ظلموك.. وعلي أسوار باطلهم.. صلبوك.. أغمدوا سمومهم في قلبك، المشبع بعشق الوطن.. وأطلقوا نباحهم، صوب 'رايتك البيضاء'.. فتشوا في كل دفاترك.. قديمها.. وحديثها.. فكان حصادهم 'قبض ريح'.. تربصوا بك.. عند كل 'حارة' وخلف كل 'بوابة'.. دفعوا بعاهاتهم.. وأراجوزاتهم.. في حروب 'ممنهجة'.. فاقتلعت أعاصيرك.. قلاعهم.. حين 'زمجرت' مرارا.. وتكرارا.. ممتشقا 'حساما' صعيديا.. يشق دروب اليأس.. ليصنع من صهيل 'الحق' خيلاً جامحًا.. لايعرف لغة 'القنوط'. كنت.. ولا تزال.. هذا الفتي.. الذي غادر قريتنا يوما، في أقصي جنوب الوطن.. حاملا في فؤادة' مواجع أهله' و'طاقة حماس متقدة' لم تخمد يوما، في 'محراب الوطن'.. شققت غبار المتقاعسين.. ورهنت روحك عند 'سدرة وطنك المكلوم'.. فجاءت صرخاتك.. وحروبك.. وطلعات فجرك، المضيئة علي الدوام.. لتبدد ظلمة 'ليال حالكة'.. تجرع الوطن 'مرارتها'، لتدفع.. مع 'الخيرين' ثمن انبلاج فجر أمة، تساقط بعض جنباتها، تحت وقع الفتن، والخذلان المبين. سجلك.. المحفور في قلوب أحبتك.. من أهلك، القاطنين، في 'قرية' في حضن جبال الصعيد الوعرة.. وفي العاشقين لنزعتك، التي ما تلونت، منذ شروق صفحتها البيضاء، يوما.. سجلك.. كان، ومازال.. هو 'شهادة ميلادك' المتجددة.. و'نقطة ارتكازك' الأبدية.. فعلي صفحات هذا السجل.. تندحر المعارك الموجهة.. وتخمد عوادي المحن.. وتتساقط جبال الأكاذيب.. وتنهار حصون الضلال.. ويعود الرشد لفاقديه.. وإن بعد حينا. كم أدمت معارك الباطل 'قدميك'.. ولكنها لم تنل يوما، من 'عزيمة' غرسها المولي سبحانه في 'فؤادك'.. ولم تهن لك 'شكيمة' في أقصي لحظات المحن.. هل تتذكر.. فريتهم التي أرادوها لك 'مسرحية مخادعة' يوم اختطفوك من بيننا، وأخفوك عنا في يوم مشئوم من العام 1994.. أرادوا عقابك علي تصديك لباطل 'مبارك 'ودهمائه.. فكان نصر الله لك أكبر من كل شياطينهم.. إذ سرعان ما سطعت راية الحق.. لتكشف 'سوءات' فعل من أرادوا 'اصطيادك' فسقطوا هم في 'عار الكذب' وسقطت معهم أجهزتهم القمعية.. وهل تتذكر فجر يوم السادس والعشرين من اغسطس من العام 1996.. يوم دبروا لك مؤامرة خسيسة في صحيفة 'الأحرار'.. فكانت 'المحنة' التي أخرجوك بسببها من صحيفة، بذلت العرق والجهد، لتحولها إلي 'يومية' في غضون أيام.. إذ سرعان ما تحولت إلي 'منحة' قبل أن يطالعنا عام جديد.. فكان ميلاد 'الأسبوع' في السابع عشر من فبراير من العام 1997. كلما طالعت وجهك يا أخي.. أجبرتني عوائد الزمن، علي اجترار بعض من 'فصولك الصامدة في وجه أساطين الباطل'.. وحكايات.. كتبناها 'سويا' علي أوراق.. من 'حبات تراب الوطن'.. أخالك دوما 'فارسا' يأبي إغماد سيفه.. رغم رذالات الخلق.. وتيه السلطان وحاشيته.. وصنوف القهر التي تجاوزت كل حد.. ونذالة الأصدقاء عند