاشر للبحوث الطلابية بكلية تمريض القناة    وزير الاتصالات يشهد ختام فعاليات البطولة الدولية للبرمجيات بمحافظة الأقصر    الهنود يبدءون التصويت خلال أكبر انتخابات في العالم    الحماية المدنية تسيطر على حريق في «مقابر زفتى» ب الغربية    إخماد حريق بمخزن خردة بالبدرشين دون إصابات    ضبط لص الدراجات النارية في الفيوم    ولاية ألمانية تلغي دعوة القنصل الإيراني إلى حفل بسبب الهجوم على إسرائيل    تسجيل أول سيارة بالشهر العقاري المتنقل في سوق بني سويف    وزيرا خارجية مصر وجنوب أفريقيا يترأسان أعمال الدورة العاشرة للجنة المشتركة للتعاون بين البلدين    التنسيق الحضاري ينهي أعمال المرحلة الخامسة من مشروع حكاية شارع بمناطق مصر الجديدة ومدينة نصر    50 دعاء في يوم الجمعة.. متى تكون الساعة المستجابة    دعاء يوم الجمعة قبل الغروب.. أفضل أيام الأسبوع وأكثرها خير وبركة    وزير الصحة يتفقد المركز الإفريقي لصحة المرأة ويوجه بتنفيذ تغييرات حفاظًا على التصميم الأثري للمبنى    محافظ الإسكندرية يدعو ضيوف مؤتمر الصحة لزيارة المعالم السياحية    عمل الحواوشي باللحمة في البيت بنفس نكهة وطعم حواوشي المحلات.. وصفة بسيطة وسهلة    مؤتمر أرتيتا: لم يتحدث أحد عن تدوير اللاعبين بعد برايتون.. وسيكون لديك مشكلة إذا تريد حافز    إسلام الكتاتني: الإخوان واجهت الدولة في ثورة يونيو بتفكير مؤسسي وليس فرديًا    حماة الوطن يهنئ أهالي أسيوط ب العيد القومي للمحافظة    محاكمة عامل يتاجر في النقد الأجنبي بعابدين.. الأحد    متحف مفتوح بقلب القاهرة التاريخية| شارع الأشراف «بقيع مصر» مسار جديد لجذب محبى «آل البيت»    إعادة مشروع السياحة التدريبية بالمركز الأفريقي لصحة المرأة    بالإنفوجراف.. 29 معلومة عن امتحانات الثانوية العامة 2024    «التحالف الوطني»: 74 قاطرة محملة بغذاء ومشروبات وملابس لأشقائنا في غزة    جامعة القاهرة تحتل المرتبة 38 عالميًا لأول مرة فى تخصص إدارة المكتبات والمعلومات    "مصريين بلا حدود" تنظم حوارا مجتمعيا لمكافحة التمييز وتعزيز المساواة    وفاة رئيس أرسنال السابق    الكنيسة الأرثوذكسية تحيي ذكرى نياحة الأنبا إيساك    نصبت الموازين ونشرت الدواوين.. خطيب المسجد الحرام: عبادة الله حق واجب    انطلاق 10 قوافل دعوية.. وعلماء الأوقاف يؤكدون: الصدق طريق الفائزين    القاهرة الإخبارية: تخبط في حكومة نتنياهو بعد الرد الإسرائيلي على إيران    العمدة أهلاوي قديم.. الخطيب يحضر جنازة الفنان صلاح السعدني (صورة)    خالد جلال ناعيا صلاح السعدني: حفر اسمه في تاريخ الفن المصري    "التعليم": مشروع رأس المال الدائم يؤهل الطلاب كرواد أعمال في المستقبل    استشهاد شاب فلسطينى وإصابة 2 بالرصاص خلال عدوان الاحتلال المستمر على مخيم نور شمس شمال الضفة    4 أبراج ما بتعرفش الفشل في الشغل.. الحمل جريء وطموح والقوس مغامر    طريقة تحضير بخاخ الجيوب الأنفية في المنزل    استشهاد شاب فلسطيني وإصابة اثنين بالرصاص خلال عدوان الاحتلال المستمر على مخيم "نور شمس" شمال الضفة    ضبط 14799 مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة    اقتصادية قناة السويس تشارك ب "مؤتمر التعاون والتبادل بين مصر والصين (تشيجيانج)"    ليفركوزن يخطط لمواصلة سلسلته الاستثنائية    تعرف على موعد إجازة شم النسيم 2024 وعدد الإجازات المتبقية للمدارس في إبريل ومايو    دعاء السفر كتابة: اللّهُمّ إِنّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السّفَرِ    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حقائق وتفاصيل الدور الإسرائيلي في صناعة 'داعش'
نشر في الأسبوع أونلاين يوم 02 - 03 - 2015

النيويورك تايمز تبشر بحرب دولية علي الإرهاب قد تمتد إلي مصر والجزائر وليبيا مجددًا يعود الحديث عن داعش، بعد قرار الكونجرس الأمريكي بتفويض الإدارة الأمريكية بالإعداد لحرب برية تستمر ثلاث سنوات ضد هذا التنظيم في سوريا والعراق.
لقد مثل هذا القرار تطورًا خطيرًا في الحرب التي تستهدف بالأساس عودة الاحتلال الأمريكي المباشر إلي المنطقة، بهدف إعادة رسم خريطتها وإسقاط الأنظمة المعادية للتوجهات الأمريكية.
ونشرت صحيفة ال'نيويورك تايمز' في عددها الصادر الأحد 15 فبراير خبرًا علي جانب كبير من الخطورة يشير إلي احتمال امتداد الحرب علي الإرهاب إلي دول أخري تقول الصحيفة إن تنظيم داعش أقام فيها امتدادات لميليشياته مثل أفغانستان والجزائر ومصر وليبيا.
