في إطار الحملة العالمية التي دشنتها دار الإفتاء المصرية للتعريف بنبي الرحمة في شهر مولده نشرت وكالة رويترز الإخبارية العالمية مقالاً لفضيلة الأستاذ الدكتور شوقي علاّم الجمهورية، عنوانه : ' مولد النبي محمد: رسالة سلام ورحمة '، وقد شمل مقال فضيلة المفتي عدداً من الرسائل الموجهة للغرب تمثلت في تنديد فضيلة المفتي بممارسات المتعصبين والمتطرفين الذين حصروا النموذج النبوي في مجموعة من الأفكار المعوجة والمنطق المشوه الذي يخالف جوهر الرسالة الحقيقي الذي بُعث به النبي 'صلي الله عليه وسلم'. وقال فضيلة المفتي في مقاله برويترز أن المتطرفين الذين يدعون التمسك بمناهج الإسلام هم في حقيقة الأمر أبعد الناس عن فهم الحقيقة التي جاءت بها الرسالة المحمدية ومضمونها توطيد العلاقة مع الله، وتحلي المسلم بالصفات الربانية وهي الرحمة والإحسان ومعاملة الخلق من هذا المنطلق الإيماني الذي يدعو إلي التراحم بين البشر جميعا. وشدد المفتي في مقاله برويترز ضرورة إدانة جميع ممارسات العنف سواء الناتجة عن تطرف ديني أو مصالح شخصية، وضرورة إبراز تعاليم الإسلام التي تبغض العنف الطائفي والصراع العرقي والعنف بين الأديان. وأكد مفتي الجمهورية أن العالم الآن في أمس الحاجة لنبي الرحمة الذي قال عنه ربه 'وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ'، وعندما قِيل له ادعُ علي المشركين، قال صلي الله عليه وسلم: 'إني لم أبعث لعانًا، وإنما بعثت رحمةً' وشدد مفتي الجمهورية علي أنه من الضروري أن ننقي رسالة الإسلام النبيلة التي تتمثل في الرحمة من تلك المغالطات والممارسات التي ظهرت من أولئك المتطرفين والإرهابيين الذين لا يفهمون التفسير الصحيح لآيات القرآن مع جهل كبير بأدوات الفهم، وآداب الاستنباط، ومقاصد الشرع الشريف وقواعده وأضاف فضيلته أن علي العالم الغربي أن يتفهم أن حب ما يزيد عن 1.5 مليار مسلم للنبي صلي الله عليه وآله وسلم هو أمر جوهري من صميم اعتقادهم، فهو كما وصفه القرآن أحب إليهم من أنفسهم، مضيفاً أن الأنبياء من المنظور الإسلامي هم المعلمون الذين أرسلهم الله لهداية الناس، فالمسلمون يؤمنون ويحبون جميع الأنبياء الذين سبقوا النبي محمد صلي الله عليه وآله وسلم - بما في ذلك سيدنا إبراهيم وسيدنا موسي وسيدنا عيسي – عليهم السلام. وأشار مفتي الجمهورية أن المسلمين الحقيقيين يسعون للتأسي بالنبي صلي الله عليه وآله وسلم في كل جوانب حياتهم، ويسعون إلي غرس مكارم الأخلاق والقيم في النفوس ومن بينها مواجهة الاستفزازات والأذي بالصبر والتسامح والرحمة، ولهم في سيرة النبي الأسوة الحسنة في ذلك وأبدي فضيلة المفتي أسفه لتعرض الخطاب الوسطي إلي تحدِ وصل درجة أن الخطاب المحتدم حلاً بديلاً عن التحليل العقلاني في بعض مناطق التوتر ليصبح المحفز الرئيس للمشاعر الدينية، مما يتطلب جهدا مشتركاً بين جميع الأفراد من مختلف الأديان والثقافات لبيان حقائق الأديان التي تتمثل في تحقيق السلام والتعايش والوئام بين بني البشر. جدير بالذكر أن دار الإفتاء المصرية أطلقت حملة عالمية تستهدف الوصول إلي عشرة ملايين شخص حول العالم، وموجهة بالأساس لغير المسلمين للتعريف بنبي الرحمة في شهر مولده المبارك. وتأتي الحملة كرد عملي علي الحملات المعادية للإسلام والتي زادت مؤخرًا وكان آخرها في ألمانيا والسويد وغيرها من الدول، ومحاولة منها لتصحيح النظرة الغربية المشوهة للإسلام التي جاءت من مشاهد العنف المتكررة باسم الدين ا