لم يزد عمره عن ثلاثين عاما، شاب وطني غيور، التحق بكلية الشرطة، وتخرج منها عام 2005 ، تزوج بعد التخرج بقليل، أنجب طفلة جميلة، عمرها الان 4 سنوات كان عائدا من إجازته الاسبوع الماضي، انه يعمل بمنفذ رفح البري، قبيل ان ينهي إجازته الشهرية ودع زوجته وابنته وأهله وقال لهم: أدعو لي استقل آلاتوبيس المتجه الي رفح، كان يرتدي ملابسه المدنية، انه يعرف مخاطر هذه المنطقه، حدث ماكان متوقعا حدوثه في اي لحظة ' كان هناك كمين من الإرهابيين ينتظر الباص، القتله يبحثون عن صيد ثمين، صعد احدهم الي الاتوبيس بعد ان تم إيقافه، قام بالاطلاع علي بطاقات إثبات الشخصية للركاب، اقتادوا الضابط علي الفور عندما تعرفوا علي شخصيته، مضوا به الي مكان مجهول بدات قوات الجيش والشرطة عملية بحث في كل الإرجاء، انهم يسابقون الزمن، ولكن بعد يومين اثنين عثرت قوات الجيش علي الجثمان الطاهر في جنوب منطقة رفح، بعد ان قتله المجرمون رميا بالرصاص من المؤكد حاولوا دفعه الي الإدلاء باعترافات كاذبة علي لسانه لكنه رفض، من المؤكد انهم حاولوا النيل من جهاز الشرطة ومن الرئيس، لكنهم لم ينجحوا، عذبوه، لكنه كان رجلا، والرجال لاينكسرون، لم يكن أمامهم خيار فقتلوه فاضت روحه الطاهره علي يد هؤلاء القتله الذين لا يفرقون بين الحرام والحلال، قتلوه بدم بارد، ثم ألقوا بجثمانه علي ناصية الطريق كانت الهتافات في موكبه الجنائزي الرهيب تطالب بالثأر ،. انه ثار من كل القتله بلا جدال، هؤلاء الذين حرضوا والذين سلحوا والذين أعدوا والذين برروا لافعالهم الإرهابية، انه ثار الوطن بأسره اضربوا بيد من حديد '، لاتتهاونوا معهم، فوالله ان مادفعهم الي كل هذه الأفعال هو تلك الانسانية التي يتم التعامل بها مع القتلة الإرهابيين يكفي القول ان القضاء الفرنسي اصدر حكما في ساعات علي مواطن فرنسي بالحبس لمدة عشرة أشهر لمجرد انه حاول ان يجد تبريرا للعمل الارهابي ضد صحيفة شارلي ايبدو، بينما نحن لازلنا نحاكم القاتل الذي ألقي بالأطفال من اعلي عمارة بسيدي جابر بالاسكندريه هذا هو الفارق بين الحسم والسرعة في المواجهة وتطبيق القانون وبين التراخي والانتظار وفي المقابل ندفع الثمن غاليا لقد مللنا - لقد مللنا - لقد مللنا.