العنف الدامي، والذي تخضبت به الذكري الرابعة لثورة الخامس والعشرين من يناير، يطرح تساؤلات مشروعة: أولها.. عن هذه الحشود التي خرجت في عديد من المحافظات، تحمل شعارات الدعوة للعنف.. مايشير الي أن مخطط الجماعة الارهابية بات يأخذ بمنهجية'الاحتشاد العنيف'اضافة الي'حرب التفجيرات'.. وهو مايعني أن الجماعة الضالة، تلقي بآخر مافي جعبتها في حرب 'لفظ الأنفاس'في مواجهة الوطن المصري. ثانيها.. أن خطوط المواجهة، والتي اندلعت في مواقع متعددة، برهنت علي أن الجماعة الارهابية قررت استخدام السلاح المباشر في حرب المواجهة مع القوات الأمنية.. حيث بات واضحا توظيفها للاسلحة النارية، مستغلة الحشود الجماهيرية للاختباء وسطها، ومماسة جرائمها، وكذلك استغلال حرص قوات الأمن علي عدم توسيع دائرة المواجهة، حتي لايسقط المزيد من المشاركين في تلك المظاهرات قتلي ومصابين. ثالثها.. أن المواجهة العنيفة مع قوات الأمن، والتي أعدت لها الجماعة الارهابية عدتها كاملة.. تكشف مجددا أن رجال الشرطة، لايزالون يتصدون وحدهم، ومعهم فقط قوات الجيش للارهاب المنظم الذي تمارسه جماعات القتل والارهاب والتخريب.. فيما لاتزال كافة القوي المدنية والمجتمعية غائبة تماما عن القيام بدورها في تعرية الارهاب، وتحريض المجتمع ضده، الأمر الذي أكسبه حضورا، رغم الملاحقات الأمنية المتواصلة، والتي يبذل فيها رجال الشرطة جهودا جبارة لدحر الارهاب، ومن يدعمونه بالمال والفكر والسلاح. ورابعها.. أن المواجهة الاعلامية لمحاربة جماعات التطرف والارهاب، لاتزال تخوض معركة فاشلة، وتعتمد علي ردود الفعل العشوائية أكثر من اعتمادها علي المواجهة المنهجية للفكر المتطرف.. وهو قصور، حذرنا منه مرارا وتكرارا، وقلنا أن الاعلام المصري في جانبه الرسمي، فشل في صياغة رؤية واضحة لمجابهة عناصر الارهاب، وأفكارهم المسمومة، والتي يؤثرون من خلالها علي عقليات الكثير من الشباب'الحائر'. وخامسها.. أن تداعيات أحداث الذكري الرابعة لثورة يناير، تطرح سؤالا مشروعا حول أهمية الدفع بالقوات المسلحة للنزول لحلبة الميدان ومساندة الشرطة في مواجهتها لقوي التخريب والتآمر.. خاصة وأن الجماعة الارهابية تسعي من خلال عناصرها التخريبية الي انهاك الشرطة، سعيا وراء تكرار سيناريو 28يناير الاسود.. يوم كان الثوار يسعون لتحرير وطنهم من الفساد والاستبداد، فيما كانت جماعة الاخوان الارهابية ترتب للانقضاض علي المؤسسات الامنية، واحراق وتدمير الاقسام والسجون والمؤسسات المصرية المختلفة. هي أسئلة، تتسم بالصراحة.. نطرحها في لحظة فاصلة.. لعلها تجد آذانا صاغية، في زمن.. بات النصح فيه'مهمة شاقة'.