ونقلت الصحيفة عن مسئولين بالاستخبارات الأمريكية تأكيدهم احتمالية اندلاع حرب دولية علي الإرهاب لمواجهة تنظيم داعش تشمل البلدان التي تمدد فيها التنظيم.
وهكذا تتكشف يومًا بعد يوم حقائق المؤامرة التي تستهدف المنطقة بزعم مقاومة إرهاب داعش والقضاء عليه، ومن ثم تحقيق الأهداف الحقيقية المتمثلة في إعادة رسم خريطة المنطقة واستنزاف ثرواتها، وتمكين إسرائيل من السيطرة السياسية والاقتصادية والعسكرية عليها.
وفي كتابه الأخير 'داعش.. الحقيقة والوهم' الصادر عن دار 'الوطن' يكشف الكاتب مصطفي بكري تفاصيل الدور الإسرائيلي في إنشاء تنظيم 'اعش' وأهدافها جنبًا إلي جنب مع قوي إقليمية ودولية أخري.
في منتصف العام الماضي وصل إلي أحد العواصم العربية نص تقرير أمني إسرائيلي سري يتضمن معلومات علي جانب كبير من الأهمية ويكشف عن حجم التعاون بين 'داعش' وأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية.
ويحمل التقرير عنوان 'القتل الإلهي.. من الإخوان المسلمين إلي الدولة الإسلامية 'داعش''، حيث يقول: 'ترجع علاقاتنا الحالية 'بمعني الإدارة المباشرة التفصيلية' مع الحركات الإسلامية إلي بدايات القرن. بالتأكيد منذ أن قررت الولايات المتحدة منهجيًا اعتماد الإخوان المسلمين ركيزةً سياسيةً لهم في المنطقة، وقُبيل حربي أفغانستان والعراق، بدأت العملية بطلب أميركي لخدماتنا بسبب علاقاتنا الجيدة مع الأتراك، ثم تدرجت الطلبات، وسيطرنا علي حلقات الاتصال، ووفرنا لهم العمق النظري 'خاصة في إعداد المادة الفقهية التي تسهل إصدار الفتاوي التي يهمنا أمرها''.
ويتابع التقرير: 'إلا أن العمل التنظيمي اتخذ منهجًا منظمًا بشكل مُرضٍ عند بدايات الحراك الشعبي. فقد كانت التنظيمات الإخوانية في المنطقة هي الوحيدة التي يمكنها توجيه تحرك الشعوب في المنطقة. لذلك، قمنا بتثبيت علاقاتنا مع الإخوان في كل من مصر وتركيا وقطر، ثم قمنا بتوسيع حلقة الاتصال، وعززنا الاتصالات بها في باقي الدول العربية'.
ويقول التقرير: 'إن حقيقة تنظيم الإخوان أنه يشبه العنقود، فنظرياته الفقهية تسمح بممارسة العنف بالجرعة التي يختارها القائد المحلي، وهذا يعني زيادة قدرتنا علي توجيهها بأدق التفاصيل، يضاف إلي ذلك أن هذا التنظيم إلي جانب كتابات مفكريه التاريخيين، لديه تقاليد فقهية غير مكتوبة، لكنها حاضرة للاستدعاء عند الحاجة. ومن هذه التقاليد التقية، التي تسمح للمنتسب إلي التنظيم بالكذب علي مَنْ هو خارج التنظيم، مما يسمح بتفسير تصرفهم، الذي يستغربه الكثير من المراقبين. وعندهم موضوع وحدة الإسلام، وهو الذي يسمح لهم بالتعامل مع إيران علي أساس فقهي متين. إلا أن ذلك لا يمنعهم من تصنيف الشيعة في صف الرافضة، وبالتالي، إحلال دمهم. كذلك، فإن عندهم تأثيرات تأتي من عمق التجربة الإسماعيلية التي كانت تعتمد جزئيًا علي التأويل، واستعمال الغريب في تفسير القرآن، لإضفاء صفة التفوق علي القيادات، الذين كانوا يحملون لقب 'الدعاة'. كل هذا يجعل من عنقود تنظيمات الإخوان المسلمين شبكة طيّعة، سلسة قابلة للاستعمال ميدانيًا'.
ويقول التقرير: 'إن هذه المقدمة ضرورية لفهم كوكبة التنظيمات، كالقاعدة والنصرة وأحرار الشام وأنصار السنة والدولة الإسلامية وغيرها، ذلك أن الفوارق الفكرية تكاد لا تُذكر. فالأعضاء قد ينتقلون من تنظيم إلي آخر دون أن يختلف عليهم شيء. الفوارق كلها تحمل الطابع الجغرافي 'سيطرة التنظيم علي منطقة' أو شخصية 'منافسة علي الزعامة''.
ويري التقرير 'أنه في كل هذه التنظيمات عنصر مشترك إضافي، هو أن الأموال مودعة بأسماء القيادات مباشرة، عادة في مصارف أوربية 'السويسرية منها هي أكثرها شعبية'، وبعضهم يستعمل مصارف عربية 'مثل المصارف الكويتية'. إلا أن بعضهم يفضل أن يحتفظ بالنقد 'كاش' أو الذهب أو الماس، في منزله أو عند زوجته. فالقيادة هي التي تتعامل مع المال، وهي التي توزع الرواتب. إن السلطة هي جزئيًا سلطة المال. لذلك، تحصل الخلافات بين القيادات، وتنفصل القيادات عن بعضها'.
