الأخطر من الإخوان هم عملاء الإخوان في الصحافة والإعلام الذين يمهدون لهم الأرض الدولة تحارب علي أكثر من اتجاه والشعب في خندق واحد مع الجيش والشرطة السيسي أبلغ الأوربيين 'لا يمكن تقييم الأوضاع في مصر بمعزل عن محيطها الإقليمي' تخوض قواتنا المسلحة، وشرطتنا الباسلة حربًا سيخلدها التاريخ في مواجهة فلول الإرهاب التي اتخذت من سيناء وكرًا لها، آلاف الجنود والضباط يواجهون المؤامرة التي حيكت في الظلام وأرادت تحويل سيناء إلي بؤرة للإرهاب الإقليمي والدولي، في مواجهة مصر المنطقة بأسرها. إنه المخطط الذي تكشف عنه الوقائع والأحداث يومًا بعد يوم، وهو أمر لم يكن خافيا عن الجهات الأمنية وعن قواتنا المسلحة التي رصدت دور جماعة الإخوان في زرع بذور الإرهاب ودعمه داخل سيناء بالتعاون مع حماس وبعض القوي الأخري المعادية لمصر. لقد قدمت مصر خلال الفترة الماضية آلاف الشهداء والجرحي من أبناء الوطني في هذه الحرب المقدسة، لقد سقطوا من جراء عمليات الغدر والخيانة والتآمر، التي مارسها الإرهابيون في سيناء وخارجها. كان الهدف هو إسقاط مصر، وضرب مؤسساتها الواحدة تلو الآخري، وهو مخطط يدخل في سياق محاولة استغلال التغيرات التي شهدتها المنطقة، في أعقاب ما سمي بثورات 'الربيع العربي'!! وعندما أدرك الشعب حجم الخيانة والتآمر، تحرك ليسقط حكم 'الاحتلال' الإخواني في ثورة عظيمة ستظل دومًا نبراسًا وملهمًا لكل الشعوب التي تبحث عن حريتها وترفض طمس هويتها. لقد كان من الطبيعي أن تنتفض النخبة الوطنية جنبًا إلي جنب مع الشعب المصري العظيم، وأن تنير له الطريق وترسم له ملامح المستقبل، غير أن مصر ابتليت بحفنة من الأفاقين والخونة الذين سعوا منذ البداية إلي شن حرب من الادعاءات الظالمة ضد الدولة المصرية وكأنهم أرادوا بذلك أن يفتحوا الطريق للغرب في التدخل في شئوننا الداخلية وفرض الحصار علي مصر وصولاً إلي مخطط إسقاط الدولة. صحيح أن النخبة الوطنية تصدت لهذا المخطط وكشفت هذه الادعاءات والأكاذيب، وصحيح أن الشعب المصري واجه الخونة بكل ما يملك من أدوات، إلا أن هذه الحفنة المتآمرة ظلت ولاتزال تلعب دور الطابور الخامس لصالح الإخوان وأسيادهم في الخارج. والغريب في الأمر أن هذه الحفنة الساقطة في بئر الخيانة حتي النخاع، هي نفسها التي قادت بعد 25 يناير مؤامرة إسقاط الدولة، وبنفس الشعارات والأكاذيب التي روجوها عن حكم 'العسكر'، وعن الانتهاكات الصارخة، والنكوص بأهداف الثورة، وإعادة إنتاج النظام السابق، وقس علي ذلك!! إنها نفس الوجوه 'الكالحة' التي عادت تطل علينا من جديد، لتشكك في كل شيء، ولتجعل من قانون التظاهر ومواجهة الإرهاب، منفذًا لها لتحقيق أهداف المؤامرة من الداخل والخارج. وتزايدت حدة هذا التصعيد بعد إصدار رئيس الجمهورية قانون اعتبار المرافق الحيوية منشآت عسكرية لمدة عامين، وهو إجراء لم يلجأ إليه الرئيس، إلا بعد وصول الأزمة إلي حد لا يمكن الصمت عليه، وإلا اعتبر الأمر تفريطًا في الأمن القومي للبلاد. لقد جاء هذا الإجراء وغيره من الإجراءات التي تستهدف حماية الأمن والاستقرار، بعد طول انتظار، رغم المطالب الجماهيرية الملحة، والتداعيات الخطيرة للعمليات الإرهابية المدعومة من الخارج في