أكد الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتي الجمهورية، أن دار الإفتاء المصرية تقوم بجهود حثيثة لتفكيك الأفكار المتطرفة والرد عليها بشكل علمي لتحصين الشباب من الوقوع في براثن هذا الفكر المنحرف. وأضاف في محاضرة ألقاها اليوم الأحد علي الطلبة الأجانب بالجامعة الأمريكية أننا نشهد ظاهرة في جميع الأديان بما فيه الدين الإسلامي، وهي تصدي غير المتخصصين ممن ليس لهم نصيب وافر من التعليم الديني الصحيح، وتنصيب أنفسهم مرجعيات دينية، بالرغم من أنهم يفتقرون إلي المقومات التي تؤهلهم للحديث في الشريعة والأخلاق، مما أدي إلي فتح الباب علي مصراعيه أمام التفسيرات المتطرفة للإسلام والتي لا أصل لها، مشيرًا إلي أن هؤلاء المتطرفين هم نتاج بيئات مفعمة بالمشكلات، واعتمدوا علي تفسيرات مشوهة ومنحرفة. وأكد مستشار المفتي أن هدف التطرف الديني هو تحقيق مآرب سياسية محضة لا أصل لها، وأن المتطرفين يسعون لإشاعة الفوضي. وأضاف د.نجم أن دورنا كعلماء الأزهر هو كشف زيف هؤلاء المدعين، وتفكيك الآراء الشاذة والمتطرفة والرد عليها بشكل علمي منهجي. وأوضح د.نجم أن الرابطة بين الشعب المصري والأزهر الشريف ودار الإفتاء قوية، فهي رابطة مبنية علي الإقرار للأزهر ودار الإفتاء بمكانتها العلمية والدعوية والإفتائية، واستعدادهما تاريخيًّا للدفاع عن الدين والوطن. وأشار مستشار مفتي الجمهورية إلي أن المؤسسة الدينية في مصر ستشهد تطورًا إيجابيًّا كبيرًا في المرحلة القادمة، مؤكدًا أن الأزهر الشريف هو المرجعية الرئيسية والوحيدة للشأن الإسلامي في مصر. وقال نجم إن دار الإفتاء المصرية أصبحت أكثر قربًا من هموم المواطن المصري، مشيرًا إلي أن الدار منذ إنشائها تهتم بإصدار الأحكام والفتاوي الشرعية بمنهجية علمية منضبطة تراعي الواقع والمصالح والمآلات والمقاصد الشرعية. وعن السياسة التي تتبعها دار الإفتاء المصرية أكد الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتي الجمهورية أن الدار مؤسسة مستقلة بالرأي الشرعي منذ إنشائها عام 1895م ولم تحابِ أحدًا، سواء أكان نظامًا حاكمًا أو غيره، وهذا يرجع لعراقة ورسوخ هذه المؤسسة التي تولي الإفتاء فيها عبر تاريخها خيرة علماء الأمة، ولقد رسمت هذه المؤسسة لنفسها طريقًا واضحًا محددًا فيما يتعلق بمصادرها وطرق البحث وشروطه.