ويقول التقرير: 'إن هذه الطريقة البدائية في إدارة المال 'العام' تتيح لنا السيطرة التفصيلية علي هذه التنظيمات. فهي تظن أنها تتعامل مع المصارف تحت حماية السرية المصرفية. إلا أنها، بالنتيجة، تنظيمات إرهابية. لذلك، فهي تخاف أن ينكشف أمرها، فتقبل التعليمات وتسارع إلي تنفيذها لحماية رصيدها'.
ويقول: 'أما التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، فقد أصبح تحت إدارتنا المباشرة، تساعدنا فيها، في الصف الثاني، الحكومة التركية'.
خلفية الدولة الإسلامية
ويشير التقرير إلي أن 'تأسيس الدولة الإسلامية يرجع إلي حرب الشيشان الأولي مع روسيا عام 1991 1995، والتي أدت إلي قيام الشيشان بتهجير غير المسلمين، وأكثرهم طبعًا من أصول روسية. لقد شاركت المخابرات الأمريكية والإسرائيلية في هذه الحرب عن طريق توفير المعلومات العسكرية ومهمات التهديف. وعند خسارتهم لهذه الحرب، قاموا بتأسيس الدولة الإسلامية. كانوا معترفين بالجميل، ووعدونا بشكل واضح بنبذ أي عداء لإسرائيل، والتركيز علي عداء أعداء الإسلام، وعلي رأسهم روسيا'.
ويقول التقرير: 'إلا أن اشتعال الحرب الشيشانية الثانية عام 1999 كان أشد أهمية، فبعد خسارتهم الحرب، انتظم حوالي ألفين من العناصر التي كانت قد عملت في الجيش الروسي، خاصة فرق الكوماندوز، إن خبراتهم القتالية تكاد لا تُقارَن. اجتمع قادتهم وأسسوا الدولة الإسلامية، بتوجيهنا وتنظيمنا وتمويلنا، وقد أُتيحت لنا فرصة تجربتهم في جورجيا '2005 2008'. وتعلمنا من هذه التجربة أن الفقه الديني أفضل من مفعول المال عند المرتزقة. إن المرتزق الوحيد هو زعيم الفرقة. كل الباقي ذئاب كاسرة، إلا أنهم يُساقون للقتال كالخراف، دون أي تبرير مقنع'.
ويقول التقرير: 'عند بداية الحراك العربي في مصر، ظهر لنا أن تنظيم الإخوان، بعد فترة التعاون الطويلة بيننا 'مع الأميركيين'، يقبلون بأي مهمة نطلبها منهم، حتي لو كانت ضد أوطانهم التي وُلدوا فيها. إننا لا نستطيع فهم حقدهم، لكنهم يقبلون التوجيهات بلا نقاش'.
ويقول: 'عندما أتي دور العراق، رأت القيادة أن الوقت قد حان لإعلان الدولة الإسلامية فيه. كان من الضروري انتقاء شخصية قادرة علي إدارة البرنامج الجديد. وقد ساعدنا السيناتور ماكين والإدارة السياسية في واشنطن علي انتقاء أبو بكر البغدادي'.
ويقول: 'كما توقعنا، فقد نجح إعلان الخلافة في استنفار عدد كبير من المحاربين السنة من جنسيات مختلفة. وكان من أول المنتسبين فرقتنا الشيشانية التي شجعناها علي الانضمام'.
ويؤكد التقرير أن 'الدولة الإسلامية تحالفت أيضًا مع مجموعات سنية واسعة في العراق، وذلك بسبب السياسة الإيرانية الشيعية الغبية تحت حكم المالكي. وقد تلاقت بالذات مصالح عدد كبير من العشائر السنية المذهب، ومن ضباط جيش صدام حسين مع مجموعة الدولة الإسلامية، إضافة إلي تأييد ضمني لعدد من المجموعات الصوفية ذات التأثير السياسي، ومنها طريقة النقشبندية. وسبب هذا التأييد هو الغبن الذي لحق بهذه الطائفة تحت حكم بغداد الشيعي'.
ويقول: 'إن المرجح أن تتحول الدولة الإسلامية مع مرور الزمن. فالسنة، بعد تحقيقهم بعض المكاسب العسكرية، سوف ينظمون علاقتهم مع باقي المجموعات حتي يتمكنوا من العيش بشكل طبيعي. وهذا يستوجب تصفيتهم، أو علي الأقل، تصفية الفريق القيادي مع العناصر الأجنبية التي تواكبه، وبالتأكيد المجموعة الشيشانية. هذا يعني الاقتتال، لكن فقط بشكل محدود. إن هذا يعني أن الدولة الإسلامية غير قادرة بتقديرنا علي أن تبقي في حالة التسلط التي تمارسها حاليًا بشكل دائم. سوف تستبدلها القيادات المحلية التقليدية، بالتأكيد، وهذا لا يضر بمخططاتنا. فهناك حاجة لقدرة إبراز تنظيم جديد وإخفاء التنظيم المُضِرّ. موضوع البحث الذي يهمنا هو: مدة الاقتتال'.
وحول مستوي سيطرة إسرائيل علي الأوضاع في الدولة الإسلامية يقول التقرير: 'إن سيطرتنا محصورة بأربع نقاط:
الأولي: هي اعتماد الدولة الإسلامية علينا بشكل كامل فيما يتعلق بالتهديف والاتصالات، إنهم يكونون قوة محلية شديدة، إلا أنها قوة عمياء. نحن نوَفَّر لهم قدرة النظر، ونسيطر بطبيعة الحال علي اتصالاتهم الهاتفية وتسهيلات الإنترنت التي يستعملونها.
الثانية: لدينا مجموعة الشيشان، الموجودة في كل الوحدات، وهي تساعدنا في السيطرة علي هذه الوحدات بسبب قدراتها القتالية المتقدمة نسبيًا، ونحن علي اتصال مباشر معهم.