الشدائد.. وتبدل رايات 'أصحاب السوابق'. لم تعبأ يوما، بمن كنت 'راعيه' و'حارسه'.. ثم راح يتقلب في مواقفه، كتقلب النار في الهشيم.. ولم تندم البتة علي 'معروف' فعلته، في 'غير مستحق' له.. ولم تتزحزح أبدا عن موقف كان 'قلبك'الأنقي من 'الثلج' هو محركه.. فقد كنت، دوما 'الإنسان' الذي يصفح عمن ضلت قلوبهم 'الطريق القويم'. يوما.. ما.. وحين زادت خطوب المحن.. دونت في كتاب 'سنوات' عشناها 'فوق الأشواك'.. لا نعرف لحياتنا طعما، في غير 'حضن الوطن'.. ولا نملك 'خيارا' سوي الانحياز لفقرائه.. ولا نجيد السباحة في غير مرمي 'صاحبة الجلالة'.. نسدد الأهداف، بأقلام جبلت علي 'قهر المستحيل'.. فكان قلمك.. وكلماتك.. وجولاتك في 'ميادين الخطابة' وصولاتك علي 'الشاشات' رسائل موجعة.. لمن أسقطتهم ك'ورق الخريف' من مراكزهم العالية.. وكان اقتحامك لأوكار 'الفساد' وأنت تواجه 'ديناصورات' الزمن الرديء.. مغامرات.. محفوفة بالمخاطر.. دفعت ثمنها يا أخي 'سجنا'.. و'تشريدا'.. و'ملاحقة'.. و'تشويها'.. و'حصارا'.. و'إسقاطا في الانتخابات'.. وتوجيه الضربات المتتالية ل 'صحيفتك'. أرادوا تركيعك.. وتقزيمك.. ومضوا في مخططهم.. لا يكفون عن 'حياكة الخطط الشيطانية'.. لعلهم ينالون من 'رأسك الصعيدي' الذي لا يعرف 'لغة الحلول' المائعة.. والمواقف الباهتة.. ولكنك استعصيت عليهم.. فأرادوا في أخريات أيام 'مبارك' تدبير مكيدة، أشرف عليها 'سيد القصر' وحاكمه الفعلي آنذاك.. ووجهوا 'أتباعهم' في زمن مابعد الثورة، للانقضاض عليك.. وتدمير سيرتك.. لأنك.. 'كنت الوحيد'.. ومن 'القلائل' في الإعلام، الذين امتلكوا جرأة الدفاع عن مؤسسات الوطن.. من 'جيش' و'شرطة' و'قضاء'.. وأشرف 'معتوه الاخوان' الذي سطا علي سدة الحكم في 'لحظة غابرة'.. أشرف بنفسه علي مخطط لتلفيق 'تهمة' لك.. ولكن 'سعيه' هو.. ومن علي شاكلته.. كان مآله 'الخذلان المبين'. الحياة.. يا أخي 'وقفة عز'.. و'كلمة حق'.. وأشهد.. ويشهد.. كل منصف.. أنك 'قلتها.. ودفعت ثمنها.. ولا تزال.. وأشهد.. ويشهد كل منصف.. أنك ماسعيت يوما لمغنم.. بل كنت وعلي الدوام 'المعطاء' بلاحدود.. وأشهد.. ويشهد كل من يعرفك.. أنك كنت 'في الملمات' جسورا.. تتصدر الصفوف.. وتضع روحك.. رهن شارة الوطن.. وكنت عند 'جني المكاسب' في ذيل القائمة.. وفي آخر الصفوف.. لا تبحث عن دور.. ولا تتهافت حول 'السلطان'.. دربك، 'معبد دوما' بعلم الوطن.. بألوانه الزاهية.. وروحك بازغة، صوب 'يوم' يعم فيه الخير ربوع البلاد.. أعرف أنك تأنف 'لغة النفاق' و'مواكب السلطان'.. ولعل في ذلك 'سر جاذبيتك'.. و'قوة منطقك'.. فميزان الوطن لديك.. أبدا لايتبدل.. مهما تقلب الحكام علي 'مقعده الوثير'.. فصوتك، كان، ولا يزال 'صوت المهمشين' و'الفقراء' في الأرض.. دمت 'صامدا' في 'قلعة الحق'.