أثارت الأحداث الأخيرة في تونس العديد من ردود الأفعال العالمية حيث أشاد الرئيس الأمريكي باراك أوباما ب"شجاعة" و"كرامة" الشعب التونسي داعيا إلي إجراء انتخابات نزيهة وحرة عقب الإطاحة بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي. وقال أوباما في بيان "أدين وأستنكر استخدام العنف ضد المدنيين في تونس الذين يعبرون سلميا عن رأيهم، وأشيد بشجاعة وكرامة الشعب التونسي"، وأضاف أن "الولاياتالمتحدة تقف مع المجتمع الدولي شاهدا علي هذا النضال الشجاع من أجل الحصول علي الحقوق العالمية التي علينا جميعا أن نلتزم بها، وسنتذكر لفترة طويلة صور الشعب التونسي وهو يسعي إلي جعل صوته مسموعا". وقال أيضا "أدعو كل الأطراف إلي المحافظة علي الهدوء وتجنب العنف، وأدعو الحكومة التونسية إلي احترام حقوق الإنسان، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة في المستقبل القريب، تعكس الإرادة والتطلعات الحقيقية للشعب التونسي". وأكد أوباما أنه "علي كل بلد أن يمنح الحياة لمبدأ الديمقراطية بطريقته، بناء علي تقاليد شعبه". وأضاف أن "الدول التي تحترم الحقوق العالمية لشعوبها هي أقوي وأكثر نجاحا من الدول التي لا تفعل ذلك، و لا أشك في أن مستقبل الشعب التونسي سيكون أكثر إشراقا إذا ما قادته أصوات الشعب التونسي". وقال البيت الأبيض في بيان إنه يراقب التطورات في تونس بعد ورود تقارير عن مغادرة الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي البلاد. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض مايك هامر في بيان "ندين العنف المتواصل ضد المدنيين في تونس وندعو السلطات التونسية بالوفاء بالالتزامات الهامة التي قدمها الرئيس بن علي في كلمته يوم أمس للتونسيين بما في ذلك احترام حقوق الانسان الأساسية وعملية الاصلاح السياسي التي تشتد الحاجة إليها". واضاف "للشعب التونسي الحق في اختيار رؤسائه وسنراقب التطورات الاخيرة عن كثب". من جانبها عبرت الخارجية الأمريكية عن دعمها للشعب التونسي "في هذه الأوقات العصيبة"، معتبرة كلمة رئيس الوزراء محمد الغنوشي مشجعة خاصة أنه اعلن استعداده للعمل مع جميع الاطراف للتوصل إلى تفاهم سلمي. أما الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي فقد عبر عن أمله في حل سلمي ينهي العنف في تونس، مضيفا أن "الحوار وحده" هو الذي يمكن أن يجلب التغيير الديمقراطي. كما اعلن متحدث باسم الحكومة المالطية ان طائرة بن علي كانت تحلق الجمعة قبيل الساعة 19:00 بتوقيت جرينيتش في اجواء مالطا "في اتجاه الشمال". وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المالطية ان قبطان الطائرة "اتصل ببرج المراقبة في مطار فاليتا ولكن فقط للسماح له بالتحليق في الاجواء وليس الهبوط".وأوضح ان الطائرة كانت تتجه "نحو الشمال". من جهته قال وزير خارجية مالطا تونيو بورغ ان "بن علي لن ياتي الى مالطا وليس لدى الحكومة اي مؤشر الى انه سيأتي الى مالطا". من جانبهاأبدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قلقها البالغ تجاه تطورات الأوضاع في تونس، وأكدت ميركل أن الأوضاع هناك جادة جدا، مطالبة بأن تتم التغييرات في تونس بطريقة سلمية، مشددة علي ضرورة مواجهة أعمال الشغب بسبب الظروف الاجتماعية سلميا، وأن ألمانيا ستعمل علي استغلال نفوذها للعمل علي تهدئة الأوضاع ومراعاة عدم سقوط ضحايا. ودعا وزير الخارجية البريطاني وليم هيج إلي سرعة إجراء انتخابات في تونس يمكن التصديق بهاوقال "إنني أدعو للعودة السريعة للقانون والنظام وأن تمارس جميع الأطراف ضبط النفس، والاتجاه المنظم نحو انتخابات حرة ونزيهة والتوسع الفوري في الحريات السياسية في تونس، كما دعا الوزير السائحين من رعايا بلاده ممن لا يزالون في تونس إلي الاهتمام بنصائح منظمي رحلاتهم وتفادي المسيرات والمظاهرات". كما دعت كاثرين آشتون الممثلة السامية للشئون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوربي، إلي التحلي بالهدوء في تونس، كما أكدت علي أهمية الحوار واستمرار التواصل بين الاتحاد الأوروبي وبين تونس وشعبه، مشددة علي استعداد الاتحاد للمساعدة في إيجاد حلول ديمقراطية دائمة للأزمة الراهنة. كما أعربت تركيا عن قلقها وشعورها بالأسف تجاه الأحداث والتطورات التي تشهدها تونس، وذكر بيان للخارجية أن تركيا تشعر بأسف وقلق بالغين تجاه الأحداث التي خلفت الكثير من الضحايا خلال المظاهرات المناوئة للرئيس المتنحي زين العابدين بن علي.