تواصل القوي العظمي وإيران الخميس في فيينا محادثات معقدة وصعبة علي امل التوصل الي حل لخلافاتهما حول البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل. حيث التقي ممثلو إيران ومجموعة 5+1 'الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والمانيا' عند الساعة 09, 00 تغ، وذلك غداة لقاء ثلاثي استمر حتي وقت متاخر الاربعاء بين وزير الخارجية الاميركي جون كيري ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف ووزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون. والاتفاق الذي يسعي اليه جميع الاطراف سيكون تاريخيا فهو سيضمن ان يلتزم البرنامج النووي باهداف مدنية بحتة لقاء رفع العقوبات الدولية المفروضة علي الجمهورية الاسلامية واقتصادها. وسيضع مثل هذا الاتفاق حدا للخلاف الذي يلقي بظلاله علي العلاقات الدولية منذ مطلع العقد الاول في هذه الالفية عندما بدات الدول الكبري وايضا اسرائيل ودول الخليج تشتبه بان إيران تسعي لحيازة السلاح الذري تحت غطاء برنامجها النووي. وفي نوفمبر 2013 توصلت إيران ومجموعة 5+1 الي اتفاق مرحلي وامهلت نفسها حتي 20 يوليو للتوصل الي اتفاق دائم. الا انها لم تتمكن من ذلك ما دفعها الي تاجيل المهلة الي 24 نوفمبر. ونقطة الخلاف الاساسية تبقي قدرات إيران المستقبلية لتخصيب اليورانيوم، وهي العملية التي يمكن ان تنتج وقودا للمفاعلات وكذلك مادة لصنع سلاح نووي في حال الوصول الي درجات عالية من النقاء في التخصيب. ويبدو انه تم احراز تقدم في تغيير تصميم مفاعل تبنيه إيران في اراك للحد من انتاج البلوتونيوم فيه وكذلك علي صعيد ضمان عمليات تفتيش اكبر وحصر الانشطة في منشأة فوردو المحصنة. غير ان نقاط خلاف اخري كثيرة لا تزال عالقة وهي تشمل وتيرة رفع العقوبات والجدول الزمني الذي سيحدد للاتفاق وتحقيق الاممالمتحدة في احتمال وجود 'أبعاد عسكرية' لانشطة إيران في السابق. وقال مسؤول اميركي رفيع المستوي مساء الاربعاء عند حديثه حول سير المفاوضات 'لن يتم الاتفاق علي شيء ما لم يتم الاتفاق حول كل النقاط ويمكن ان ينهار كل شيء بسبب الخلاف حول 2% من الملف مع اننا متفقون علي 98% منه'. وقارن الدبلوماسي المفاوضات باحجية يتغير شكلها باستمرار حتي 'تتراصف القطع فيها في مكانها الصحيح في النهاية'. وامام الجانبين ستة اسابيع فقط قبل المهلة النهائية في 24 تشرين الثاني/نوفمبر للتوصل الي اتفاق يهدف الي تبديد المخاوف بشان برنامج إيران النووي مقابل تخفيف العقوبات القاسية التي يفرضها الغرب علي إيران. ومع دنو موعد المهلة اقترحت موسكو وطهران في الايام الاخيرة امكان تمديد جديد.الا ان الدبلوماسية الاميركية تفضل عدم الحديث عن تمديد 'في الوقت الحالي' اذ تعتبر واشنطن ان 'المهل تساعد علي اتخاذ قرارات صعبة ونحن امامنا قرارات صعبة فعلا'. من جهته، دعا ظريف في مقابلة مع موقع المونيتور بثت الخميس كل الاطراف الي 'اتخاذ قرارات قوية'. ويمكن تبرير رغبة إيران في التوصل الي اتفاق بسرعة بالامل بتحسن الاقتصاد فهي تملك احتياطي النفط الرابع في العالم والثاني من الغاز. ويعتبر التوصل الي اتفاق سريع مهم ايضا بالنسبة الي اوباما الذي يمكن ان يواجه بعد الانتخابات التشريعية في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر مجلس شيوخ بغالبية من المعارضة التي تشكك في جدوي الاتفاق مع إيران. ويخشي عدد متزايد من المحللين عدم امكان التوصل الي اتفاق بحلول 24 نوفمبر. فهم يرون ان المفاوضات يمكن ان تستمر بعد اتفاق 'مرحلي' يشمل التقدم الاولي الذي تم تحقيقه.