يلتقي الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم الأحد بمقر رئاسة الجمهورية رئيس وزراء كوريا الجنوبية تشونغ هونغ وون الذي يزور مصر حاليا، وفي هذا الأطار اعرب رئيس وزراء كوريا الجنوبية في مستهل الزيارة ان العلاقات بين مصر وكوريا الجنوبية هي علاقات قوية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية منذ استقلال كوريا عام 1948 اي ما يقرب من 20 عاما وان هناك علاقات دبلوماسية كاملة بين البلدين منذ ذلك الوقت. وفي اطار زيادة التعاون بين البلدين بعد تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي جاءت زيارة رئيس الوزراء الكوري الجنوبي للقاهرة لأجراء مباحثات مشتركة بين الجانبين لتعزيز التعاون المشترك في كافة المجالات و ذلك تُقديرا من حكومة جمهورية كوريا الجنوبية للجهود التي يبذلها الرئيس السيسي منذ توليه السلطة في يونيو الماضي للتغلب علي الظروف السياسية والأمنية وتحقيق التنمية والتقدم الاقتصادي لمصر. وفي بداية الزيارة ابدي رئيس الوزراء الكوري امله في أن يزدهر التعاون الثنائي بين جمهورية كوريا ومصر في المستقبل، ولا سيما بعد لقاء القمة الذي عقد بين الرئيسة الكورية بارك كون هيه والرئيس السيسي في نيويورك علي هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في سبتمبر الماضي. و الذي طلبت فيه الرئيسة الكورية من الحكومة المصرية منح الفرصة للشركات الكورية المتخصصة في محطات الطاقة النووية للمشاركة في البرنامج النووي المصري لإنشاء محطة الطاقة النووية لتوليد الكهرباء والمشروعات الاقتصادية الكبري وغيرها.. من جانبه، أبدي الرئيس السيسي في تلك المقابلة اهتماماً بشركات التكنولوجيا الكورية. كما تطرق لقاء القمة بين الرئيسين إلي التعاون في مجالات الثقافة والتعليم. اما بشأن الموقف من القضايا الأقليمية :فقد ابدي الطرفين موقف مشترك بشأن إحلال السلام، والعمل من أجل تنمية وازدهار الشرق الأوسط. خاصة انه في ظل التوتر في هذه المنطقة من العالم يتم التأثير علي مناخ الأمن الدولي برمته وهو ما يحتاج إلي تعاون متبادل بين الجانبين.في مجالات مثل مكافحة الأرهاب فظهور تنظيم 'داعش' الإرهابي في سوريا والعراق له تداعياته علي سلم وأمن المجتمع الدولي ولذا نتعاون مع كل الأطراف الدولية من أجل التصدي لهذه القضية الخطيرة. وفي مجال التعاون في المشروعات التنموية تمكنت كوريا من تحقيق طفرة اقتصادية في فترة زمنية وجيزة، بحيث انتقلت من كونها دولة فقيرة متخلفة إلي دولة متقدمة. ومن هذا المنطلق، تأمل كوريا في مشاركة تجربتها التنموية مع مختلف دول العالم.ومن منطلق ادراك كوريا اهتمام مصر الخاص بالتنمية، وبالتعاون مع الدول الإفريقية.، فإن هناك فرصة كبيرة لتطبيق نموذج رائد للتعاون بين كوريا بتجربتها التنموية ومصر من خلال مشروعات التعاون في مجالات التنمية مع دول القارة. وفي مجال مساهمة كوريا في مجالات تلبية احتياجات مصر من الطاقة : تفهمت كوريا ان مصر تواجه مصاعب علي صعيد توفير إمدادات الطاقة، ولا سيما الكهرباء التي يتزايد الطلب عليها سنوياً. ولذا، تدرك كوريا التوجه المصري نحو البحث عن مصادر طاقة بديلة كالطاقة النووية ومصادر الطاقة المتجددة. وهنا فأن جمهورية كوريا لديها تجربة رائدة يمكن أن تتقاسمها مع مصر في هذا المجال. في مجال التعاون في مجال الطاقة النووية : وقعت مصر وكوريا العالم الماضي مذكرة تفاهم للتعاون بين البلدين في مجال الطاقة النووية، ودعت سول في نوفمبر من العام الماضي وفدا مصريا مؤلفا من عشرة متخصصين في الطاقة النووية من جامعة الإسكندرية، وهيئة الطاقة النووية، لزيارة كوريا والاطلاع علي تكنولوجيا محطات الطاقة النووية لديها. ومازال التعاون مستمراً في هذا المجال حيث عقد في مطلع نوفمبر الحالي منتدي التعاون النووي المصري الكوري. ومن المتوقع أن يكون التعاون النووي هو المجال الواعد في العلاقات بين البلدين في ظل توجه مصر لإنشاء أولي محطاتها النووية لتوليد الكهرباء، في ظل استعداد كوريا لتقديم خبراتها في هذا المجال إلي مصر سواء فيما يتعلق بالتكنولوجيا، أو الموارد البشرية، وغيرها من المجالات، بما يلبي الاحتياجات المصرية.