الثالثة: نسيطر بطبيعة الحال علي أموالهم وتمويلهم، وذلك بسبب حاجة الجميع إلي استعمال المصارف واعتماد الدولار لتحويل الأموال. ويساعدنا هنا تنظيم الإخوان بشكل منضبط.
الرابعة: شبكة المشايخ الذين تدربوا علي أيدي مجموعاتنا، وندين بذلك إلي العمل الفقهي الجبار الذي قامت به الجامعة العبرية في توفير القرائن والبراهين والشروحات والمراجع لتسهيل مهمة الدعاة الذين نعتمد عليهم'.
ويقول: 'إلا أن سيطرتنا تتوقف هنا. نحن لا نقرر أو نساهم في قرارات انضمام المتطوعين، وبالتالي زيادة عدد الكتائب التي تؤلف جيشهم. إنهم تنظيم عسكري بهندسة متغيرة، قد يزيد أو ينقص عددهم حسب نجاحاتهم أو فشلهم في مسار سير العمليات'.
تقييم الدولة الإسلامية
ويري التقرير أن قدرة الدولة الإسلامية الفعلية المؤلفة من عسكريين مجربين هي 13500 جندي، منهم 950 من الشيشان 'يبقي حوالي ألف آخرين، نستعملهم كاحتياط، وهم موجودون في جروزني، وأكثرية الباقي هم من العراقيين والسوريين وبعض العرب 'من تونس وليبيا والسعودية'. الجندي السعودي والعراقي يتعلم بسرعة. يصبح أداة قتل هائلة عندما يستكمل تدريبه. إن الشيشان كلهم من فرق الكوماندوز الروس، وعندهم كفاءة قتالية تتفوق في بعض أوجهها علي التدريب الأمريكي المماثل، لذلك، فإن دورهم رئيس في تحويل المقاتلين العرب إلي محترفين'.
ويقول: 'هؤلاء الجنود يستلمون رواتب شهرية. بعضهم يفضل استلامها مباشرة، وبعضهم يرسل أكثرها لأهله. ونهتم نحن بذلك'.
ويقول: 'لقد انضم للدولة الإسلامية بالترجيح حوالي 6000 إلي 7000 متطوع، أكثرهم، وربما كلهم، بلا خلفية عسكرية، إلا أن هذا العدد يتغير من يوم لآخر. فقد انضم أكثر من ألفين منهم خلال أيام الانتصارات في الموصل، غير أن أكثر من ألف غادروا بعد ابتداء الضربات الأمريكية. هناك تنظيمات صغيرة كثيرة 'تبايع' الدولة الإسلامية لأنها توفر للقيادة منطقة مأمونة تستطيع أن تسبي بها وأن تسرق. إن عمليات القتل الوحشية التي تمارسها هذه المنظمة موجهة جزئيًا لمتطوعيها، كي تردعهم عن المغادرة. كذلك، فقد أُجبر عدد من المتطوعين علي ممارسة الذبح أو عمليات الإعدام الجماعية لربطهم بالتنظيم، بشكل يذكِّرها بطرق المافيات الإيطالية'.
ويقول: 'هناك طبعًا المجموعات التي انضمت للتنظيم من محيط الإسلاميين السوري. لقد انضمت مجموعات عدة، بالترجيح حوالي أربع عشرة، منها خمس أعدادها كبيرة. هناك كتائب من جند الشام 'حوالي 12000'، وأنصار الشام '8000'، وأحرار الشام '2000'، والجبهة الإسلامية '5000'، وأنصار الشريعة '4500' وغيرهم، إلا أنه يجب تسجيل انتقال هؤلاء من الجبهة العراقية إلي الجبهة السورية. مفعولهم محدود بسبب انتشارهم الجغرافي الواسع وعدم استطاعتهم فهم مردود انتقالهم عبر الحدود علي قدراتهم علي التوصل والتهديف، في غياب مساعدتنا، يمكن أن ينهاروا بفترة قصيرة'.
ويقول: 'لقد استطعنا تجربة اعتمادهم علينا. لقد نقلنا فرقًا متعددة إلي الغوطة الغربية عبر الجولان، وأخري أكثر عددًا عبر النقب إلي شمال سيناء. أمرنا إحدي المجموعات في سيناء، فقتلوا عددًا من أفراد الشرطة لم نتابعهم، وتركناهم بلا مواصلات لأقل من بضع ساعات، فاعتقلتهم القوات المصرية. في الغوطة، لم نعطهم أي أهداف، فقاموا باعتقال قوات الأمم المتحدة. إنهم آلة قتل وإرهاب! ولم يحرجوا أبدًا، ورفعوا علمهم قرب العلم الاسرائيلي عندما سمحنا لهم بالعبور، خوفًا من القوات السورية. ليس عندهم أي وعي سياسي'!
ويقول: 'نقوم بتدريب ما يقارب 450 إلي 550 شهريًا في تركيا. سوف يكون عدد الأجانب أقل، مع مرور الزمن. إلا أن عدد المتطوعين المصريين والتونسيين والسعوديين وباقي الجنسيات العربية يكاد يكون بلا حدود'.
ويقول التقرير: 'إن تموين هذه المنظمة 'داعش' لم ينقطع من تركيا. بالمقابل، فإن النفط هو عملة المبادلة، نشتريه بحوالي خُمس سعر السوق، سواء بالصهاريج أو بالسفن من ميناء جيهان'.
ويقول: 'أما موضوع إدارتهم المالية، فهي تقريبًا كما يلي:
إنهم يدفعون رواتب 'مبالغ' زهيدة للمتطوعين. هذا يشجعهم علي النهب. إلا أن الذي يتم الاستيلاء عليه من الذهب أو المعادن الثمينة يعود للقيادة، ويُترك اليسير فقط للمتطوعين. هناك تململ حول هذا الموضوع.