كافة أنحاء البلاد. لقد كان الرئيس صادقًا عندما قال لرئيس مجموعة التحالف التقدمي للاشتراكيين الديمقراطيين والذي التقاه السبت الماضي بأن ما يتم اللجوء إليه من بعض الإجراءات جاء بهدف حماية الأمن القومي، إنها تعد مؤقتة وتفرضها ضرورة التعاطي مع الموقف الأمني الراهن وما تتعرض له مصر من أعمال إرهابية. وقال 'لا يمكن تقييم الأوضاع في مصر بمعزل عن محيطها الإقليمي، وما يجري في دول المنطقة، وأن سيناء كانت في سبيلها لأن تكون بؤرة إرهابية لولا أن الشعب المصري أدرك حقيقة الأمور وثار في 30 يونية من أجل التغيير'. وقال 'لو تركت الأمور لما كانت عليه لأدت إلي تطورات سلبية كانت ستطال كافة دول المنطقة، وكان سيصعب السيطرة علي الموقف.. '! لقد حاولت بعض العناصر المعروفة بتوجهاتها المعادية للدولة المصرية، من إعلاميين وكُتاب ونشطاء التشكيك في توجهات القيادة السياسية، في محاولة لإعادة إنتاج الماضي، عندما سعوا في أعقاب ثورة 25 يناير إلي محاولة دفع الأمور إلي الصدام مع الجيش، وروجوا الأكاذيب واستغلوا الحالة الفوضوية التي عاشتها الجماهير لإحداث المزيد من الاحتقان، بما يؤدي في النهاية إلي وضع المخطط التآمري موضع التنفيذ. وإذا كانت هذه العناصر تظن أن بقدرتها انجاز المهمة الموكلة إليها، فهذا لن يتحقق، فالجماهير أدركت حقيقة المؤامرة وعرفت أطرافها، وراحت تحاصرها في كل مكان بعد أن كانت في يوم ما، ملء السمع والبصر. لقد بات الرأي العام ينظر إلي هؤلاء، علي أنهم ليسوا سوي مجموعة من 'الخونة' من الطابور الخامس الذي يهدف إلي التمهيد للمؤامرة التي حيكت، ونجح الجيش المصري بإسقاطها في أعقاب ثورة 30 يونية المجيدة. لقد أدرك المصريون أن الطابور الخامس يعمل في خندق واحد مع جماعة الإخوان، والأحداث أكدت ذلك والمواقف العملية علي الأرض دعمت تلك الحقيقة، ولذلك أصبح ينظر لهم علي أنهم ليسوا سوي ذيل وطرف في المؤامرة التي يديرها ربهم الأعلي في البيت الأبيض والكنيست الإسرائيلي. إن الرهان علي الشعب المصري هو الرهان الصحيح في هذه الحرب التي تخوضها الدولة المصرية ضد الإرهاب وحفاظًا علي الكيان الوطني، ولذلك فإن الشعب يتولي بنفسه مواجهة هؤلاء الخونة، ويجسد لحظة التوافق والتوحد مع كافة مؤسسات الدولة، وهو أمر نادر الحدوث بهذا الحجم وبهذا الاتساع. إن الشعب المصري أثبت مجددًا أنه يمتلك من الوعي والانتماء، ما يجعله قادرًا علي دحر المؤامرة والحفاظ علي الدولة ودعم مؤسساتها، وإعلاء الشأن الوطني علي ما عداه، بغض النظر عن الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها في الوقت الراهن. وكم كان عظيمًا أن يري المصريون والد الشهيد فرج محمد فرج، وهو يطل علي المصريين من برنامج تليفزيوني متبرعًا بقيمة الشيك الذي حصل عليه من الدولة بعد استشهاد نجله في حادث سيناء الإرهابي الأخير لصالح صندوق مصر، كما أن والد الشهيد محمد حجاج، راح هو الآخر يبدي استعداده للتطوع هو ونجلاه في صفوف الجيش المصري دفاعًا عن أمن مصر ومواجهة الإرهاب. إن شعبًا يمتلك هذا الوعي والانتماء، هو الضمانة الحقيقية لعبور مصر من أزمتها، ومواجهة آخر فلول الإرهاب ودحرهم، واسقاطهم من ذاكرة الأمة وصفحات التاريخ.