فجر رجال الدين اليهود جدلا فقهيا في إسرائيل حول أسباب الحرائق التي اجتاحت الدولة العبرية الأسبوع الماضي، إذ قالوا إن الرب أشعل النار في غابات حيفا لعقاب الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة علي جرائمها بحق الفلسطينيين، وأخطائها بحق التوراة، وعدم إقامة دولة يهودية تحكم بالتوراة والشريعة في إسرائيل، كما أرجع الحاخامات الحرائق إلي البعد عن الدين، وانتشار العلمانية في إسرائيل، ووصفوا الحريق بأنه رسالة إلهية لمعاقبة اليهود بسبب انسحاب الجيش الإسرائيلي من سيناء، وتسليمها للإرهابيين المصريين. وردت صحيفة 'يديعوت أحرونوت' في افتتاحيتها، أمس، علي الحاخامات بقولها إن 'تفسيراتهم تتعارض مع صحيح العقيدة اليهودية التي تصف إله إسرائيل بأنه رحيم، ويستحيل أن نتخيل أنه متورط في مثل هذه الكوارث الطبيعية المفزعة، والزعم بأنه تفرغ لإشعال حريق ضخم راح ضحيته 42 شخصا، وتسبب في تدمير مساحات واسعة من الغابات. لكن هجوم 'يديعوت أحرونوت' لم يوقف سيل التفسيرات الدينية المتعارضة للحريق، فيما ذهب الحاخام عوفديا يوسيف إلي أن سبب اندلاع الحريق هو انتشار العلمانية في إسرائيل، وأن بيت أشجار جبل الكرمل تنشأ فيه علاقات جنسية محرمة أبطالها الشباب والفتيات اليهود، زعم الحاخام الإسرائيلي المعروف 'دوف ليئور' أن الرب يعاقب اليهود الإسرائيليين بالحريق بسبب انسحاب الجيش الإسرائيلي من سيناء بعد حرب أكتوبر، وتسليمها للإرهابيين المصريين. وقدم حاخامات حركة 'ناطوري كارتا' اليهودية المعادية لتأسيس دولة إسرائيل، فسيرا، مختلفا تماما، وقالوا في بيان صادر عن مكتب الحركة في القدسالمحتلة إن سبب الحريق هو الظلم الذي تمارسه إسرائيل ضد الفلسطينيين، وآخره الحرب علي غزة عام 2008، والقصف الجوي العنيف الذي راح ضحيته مئات الأبرياء. وقال بيان صادر عن مكتب الحركة: 'إن الرب يعاقب إسرائيل نتيجة جبروتها، وطغيانها، وإبادتها لمئات الفلسطينيين الأبرياء في غزة، واقتلاع الأشجار، وهدم البيوت علي رؤوس سكانها'. ودعت الحركة الحكومة الإسرائيلية لتفكيك دولة إسرائيل، وإعادة الأراضي للفلسطينيين، لكي يتحقق الوعد الإلهي لبني إسرائيل، ويظهر المسيح اليهودي المخلّص'.