ثم إنهم يستلمون أموالاً تأتيهم من متبرعين في السعودية والكويت وعدد من الدول. قطر تساعد أيضًَا، وإن كانت تغير مواقفها من يوم إلي آخر. إن سيطرتنا كبيرة، إلا أنها ليست كاملة.
إن مجموع ثروتهم يصل إلي 350 مليون دولار تقريبًا. إنهم يظنون أن أصولهم أكثر من ذلك بكثير. إلا أن الذي يعيش في الموصل في الظروف الحالية لا يستطيع التحقق من شيء. نحن نرسل لهم من أموالهم ما يكفي لمتابعة القتال والغزو'.
ويقول التقرير: 'إن مساحة سيطرة الدولة الإسلامية تمتد علي رُبع العراق تقريبًا، وثُلث سوريا، في المناطق النفطية. ويتم تهريب النفط بواسطة الصهاريج، حيث نقوم بتكليف شبكة من المحليين الأتراك بشرائها لصالحنا. إننا نستعمل أيضًا الأنابيب التركية، إذ يتم ضخ بعض النفط بواسطتها، ونستنزفه من الأنابيب إلي الصهاريج في نقاط معينة، أيضًا في تركيا. طبعًا، نقوم بذلك عندما يتوقف ضخ نفط المنطقة الكردية. وبما أننا نساعد الأكراد علي تمويل مشاريعهم المحلية، فإننا نسيطر علي خط الأنابيب هذا بشكل مباشر. القيادات التركية تغض النظر، ولهذا أيضًا ثمن'!
ويقول: 'إن المساحة التي نتكلم عنها تساوي ما يقارب عُشر مرات مساحة إسرائيل. إنهم غير قادرين علي السيطرة علي كل هذه المنطقة. وبما أن دورهم لا يتعدي ممارسة عملية استمرار العداء لجيرانهم وتبادل إطلاق النار، فإنه غير مُجدٍ أن نسلحهم أكثر مما بين أيديهم اليوم'.
ويقول: 'إن السلاح الذي تمكنوا من الاستيلاء عليه في عملية الموصل من الجيش العراقي يكفيهم في الوقت الحاضر. إنها كمية من الدبابات والمدفعية تكفي لتسليح كتيبة بشكل كامل تقريبًا. إلا أن توزيع هذا السلاح وسوء تنظيم القوة العسكرية يجعل من هذا السلاح قيمة خاسرة، فيما لو واجه جيشًا جديًا'.
ويقول: 'إن دور الدولة الإسلامية واضح في سوريا والعراق، أما في مصر، فبالرغم من إصرار عدد كبير من الإخوان والسلفيين علي الظهور تحت هذا الاسم 'الدولة الإسلامية'، فإن القيادة لم تسمح بعدُ بفتح هذا الباب في مصر. ويرجع ذلك للخطط الخاصة بمصر، والتي أمرت القيادة بدراستها، وهي خارج إطار هذا البحث. إلا أن مصر إمكانية لم تُغلق بعدُ'.
ويقول: 'أما السعودية، فهي مفتوحة لنا بشكل كامل. تستطيع الدولة الإسلامية أن تسيطر بسهولة علي المناطق الشمالية، من عرعر إلي تبوك، وسوف يساعدها في ذلك أنصارهم في معان 'الأردن'، وهم ذوو خبرة قتالية عالية. كذلك فإن في منطقة جدة مكة موارد بشرية كبيرة لديها مخططاتها، وكذلك الحال في الرياض.
يقول التقرير: 'إن الدور المطلوب من 'الدولة الإسلامية' هو استمرار استنزاف كل من سوريا والعراق لمدة سنة أو اثنتين، بانتظار تغيير مراكز الثقل السياسي في المنطقة، وقد تقرر القيادة إعطاء الضوء الأخضر وتفكيك السعودية. والدولة الإسلامية مفيدة في هذا البرنامج'.
ويقول: 'هذا يجعل دور الدولة الإسلامية يتماثل مع دور التنظيمات الأخري في عنقود الإخوان، سواء كان ذلك في العراق أو سوريا أو مصر، أو باقي المناطق التي تهمنا'.
إلي هنا ينتهي نص التقرير الإسرائيلي الذي يكشف حقيقة دور الكيان الصهيوني في صناعة داعش.
أما عن قطر، فقد تولت منذ البداية تمويل إنشاء التنظيم وتحمُّل تكلفة الوافدين من دول العالم للانضمام إليه، حيث لعبت السفارات والاستخبارات القطرية في شتي أنحاء العالم دورًا مهمًا في تسهيل مهمة العناصر الأجنبية التي دخلت إلي العراق وسوريا عبر تركيا.
فقطر هي التي تولت دفع ثمن العديد من صفقات الأسلحة ومنح جوازات سفر للعديد من هذه العناصر، وارتبطت ببعض كوادره، الذين ساهموا في إنجاح العديد من الوساطات القطرية للإفراج عن بعض مَنِ اختطفتهم جبهة النصرة في سوريا مقابل دفع مبالغ مالية كبيرة كفدية للخاطفين.
إن الدور القطري في دعم 'داعش' وتحمُّل تكلفة التمويل أكدته حقائق الواقع وتقارير الأجهزة المعنية.
إن ذلك الأمر أقلق الكثير من الدوائر الغربية، وهو ما دعا رئيس الوزراء البريطاني 'ديفيد كاميرون' إلي مواجهة أمير قطر تميم بن حمد خلال لقائه به في لندن في 30 أكتوبر 2014 للتعبير عن قلق بلاده من الدور القطري في تمويل 'داعش'.
