بعض النخبة تناسي المعركة مع 'الإخوان' وراح يشن حربًا ضروسًا علي 'الفلول'.. وهذه هي الأسباب!! 'الفلول' مصطلح أطلقه صفوت حجازي ضد كل من عمل في الدولة المصرية في زمن مبارك وتبناه من بعده الآخرون!! فارق كبير بين حروب النخبة، والواقع في الشارع، وتأملوا مشهد جنازتي كمال الشاذلي وعبد الرحيم الغول!! ازدواجية المعايير.. بعض من ينتقدون وجود 'الفلول'، تعج صفوفهم بها، هذا هو التناقض!! إذا استمرت الحرب والفرقة بين الأحزاب، فأبشر بعودة الإخوان وأتباعهم للبرلمان!! إذا عاد الإخوان وأتباعهم، فلا تسألني عن برنامج السيسي أو أهداف الثورة!! لن تمر أسابيع قليلة حتي يجد المواطن المصري نفسه وجهًا لوجه أمام الانتخابات البرلمانية الجديدة، التي تمثل الاستحقاق الثالث من خارطة الطريق، وساعتها سيصبح السؤال الكبير: ماذا نفعل؟! من خلال جولاتي ولقاءاتي المتعددة في ربوع البلاد من الإسكندرية إلي أسوان، أستطيع القول وبكل ثقة: إن الناس في وادٍ والنخبة الحزبية في واد آخر، ضجيج القاهرة وصراعات المركز تدور حول أمور لا علاقة للشارع بها، لقد أصبح ينظر إليها علي أن ما يجري هو صراع علي 'التورتة'، وتكرار لسيناريوهات الماضي، التي رسخت العزلة بين النخبة والجماهير. ومنذ عدة أشهر، والناس يسمعون عن تحالفات، وأحزاب تلتقي ثم تفترق، وجوه بارزة تظهر، ثم تختفي فجأة، تقسيم الغنائم بدأ مبكرًا، الفضائيات راحت تروّج للانقسامات، والشارع المصري يتفرج، وكأنه مغيب عن عمد، لا ناقة له فيما يجري ولا جمل. لقد سادت الخلافات الحادة مجددًا بين القوي التي يحلو للبعض تسميتها ب'المدنية'، لقد انقسمت هذه القوي حتي الآن إلي نحو ثلاث قوي أساسية، وبعض القوي الأخري الهامشية، بدأت الحرب مبكرًا، اتهامات متكررة حول الفلول وأنصار النظام القديم نظام مبارك ثم اتهامات متبادلة بالعمالة والتآمر علي الدولة لحساب أجندات معادية للأمن والاستقرار، بالضبط كأننا نستعيد المشهد السابق، الذي أدي إلي وصول جماعة الإخوان إلي السلطة، بعد أن راح البعض يروج لمحمد مرسي باعتباره من الثوار، وأحمد شفيق باعتباره من الفلول، فكانت النتيجة فوز الإخوان بمقعد الرئاسة. كثيرون يبدون تخوفهم من تكرار المشهد، ذلك أن الحرب ضد ما يسمي بالفلول، والتي تخوضها بعض القوي التي تفتقر إلي الشعبية الجماهيرية، ربما تكون هي 'المدخل' لتسرب جماعة الإخوان وحلفائها مجددًا للحصول علي نسبة لا بأس بها في البرلمان. صحيح أن كثيرين لا يريدون أن يروا الوجوه.