1 إرهابيون تسللوا من البحر مدعومين بأحدث الأسلحة، بعد أن جري تدريبهم خارج البلاد 2 المعلومات الأمنية تقول إن الإرهابيين استهدفوا إعلان سيناء إمارة إسلامية باتفاق مع الإخوان 3 التحرك السريع لقوات الجيش أفشل المخطط والسيسي يتوعد بالثأر كانت الكلمات واضحة، محددة، أراد الرئيس أن يبعث بأكثر من رسالة، كان الغضب باديًا علي وجهه، إنه يعرف أن المعركة مع الإرهاب طويلة، هكذا قال منذ وقت طويل قد مضي، لكنه حتمًا يدرك أن ساعة النصر النهائي قادمة بلا جدال. في خطابه الهام الذي ألقاه وسط كوكبة من القادة العسكريين الكبار، أول أمس وقف الرئيس عبد الفتاح السيسي ليخاطب العقول والقلوب، كان الاجتماع هامًا وخطيرًا، استمر لعدة ساعات وأعقبه تشكيل قيادة عسكرية موحدة لمنطقة شرق القنال. إن أخطر ما ردده الرئيس السيسي في هذا الخطاب قوله: 'اللي ساعدكم احنا عارفينه، وشايفينه، ومش هنسيبه، احنا بفضل لله سبحانه وتعالي هننتصر في هذه المواجهة بالعمل والجهد والدم'، ثم راح يخاطب المصريين بالقول: 'انتوا مش عارفين هما بيعملوا كده ليه'؟! لم يكن حديث الرئيس مجرد هواجس بلا معني، أو بحث عن شماعة يحملها المسئولية بل كانت كلماته مبنية علي معلومات توصلت إليها الأجهزة المعنية، وقدمتها إلي الرئيس علي الفور، واستعرضها مع المجلس الأعلي للقوات المسلحة. قبيل الحادث الإرهابي بأيام قليلة، كانت واشنطن تستقبل وفدًا من جماعة الإخوان الإرهابية، ضم القاضي السابق وليد شرابي، والناشطة مها عزام، الوفد التقي مع نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشئون الديمقراطية وحقوق الإنسان وعدد آخر من مسئولي الخارجية وأجهزة الاستخبارات. لم يكن الحوار 'مجاملة' كما قالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية التي حاولت طمأنة الجمهور الغاضب في الولاياتالمتحدة، وإنما كان لقاء أراد أن يبعث برسالة محددة 'نحن ندعم الإخوان، ولا نريد لمصر أن تنتصر عليهم الانتصار النهائي'. إن المعلومات التي وصلت إلي القاهرة، أشارت إلي أن الخارجية الأمريكية أكدت للوفد الإخواني، إن واشنطن ستمارس ضغوطها علي مصر، بهدف إجبارها علي تحقيق مصالحة مع الجماعة، تقدم فيها القيادة المصرية تنازلات كبيرة. وكان وفد الجماعة قد أبلغ الإدارة الأمريكية أن هناك اتجاهًا للتصعيد يستهدف إجبار النظام المصري علي القبول بهذه المصالحة، وأن هناك إصرارًا لدي الإخوان علي عدم استكمال الاستحقاق الثالث من خارطة الطريق. في هذا الوقت كان هناك تصعيد كبير في لهجة ولغة القنوات القطرية، وهو علي عكس الوعود التي تم إبلاغها في وقت سابق، حيث عادت قناة 'الجزيرة' لتلعب وبكل شراسة دور التحريض علي القتل والعنف، وإشعال نار الحرائق قبل وأثناء الذكري الرابعة لثورة الخامس والعشرين من يناير. وكان التصعيد يستهدف تهيئة الأجواء لحدث خطير تشهده البلاد، كانت الخطة التي شاركت فيها أطراف متعددة بعضها مجاور للحدود المصرية تقوم علي الدفع بعناصر خارجية للتسلل إلي داخل سيناء عن طريق البحر، لارتكاب حادث كبير، تعقبه فوضي عارمة في المنطقة، ثم تجري السيطرة علي المناطق السيناوية المختلفة من رفح والشيخ زويد حتي منطقة العريش، وكان الهدف هو تكرار نموذج احتلال داعش للموصل والذي جري في العاشر من يونية من العام الماضي. كانت الخطة مبنية علي عدة خطوات تكتيكية هي علي الوجه التالي: تتحرك عناصر 'النخبة' من المتطرفين المنتمين إلي ما سمي ب'جماعة أنصار بيت المقدس' التي أعلنت انضمامها إلي تنظيم داعش وولاءها لقائد التنظيم 