لقد خرجت صحيفة التايمز البريطانية لتؤكد في تقرير لها 'أن الأمير تميم لابد أن توقع زيارة سلسة، لكنه وجد نفسه في خضم اتهامات لبلاده بتمويل الإرهابيين، وأن المهمة الآن أمام الأمير الشاب هي تغيير المسار الذي اتبعته بلاده أثناء حُكم والده، مع حفظ ماء الوجه!!
لم يكن الأمر مقتصرًا علي دعم القوي الإقليمية والدولية نشأة التنظيم واحتضانه، بل جري استغلال الظروف الداخلية وتحديدًا في العراق لتكون دافعًا قويًا للالتفاف حول 'داعش' التي رفعت شعارات حظيت بقبول واسع في المحافظات السنية العراقية.
استطاع تنظيم 'داعش' في البداية أن يخدع فئات عديدة من السنة لبعض الوقت، بعد أن قدم نفسه كمخلص لهم من الممارسات القمعية التي يقوم بها حكم نوري المالكي، إلا أن الحقائق تكشفت سريعًا بعد أن سقط القناع عن التنظيم بأسرع مما يتوقع الكثيرون.
لقد ظل أهل السنة في العراق ومنذ الاحتلال الأمريكي عام 2003 يعانون الأمرَّين من الحكومات المتعاقبة، حتي جاء نوري المالكي ليبدأ حملات من التطهير الطائفي والعِرقي وليطلق ميليشياته التي أخذت الطابع الطائفي 'الشيعي' لتُحدث مجازر وترتكب أفعالاً إجرامية ضد أهل السنة في العراق.
منذ هذا الوقت بدأت عناصر تنظيم القاعدة في استغلال هذه الحالة، واللعب علي أوتار الطائفية، ومقاومة المحتل الأمريكي، وأصبح للقاعدة نفوذًا داخل الطائفة السنية، وتحديدًا في المحافظات السنية المهمة 'الموصل والأنبار وتكريت وغيرها'.
ومع تزايد نفوذ القاعدة بدأ الصدام يحدث مع مشايخ ووجهاء العشائر الذين رفضوا نهج القاعدة وملاحقتها للمواطنين وأبناء العشائر ومحاولة فرض سطوتها عليهم، فجري تشكيل الصحوات العشائرية عام 2007 والتي سعت إلي مواجهة القاعدة في هذه المحافظات ومحاولة الحد من نشاطها، إلا أنها لم تنجح في اقتلاعها من المناطق التي زرعت فيها القاعدة عناصرها.
كان الصدام قويًا وعنيفًا، وكان أبو مصعب الزرقاوي قد قاد هذه الحرب منذ عام 2004 مع فصائل رئيسية مثل كتائب ثورة العشرين والجيش الإسلامي وحماس العراق، وكل ذلك أدي إلي تراجع قوة ونفوذ القاعدة في هذه المناطق خاصة بعد مقتل الزرقاوي عام 2006.
ومع تزايد حدة القمع وجرائم الميليشيات التي كان يرعاها نوري المالكي في أوقات لاحقة، بدأت الدعاوي تنطلق في أوساط السنة بأن العدو الرئيسي الذي يريد اجتثاثهم من المجتمع العراقي وإجبارهم علي الهجرة هو الميليشيات الشيعية الصفوية، وأن العدو الرئيسي الذي تجب مواجهته هو هذه الميليشيات وكذلك حكومة المالكي التي كانت تمثل في نظر الكثيرين حكومة معادية للسنة في العراق.
وكان أخطر التحديات التي واجهت السنة في ظل حكومة نوري المالكي هو حالة العقاب الجماعي التي فُرضت ضدهم عبر إصدار القوانين التي أقصتهم عن المناصب الحكومية وإلصاق التهم بقياداتهم، والتي طالت نائب الرئيس العراقي 'طارق الهاشمي' وعددًا كبيرًا من الوزراء والنواب وكبار المسئولين السنة.
وفي عام 2010 جري تزوير الانتخابات البرلمانية لصالح المالكي والمتحالفين معه، وضاعت أصوات أهل السنة دون جدوي، بعد أن تواطأ الكثير من القوي داخل العراق وخارجه، وهو نفس ما تكرر في انتخابات 2014، التي لم يحصل فيها المالكي علي الغالبية، ومع ذلك أصر حتي وقت قريب علي التمسك بمنصبه رئيسًا للحكومة.
لقد كانت تلك الأحوال التي تردت والأوضاع المجتمعية الخطيرة التي عاشها السُّنة في ظل الحكم الشيعي 'الطائفي' العامل الأساسي وراء البحث عن خيار بديل ينهي معاناة أهل السنة في العراق.
كانت 'الدولة الإسلامية في العراق والشام' 'داعش' قد ترعرعت وحققت انتصارات عديدة علي الساحة السورية، وقد استطاع تنظيم 'داعش' أن يبني تحالفات قوية مع القوي السنية الأخري ومن بينها ثوار العشائر وتنظيم النقشبندية والجيش الإسلامي، ولذلك نجح في تحقيق انتصارات عديدة في العراق بعد أن وجد ترحيبًا قويًا في البداية من عشائر السنة التي كانت تبحث عمن يخلِّصها من ظلم وفساد المالكي.
وكان جيش رجال الطريقة النقشبندية من أبرز القوي المتحالفة مع 'داعش'.
