في مثل هذا اليوم من عام 1947 رحلت عن عالمنا رائدة النهضة النسائية المصرية هدي شعراوي، هي نور الهدي محمد سلطان، ولدت في مدينة المنيا في صعيد مصر في 23 يونيو 1879، كانت من ابرز الناشطات المصريات في النشاط النسوي في نهايات القرن التاسع عشر وحتي منتصف القرن العشرين. تلقت هدي شعراوي التعليم في منزل أهلها، وتزوجت مبكرا في سن الثالثة عشرة من ابن عمتها 'علي الشعراوي' الذي يكبرها بما يقارب الأربعين عاما، وغيرت لقبها بعد الزواج من هدي سلطان إلي هدي 'شعراوي'، تقليدا للغرب، وفي السنوات اللاحقة أنجبت هدي بنتا أسمتها بثينة وابنا أسمته محمد. اما عن زواجها كتبت في مذكراتها : ' بأنه كان يسلبها كل حق في الحياة وذكرت من أمثلة ذلك ما نصه : ' ولا أستطيع تدخين سيجارة لتهدئة أعصابي حتي لا يتسلل دخانها إلي حيث يجلس الرجال فيعرفوا أنه دخان سيجارة السيدة حرمه إلي هذا الحد كانت التقاليد تحكم بالسجن علي المرأة وكنت لا أحتمل مثل هذا العذاب ولا أطيقه'. حضرت هدي شعراوي أول مؤتمر دولي للمرأة في روما عام 1923م، وكان معها نبوية موسي و سيزا نبراوي صديقتها و أمينة سرها. ويري النقاد أن هناك تعظيماً حدث لهدي شعراوي، حيث عاشت مصر فترة أراد الإقطاعيون وأصحاب الثروات أن يمتلكوا الريادة في كل المجالات كما حدث مع هدي شعراوي رائدة الحركة النسائية. ويذكر ان الشاشات التلفزيونية قد عرضت مسلسلا باسم مصر الجديدة يتحدث عن الفترة التي عاشتها هدي شعراوي والوضع السياسي المتردي في تلك الفترة. حازت في حياتها علي عدة أوسمة ونياشين من الدولة في العهد الملكي وأطلق اسمها علي عديد من المؤسسات والمدارس والشوارع في مختلف مدن مصر في حينها. في 29 نوفمبر 1947، صدر قرار التقسيم في فلسطين من قبل الأممالمتحدة، توفيت بعد ذلك بحوالي الأسبوعين في 12 ديسمبر 1947، بالسكتة القلبية وهي جالسة تكتب بياناً في فراش مرضها، تطالب فيه الدول العربية بأن تقف صفاً واحداً في قضية فلسطين.