كشفت تقارير إعلامية أن قطر تسعي جاهدة لملء الملاعب الرياضية بالجماهير عبر استئجار العمال الأجانب، في خطوة دفعت كثيرين إلي وصف المنظومة الرياضية القطرية ب'المزيفة'. وتعاني الملاعب الرياضية القطرية من ظاهرة الخواء وقلة المشجعين في ملاعبها، وهي مشكلة لجأت الحكومة القطرية إلي الأموال لمعالجتها. وقالت صحيفة 'الجارديان' البريطانية إن نحو 150 من العمال الأجانب تلقوا أموالا لكي يتحولوا إلي جماهير في مباريات البطولة الدولية للكرة الطائرة الشاطئية التي أقيمت في قطر الشهر الماضي. وبدت المدرجات في المباراة الافتتاحية للبطولة مزدحمة، وصرح الاتحاد الدولي للكرة الطائرة وقتها أن البطولة 'نجحت في اجتذاب الجماهير'. لكن الجماهير لم تكن إلا مجموعات من سائقي الشركة الحكومية للحافلات وسيارات الأجرة الذين قدموا للعمل من غانا وكينيا ونيبال. وقال بعضهم إنه ذهب إلي هناك من أجل المال وليس من أجل الكرة الطائرة. واعترف اللاعب الفرنسي إدوارد رولاندسون، الذي حصل فريقه علي الميدالية البرونزية في المسابقة، بأن 'المشهد 'جماهير العمال في المدرجات' كان شاذا'، لكنه قال 'نحن نفضل ذلك علي اللعب أمام لا أحد'. وقال مسؤول اللجنة الإعلامية في الاتحاد الدولي للكرة الطائرة ريتشارد باكر إن الاتحاد 'لم يكن علي علم بأن الجماهير مزيفة'، وأضاف 'سنطلب توضيحا من المنظمين القطريين'. والأمر ليس جديدا علي الحكومة القطرية حيث اعترف عمال أجانب بتلقيهم أموالا لحضور مباريات كرة الطائرة من قبل. وقال عامل نيجيري، طلب عدم الإفصاح عن اسمه، 'أتلقي 20 ريالا قطريا '5.5 دولارا أميركيا' في المباراة الواحدة'. وكشف عمال عن أنهم يحصلون علي 20 أو 25 ريالا لحضور مباريات كرة القدم في الدوري القطري، بينما قال عامل نيجيري آخر 'تمكنت من الحصول علي 50 ريالا في مباراة لكرة اليد'. وبدأ الجدل حول الجماهير المزيفة عندما لوحظ في بطولة كرة الطائرة الشاطئية الأخيرة أن الجماهير لا تهتم بإشارات المنظمين الذين كانوا يدعونهم للتصفيق مع إحراز كل فريق للنقاط. وكان الأمر يتعلق بخدمة الاتصال المجانية بالإنترنت المتوفرة في الملعب، وظهر أن المتفرجين ينكبون علي الاطلاع علي رسائل هواتفهم المحمولة ومواقع التواصل الاجتماعي أكثر من اهتمامهم بما يجري. وتوقع كثيرون أن تتبع الدوحة نفس السياسة في مباريات كأس العالم لكرة القدم المقرر إقامتها في قطر عام 2022. ويقول مراقبون إن الحكومة تخلط بين السياسة والرياضة، فإن كان العالم يغض الطرف عن ممارساتها السياسية التي ترتكز علي الأموال كوسيلة أساسية في الحشد، فإنه لن يقبل ذلك في الفعاليات الرياضية التي تطمح قطر في احتلال مكان متقدم فيها علي الساحة الدولية.