وهو فصيل من أتباع الطريقة النقشبندية 'سني صوفي' أسسه عزة الدوري نائب الرئيس العراقي 'الراحل' صدام حسين الذي استهدف مقاومة الاحتلال الأمريكي وعملائه من المتحالفين معه الذين تولوا الحكم في ظل فترة الاحتلال، وهذا الفصيل يعتبر نفسه مدافعًا عن السنة في مواجهة ما يسميه بالحكم الصفوي الطائفي العميل للاحتلال ولإيران التي يحمِّلها هذا الفصيل مسئولية ما آلت إليه الأوضاع في العراق.
ورجال هذه الطريقة بدأوا تحركاتهم في مناطق شمال العراق وأيضًا في بعض المناطق الكردية، وهم يمتلكون أسلحة متقدمة للغاية من دبابات وصواريخ حصلوا عليها من الجيش العراقي السابق، كما أن لديهم خبرات واسعة في عمليات القتال اكتسبوها تحديدًا خلال فترة الحرب مع إيران.
وهؤلاء لهم تواجد في مناطق بغداد وديالي والأنبار ونَيْنَوَي وصلاح الدين، إلي جانب بعض المناطق الأخري داخل حدود كردستان.
وقد بلغت قوة هذا الجيش أكثر من 15 ألفًا وحولهم عشرات الألوف من المساندين، ومن بينهم ضباط كبار في الجيش العراقي السابق وقيادات بعثية سابقة.
والطريقة النقشبندية هي واحدة من الطرق الصوفية المعروفة، تنتسب للشيخ محمد بهاء الدين النقشبندي الذي توفي سنة 791ه، وعقيدة النقشبندية، وفقًا لما تضمنه موقع هذا الفصيل، مستمدة من الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح، فلا تكفير لأحد من أهل القبلة، كما أنهم يلجأون إلي سياسة النصح للحكام الذين لا يحكمون بشرع الله ولا يكفِّرونهم.
وبالرغم من إعلان جيش النقشبندية أنه لا يُكفِّر ولا يمارس الإرهاب، فإنه انضم إلي تحالف 'داعش' وكان من القوي التي أسهمت في سيطرة 'داعش' وخداع الجماهير السنية.
وهناك أيضًا مجلس ثوار العشائر العراقية: وهذا المجلس يتحرك في أوساط العشائر العراقية السنية، وقد استقطب أغلب أبناء العشائر، وقد كان لهؤلاء الثوار الدور الأكبر في السيطرة علي غالبية المحافظات السنية وفتح الطريق أمام تنظيم 'داعش'، حيث يري البعض أن وحدة الأهداف بين ثوار العشائر وتنظيم داعش قد جاءت لأسباب معروفة. وفي ضوء الظروف الحالية، فإنه من المستبعد استمرار هذا التحالف، لوجود فارق شاسع بين مشروع ثوار العشائر، وهو مشروع وطني يهدف إلي بناء دولة مدنية، وبين مشروع 'داعش' الذي يهدف إلي فرض نظام الخلافة وبناء دولة إسلامية.
وقد بدأ تنظيم ثوار العشائر بالتمرد والعمل المسلح ضد الجيش العراقي بقيادة رئيس الحكومة السابقة 'نوري المالكي' بعد أن قام الجيش بفضِّ اعتصامات الأنبار عندما اقتحم ساحة اعتصام الرمادي في 30 ديسمبر 2013.
وكانت مطالب عدد من محافظات أهل السنة في غرب وشمال العراق محددة في:
الإفراج عن المعتقلين من الرجال والنساء.
وقف تنفيذ أحكام الإعدام التي صدرت ظلمًا بحق العديد من أبناء طائفة السنة.
سحب قوات الجيش من داخل المدن بعد الممارسات القمعية التي تعرض لها السكان علي يد القوات المتمركزة في هذه المناطق.
إعادة دور العبادة والسماح لأهل السنة بممارسة شعائرهم الدينية بحرية ودون تدخل.
وضع حد لتدهور مستوي المعيشة، والاهتمام بالخدمات في محافظت السنة.
لقد ظل أبناء الطائفة السنية يرفعون هذه المطالب لفترة لم تقلّ عن العام، بعد أن بدأوا اعتصامًا مفتوحًا في عدد من المدن والمحافظات، إلا أن نوري المالكي لم يستجب لأيٍّ من هذه المطالب، بل أصدر أوامره بحرق مخيم الاعتصام وإطلاق النار عليهم، مما تسبب في سقوط وجرح المئات منهم.
ومنذ هذا الوقت استطاع ثوار العشائر فرض سيطرتهم الكاملة علي العديد من المدن العراقية، ومن بينها مدينة 'الفلوجة' غرب بغداد ومناطق واسعة من مدينة الرمادي وغيرها.
وقد لعب ثوار العشائر دورًا رئيسيًا في تمكين 'داعش' من المدن العراقية التي سيطرت عليها، وقد قال رعد عبد الستار السليمان، رئيس الهيئة التنسيقية لثوار العشائر التي جري تشكيلها في الثامن من يوليو 2014: 'إذا استطاع 'داعش' طرد الإيرانيين من العراق فسنؤيد خلافته'.
وقال السليمان في حديث لجريدة الشرق الأوسط نشرته في 10 يوليو 2014: 'إن العراقيين مستعدون للاستعانة بأي جهة أو طرق من أجل الخلاص من هذه الزمرة التي تحكم العراق'.
وقال السليمان: 'إن هناك تنسيقًا مع تنظيم الدولة الإسلامية 'داعش'، وقد أبلغناهم عن طريق بعض الأشخاص الذين دخلوا علي الخط بيننا بأن الوقت ليس مناسبًا لإعلان الخلافة، بل هدفنا هو دخول بغداد وتطهيرها من هذه الحكومة، وطلبنا من قادتهم إبلاغ أبو بكر البغدادي بأننا في حينه سنعلنه 'أميرًا للمؤمنين' وليس خليفة فقط، وسنضع التاج علي رأسه، لكننا حاليًا لا نؤيد الخلافة، لأننا لم ندخل بغداد بعد، وهدفنا التالي بغداد'.
