أكد الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، أنه جاء لهذا البرنامج تقديرًا للرأي العام ومحاولة لكشف الحقيقة، وتصحيحِ الصورة المغلوطة التي يحاول البعض بثها في نفوس المشاهدين وصلت للمشاهدين، وطمأنةِ الناس علي الأزهر وما يدور فيه. ورداً علي سؤال المذيع بخصوص بعض المنشورات علي الفيس بوك والتي حاول البعض استخدامها لاتهامه بالانتماء إلي جماعة الإخوان، قال فضيلته: إنه كغيره من العديد من المواطنين تفاءل بمحمد مرسي تظاهر بأنه سيخدم الشعب ويحترم الدين ويكون قريبًا من المواطنين، ولم أتمنَّ يوماً ما وصول الإخوان للحكم كحركة، لأن الأزهر بصفة عامة ضد فكر الإخوان، ولكن بعد انتخاب الرئيس الأسبق محمد مرسي الكل تمني لهم النجاح بهدف إعانة الدولة أيا كان الرئيس، مؤكدا أنه اجتهد اجتهادات في بعض المواقف تبين خطأها فيما بعد. وأوضح أنه في عهد الرئيس السابق مرسي عارض بشدة قانون الصكوك الإسلامية الذي اقترحه الإخوان ومحمد مرسي وقال ذلك قبل سقوط محمد مرسي بثلاثة شهور فقد كان هذا القانون يتنافي مع الشريعة الإسلامية، ولكنه لم يعترض علي فكرة الصكوك في حد ذاتها فهي بشكل عام موجودة بالشريعة وتُدرَّس للطلبة في الفقه الإسلامي، وإنما كان اعتراضه علي تناولهم للمشروع ومحاولة فرضه بصورة مغرضة، لأنه يؤدي إلي تمليك مصر للأجانب، ويحتوي علي معاملات لا تتفق مع الشريعة الإسلامية. وذكر أنه عارض قانون الصكوك الخاص بالإخوان في ثلاث مناظرات تلفزيونية أمام ممثلين لجماعة الإخوان وفي عدة مؤتمرات أخري، وبعد أن سمع الإمام الأكبر شيخ الأزهر عن جهوده في هذا المجال دعاه لحضور جلسة هيئة كبار العلماء كخبير، لأنه لم يكن عضواً بالهيئة وتم تعيينه أمينًا عامًّا لهيئة كبار العلماء بالإجماع، ثم وكيلاً للأزهر بعد سقوط النظام وكان هذا كله نتاج معارضته لقانون الصكوك الإخواني ووقفته المشهورة. وأضاف أنه عارض الإخوان مرة أخري معارضة شديدة بخصوص تصريحات عصام العريان عن عودة اليهود المصريين إلي مصر، لأنهم استوطنوا كياناً عدواً ولم يعد انتماؤهم لمصر. وشدد وكيل الأزهر الشريف علي أنه يحترم القضاء وجميع مؤسسات الدولة، فهو لم يتعرض في حياته لمؤسسة من مؤسسات الدولة، وإنما انتقد تصرفات أشخاص، وأعتذر عن الإساءة لكل من تبين وطنيته بعد ذلك وعدم سعيه للإضرار بمصلحة الشعب، مشيرًا إلي مواقفه المعارضة لمحمد مرسي وقت حكمه، وأنه كان يتمني كأي رجل مسلم أن يصيب من باب التعاطف مع أي شخص يتحدث بإيجابية عن الدين، ولكنه كأزهري يختلف تمامًا مع فكر الإخوان. وتابع د.شومان أن الأزهر الشريف من خلال بيت العائلة المصري الذي يجمع المسلمين والمسيحيين انتقد الإعلان عن وفاة فتاة مسيحية وهي لم تتوفَّ في هذه الأحداث، فالأزهر يرفض العنف أيا كان طرفه وكان يأسف للقتلي من كل الأطراف، مشيراً إلي أن ما كتبه عن أحداث الاتحادية كان في فترة تشهد العديد من التقلبات والصور الضبابية وتقلب الآراء لدي جميع المصريين. وذكر فضيلته أنه سيدافع عن كل مَنْ يتولَّي رئاسة الدولة إلي أن يثبت فشله، وهذا ما حدث مع محمد مرسي، وقد انتهت كل التجاذبات لديه قبل عزل مرسي، مضيفاً أنه يؤيد الرئيس السيسي وسيؤيد أي رئيس قادم طالما يعمل لصالح الوطن. وقال وكيل الأزهر: إن رسالة الدكتوراه الخاصة به كانت عن مكافحة الإرهاب منذ عشرين عامً، وهو ما يثبت أنه كانت ضد تلك الجماعات التي كانت تستهدف الأبرياء. وأوضح فضيلته أن هيئة كبار العلماء هيئة علمية وليست إدارية ولا علاقة لها بالقيادة أو الإدارة، وأعضاء الهيئة لهم فكر متنوع، فقد كان بها الشيخ يوسف القرضاوي حتي تم عزله بعد التحريض علي الجيش واتخاذه مواقف لا يمكن السكوت عليها، وتم اتخاذ إجراءات ضد كل من ينتمي إلي الإخوان المسلمين، وهذا دليل علي أن شيخ الأزهر لا يسمح ببقاء أي شخص - كائنا من كان – يعمل ضد الدولة، ووطنية فضيلته لا تقبل المزايدة، لافتًا إلي أن رسالة الدكتوراه الخاصة به كانت عن مكافحة الإرهاب منذ عشرين عامًا، وهو ما يثبت أنه كانت ضد تلك الجماعات التي كانت تستهدف الأبرياء، مؤكدًا أنه لا يستطيع أحد إخراج الأزهر عن وسطيته حتي أولئك الذين ينتهجون نهجًا غير نهج الأزهر، مشيرًا إلي أن الدكتور محمد عمارة أصدر بيانا يخالف بيان شيخ الأزهر، وجميع الأزهريين اعترضوا علي بيان الدكتور عمارة، وفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر أصر علي بقاء جامعة الأزهر بدون نواب للجامعة لمدة 8 أشهر حتي لا يخضع لضغط الرئاسة بترشيح أحد من الإخوان لهذا المنصب. وكذلك منصب مفتي الجمهورية الذي حماه شيخ الأزهر من الإخوان رغم محاولاتهم الشديدة للسيطرة عليه حينما أعلن فضيلته عن اختيار المفتي الحالي للمنصب قبل إخطار الرئيس. وقال: إن هناك لجنة قيادات بمشيخة الأزهر تختار كل مَنْ هو مدير عام فأعلي، وتستطلع رأي الأمن عنه، لأن الأزهر لا يريد أن يتسلل الإخوان إليه حتي إن كان من الكفاءات يتم استبعاده إذا ما كان له انتماء لجماعة الإخوان، مؤكدًا أنه تم تهديده وأبناؤه بالقتل وإلقاء المولوتوف علي منزله، ورغم ذلك يتهمه البعض بأنه إخواني. وأشار إلي أن الأزهر يتواصل مع طلابه لتدارك بعض التقصير الذي حدث في الماضي، مضيفاً أن هناك لجنة لإصلاح التعليم تعمل منذ عام كامل، وقد شكل شيخ الأزهر عدة لجان، منها اللجنة التي يرأسها الدكتور شومان، وفي بداية العام المقبل ستشهد مناهج محدثة ستكون بيد جميع طلاب الأزهر.