يصادف اليوم مرور 54 عاما علي وفاة أحد عمالقة الموسيقي العربية زكريا أحمد الذي اكتسب الحس الموسيقي من سماع التواشيح. ولد أحمد 6 يناير 1896 لأب حافظ القرآن وأم من أصل تركي، دخل الكتاب ثم التحق بالأزهر واشتهر بين زملائه كقارئ ومنشد ذي صوت حسن. ويجدر الاشارة إلي تعلمه الموسيقي علي يد الشيخ درويش الحريري الذي ألحقه ببطانة إمام المنشدين الشيخ علي محمود، كما أخذ زكريا الموسيقي علي الشيخ المسلوب وإبراهيم القباني وغيرهم. بدأ زكريا رحلته كملحن في عام 1919 بعد أن اكتملت لديه معرفة الموسيقي وتفاصيلها، حيث قدمه الشيخ علي محمود والشيخ الحريري لإحدي شركات الإسطوانات. ثم بعد ذلك بدأ التلحين للمسرح الغنائي، ولحن لمعظم الفرق الشهيرة مثل فرق علي الكسار ونجيب الريحاني وزكي عكاشة ومنيرة المهدية وغيرها، وبلغ عدد المسرحيات 65 مسرحية لحن خلالها أكثر من 500 لحن. ولحن لام كلثوم في عام 1931، لعل أشهر ألحانه لام كلثوم غني لي شوي شوي، وأهل الهوي، وصحيح الهوي غلاب الذي كان أخر روائعه. وتوفي زكريا في 14 فبراير 1961م، ويعد من رواد فن الطقطوقة حيث ارتقي به شوطاً عظيماً، كما كانت ألحانه كلها غارقة في العروبة والأصالة، وأعيد تقديم اعماله المسرحية سنة 1970م إحياءً لذكري هذا العملاق.