وأكمل حديثه مستدركًا بالقول: 'لكننا لن نتقاتل مع 'داعش' حول هذه الجزئيات الصغيرة كالخلافة وغيرها، وسبحانه الوحيد الذي لا يخطئ'.
وقال: 'نحن الذين حررنا الأنبار والموصل، وأعداد 'داعش' لا تتعدي 2000 مسلح أو أكثر بقليل، لكننا بالملايين نقاتل هذه الحكومة للخلاص من بطشها وفسادها، والدولة الإسلامية في العراق والشام مع هؤلاء في جبهة واحدة ضد الحكومة، ونحن لا نريد أن نقاتل 'داعش' فهم معنا لمحاربة المالكي'، مشددًا علي أنه 'إذا حررت 'داعش' العراق وطردت الإيرانيين فسنباركها للخلافة ونؤيد خلافتها. المهم أن تنقذنا من الإيرانيين'.
هكذا وصل الحال بالسنة في العراق، لقد تحالفوا، كما هو واضح، مع تنظيم 'داعش' الإرهابي ليس إيمانًا به وبأفكاره المتطرفة، بل انتقامًا من أفعال حكومة المالكي وميليشياتها الإجرامية المدعومة من إيران.
وكانت القوة الثالثة هي الجيش الإسلامي: وهو جيش أسسه الشيخ أحمد الدباش البالغ من العمر '47 عامًا'، وقد أكد الدباش في حديث نشره موقع إيلاف في 21 يونية 2014 أن رجاله يحاربون جنبًا إلي جنب مع عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام من أجل استرداد بغداد، حتي ولو كان ذلك يعني التسبب في دفع البلاد نحو حرب أهلية.
وقال الدباش في مقابلة خاصة أجراها مع صحيفة 'الديلي تلغراف' البريطانية: 'إن الآلاف من رجالي يشاركون بالفعل في العمليات المسلحة التي يقودها تنظيم 'داعش' عبر شمال العراق، والتي باتت تهدد الآن أبواب العاصمة العراقية بغداد'.
وأكد الدباش أن جيشه لا يتبني الفكر المتطرف نفسه مع 'داعش'، ملمحًا في هذا الشأن إلي أن رجاله قد يلجأون يومًا ما لحمل السلاح ضد عناصر 'داعش'.
وقال الدباش: 'إن المالكي يجب أن يرحل أولاً، وبعدها سنطلب تقسيم العراق إلي ثلاث مناطق ذاتية الحكم، علي أن يتقاسم السنة والشيعة والأكراد الموارد بصورة متساوية، وسنطلب تعويضًا للمليون ونصف مليون عراقي، ومعظمهم من السنة، الذين تم قتلهم علي أيدي الأمريكيين ورجال نظام نوري المالكي.
وقد تساءل الدباش في حديثه: 'هل يمكن أن يفرض بضع مئات من جهاديي 'داعش' سيطرتهم علي الموصل بكاملها؟ الإجابة 'لا'، لأن كل القبائل السنية اتحدت ضد المالكي، وهناك أجزاء من الجيش، والبعثيين من فترة حكم صدام حسين، ورجال الدين، والجميع كلهم قرروا الخروج من حالة الاضطهاد التي نعانيها، وأنا أفضِّل التوصل إلي حل سياسي تقوم الحكومة العراقية بموجبه بتلبية مطالب الجيش الإسلامي'.
وكانت وكالة 'شفق نيوز' العراقية قد أكدت 'أن الأحداث التي شهدتها الساحة العراقية في ديسمبر 2013 تفاعلت بقوة، لا سيما بعد اقتحام قوات الجيش العراقي ساحة الاعتصام في الحويجة بمحافظة كركوك وما نجم عنها من ضحايا، وما تبع ذلك من تصعيد في المواقف وتصاعد نبرة الخطابات في ساحة الاعتصام وخارجها من شتي الأطراف'.
وقالت الوكالة: 'إنه في إطار هذه التفاعلات واختلاف المواقف يظهر وبقوة علي الساحة مرة أخري ما يُعرف بالجيش الإسلامي في العراق، وهو تنظيم جهادي إسلامي سلفي عراقي'.
ونقلت الوكالة عن أحمد الدباش 'منسق الحراك الشعبي في الجيش الإسلامي' في هذا الوقت قوله: 'لقد أعلنَّا النفير العام وتشكيل جيش العشائر، وإن فصائل المقاومة جزء من العشائر'.
وحول تواجد الجيش الإسلامي ومواقفه قال: 'نحن متواجدون في كل العراق وليس في الأنبار فقط، في شمال بغداد وغربها وجنوبها وشرقها، نحن متواجدون في كل الساحات'.
وبعد مضي عدة أشهر علي سيطرة 'داعش' علي الكثير من المناطق بمساعدة القوي الحليفة، راح التنظيم يشق لنفسه خطًا مستقلاً وينحي حلفاءه جانبًا ليبدأ مرحلة ترسيخ قواعده علي الأرض، ولا أحد يستطيع أن يحسم في ظل هذه المواقف أين موقع 'داعش' بالضبط مع مَنْ تقف وضد مَنْ تعلن الحرب؟!
لقد رسمت 'داعش' لنفسها خريطة علي جغرافية المنطقة لتبني عليها دولة تمتد من حلب في سوريا شمالاً إلي البصرة في العراق جنوبًا، لتحكم فيها بحد السيف الذي لم يستثن حتي حلفاء الأمس!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.