'أبو بكر البغدادي' في وقت سابق، علي أن يكون هدف هذه النخبة توجيه ضربات حاسمة وقوية تقضي علي التواجد الأمني والعسكري في سيناء، ولذلك تم استهداف مقر الكتيبة 101 والتي تتولي قيادة العمليات، علاوة علي مديرية الأمن وغيرها من المناطق الأخري في رفح والشيخ زويد. وكانت الخطة تهدف إلي قيام عناصر جماعة الإخوان في سيناء وبعض حلفائها بالتحرك للاستيلاء علي كافة المرافق التنفيذية والأمنية والعسكرية للسيطرة علي منطقة العريش تحديدًا والاحتماء بالكتل السكانية بهدف إعلان سيناء 'إمارة إسلامية' أو منطقة 'محررة' كما يقولون. في هذا الوقت تتحرك عناصر 'إرهابية' من داخل قطاع غزة إلي داخل سيناء لتفرض سيطرتها علي بعض المناطق الاستراتيجية الهامة وقطع الطريق علي الجيش المصري بالعودة مرة أخري إلي هذه المناطق، واستخدام الأهالي كرهائن للحيلولة دون استخدام القوة الجوية أو العسكرية في هذه المناطق.. واستهدفت الخطة أيضا تفجير كافة أنابيب الغاز التي تمر عبر سيناء، وكذلك السيطرة علي المناطق الاستراتيجية والنفطية الهامة في هذه المنطقة.. وقد تلقت العناصر الإرهابية تدريبات سابقة علي الخطة العسكرية التي جري تنفيذها ضد القوات المصرية، كما أن جهة 'معلومة لدي القيادة المصرية' قامت بإمداد هذه العناصر بالأسلحة المتقدمة والمتفجرات التي جري استخدامها في تنفيذ الخطة.. وكانت ساعة الصفر هي ساعة فرض حظر التجوال، حتي يمكن تحقيق الأهداف دون معقوقات، إلا أن الخطة لم تستكمل أهدافها لعدة أسباب من بينها: التحرك السريع للقوات المسلحة المصرية عن طريق استخدام الطائرات العسكرية التي راحت تتحرك علي الفور، وإعلان حالة الاستنفار العام علي الشريط الحدودي والمناطق الاستراتيجية المختلفة في سيناء.. فشل عناصر الإخوان في التحرك السريع داخل منطقة العريش، مما تسبب في حالة ارتباك للمخطط، انتظارا لحسم المعركة التي استمرت لعدة ساعات بين الجيش المصري وعناصر الإرهاب التي تمكنت من الهرب تحت وابل النيران الكثيفة، وهو الأمر الذي أفسد تنفيذ الخطة كاملة كما هو محدد لها.. وعي جماهير أبناء سيناء التي التفت حول عناصر الجيش والشرطة وساهمت بموقفها في حسم الأمر سريعا لصالح قوات الجيش والشرطة. من هنا لم يكن الرئيس يبالغ عندما قال 'إن مصر تواجه صراعًا، وإنها مصرة علي الانتصار فيه ولن تستسلم، واحنا مش هنسيب سيناء، 'سيناء يا تكون بتاعت المصريين يا نموت عشانها'. كان الرئيس بذلك يشير إلي المخطط الذي تم احباطه، وهو مخطط السيطرة علي سيناء لإعلان الامارة الإسلامية علي النمط السوري، أي الاستيلاء علي مناطق، ثم الانطلاق منها إلي مناطق أخري، وهو مخطط تدعمه دول وحركات عديدة في المنطقة وخارجها. من هنا جاء قرار تشكيل القيادة العسكرية الموحدة تحت إمرة قائد الجيش الثالث الميداني اللواء أسامة عسكر الذي تمت ترقيته إلي رتبة الفريق، ليتولي توحيد الأجهزة الأمنية والعسكرية في منطقة شرق القناة. لم يكن ذلك هو الإجراء الوحيد الذي تم اتخاذه، بل إن هناك إجراءات أخري، هامة وحاسمة ورادعة أراد الرئيس أمس أن يستمع إلي رأي النخبة السياسية والفكرية قبل الاقدام عليها.. وهكذا تتكشف الحقائق يوما بعد يوم عن المخطط الاجرامي الذي يستهدف نشر الفوضي والعنف في البلاد وصولاً إلي اسقاط الدولة، وهو حلم بالقطع لن يتحقق طالما بقي شعب مصر موحدًا، برجاله ومؤسسات دولته.. غير أن الأخطر هو التحديات التي تواجه البلاد، وهو أمر يستوجب كما قال الرئيس أن يظل الجميع علي قلب رجل واحد، وأن تبقي راية مصر عالية خفاقة.