قال الدكتور منصور عبد الوهاب مترجم الرئاسة السابق للغة العبرية، في حواره ببرنامج 'مساء الخير'، الذي يقدمه الإعلامي محمد علي خير، عبر فضائية 'سي بي سي تو'، إن رئاسة الجمهورية بها إدارة مختصة بالترجمة وبها جميع اللغات، موضحا أن يرأس هذه الإدارة وكيل وزارة وظيفته إدارة هذا. وتابع :'مسؤولية قسم الترجمة شيئن، الأولي ترجمة عامة، وترجمة خاصة بالرئيس فقط، ويحدث العمل عن طريق الترشيحات، فأنا علي سبيل المثال ذهبت وكتبت الإستمارة الأمنية، وعندما يحتاجوني يتصلون بي، وتأتي عربة الرئاسة للمترجم ويذهب للقصر، ويجلس في قاعة كبار الزوار وينتظر، وهناك برتوكول معين في الملابس، فيجب أن أكون ببدلة، ولا أضع معطر ذو رائحة نفاذة، وكانت تتولي مسؤولية هذه الإدارة أثناء عملي المترجمة لبيبة أبو النجا، وكانت اختيارتها للمتجم دقيقة جدا حول من يصلح كمترجم للرئيس'. وحول إمكانيات مترجم الرئيس، أوضح :'يجب أن يكون لديه مستوي عالي باللغة ويتمتع ايضا بأمانة عالية، لأنه غير مسموح برتوكوليا وضميريا إخراج ما يدور بالدخل إلي الخارج، وأيضا أن يتمتع بحضور، لأنه لا يمكن أن يتلعثم أو يكون لديه مخارج أصوات غير واضحة، أو طبقة صوته ضعيفة، وأن يعلم من سيأتي ويتابع خلفية الزيارة'. وفيما يتعلق براتبه، قال :'لا يوجد أجر شهري، وكان راتبي 158 جنيه ونصف لليوم الواحد، وكان المترجمين لا يركزون علي راتبهم بل علي الخدمة الوطنية التي يعملونها، وهذا راتب أي مترجم، والجلسة تكون ساعتين أو ثلاثة، وفي حالات الغذاء يكون المترجم موجود، في وجود الرئيس، لأنه من الممكن أن يكون هناك حوار، وايضا أثناء وقوفهم، ولا أرحل إلا مع رحيل الضيف الإسرائيلي، وأكون علي يمين الرئيس وشمال الضيف، وأكون في المنتصف بين الاثنين'. وسرد :'أخر مترجم دخل للرئيس كانت سنة 1986، وحتي 1999 كان من يغطي هو المترجم الإسرائيلي، إلي أن سبب أزمة كبيرة، حيث كان إيهود باراك بمؤتمر صحفي مع الرئيس الأسبق حسني مبارك، وباراك يومها هد بضرب لبنان، والمترجم لم ينقل ما قاله، وفي اليوم الثاني كان هناك وفد صحفي مصري يسافر بيروت تضامنا مع لبنان ضد ضرب إسرائيل، وقالوا إن هذا حدث، ومن حينها حرصت مصر علي وجود مترجم مصري، والأزمة حينها أن الوضع الإقليمي لم يكن مبارك يضع زيارته لبيروت علي الأجندة، ولكنه سافر للتضامن، وهذا نتيجة خطأ مقصود، ولهذا أقول إن المترجم يجب أن يكون أمين في نقل الرسالة'. واستكمل قوله :'العشر سنوات التي عملت فيها كانت الترجمة للمصريين بالكامل، وكان هناك مترجم إعلام وكنت انا مترجم الداخل مع الرئيس، وأنا طوال هذه الفترة لم أفصح عن سر واحد عن مباحثات مبارك مع الإسرائيليين، ولكن الاتصالات العلنية كانت ظاهرة، وهناك محاظير أمنية كبيرة حول اتصالات الرئيس مع أي شخصية، وتكون الاتصالات في دائرة مغلقة حتي لا يحدث تسريب للحديث'. وأضاف :'تصريح بن إليعازر عن أن مبارك كان يبيع الدولة وما إلي ذلك وأنه كنز إسرائيلي لمصر، كانت محاولة لحرق مبارك من جانب إسرائيل، لأن لديهم هدف في كل كلمة يقولونها، وفكرة الكنز الاستراتيجي لإسرائيل هو الرئيس المعزول محمد مرسي وليس مبارك، وأشهد شهادة حق أن مبارك لم يتنازل عن أي شبر خاصة بمصر، وأنا لا أدافع عنه ولكني أقول شهادة، بعيدا عن الفساد وما إلي ذلك، لأن أي مسؤول إسرائيلي يأتي كانت محور المحادثات عن فلسطين'. واستطرد :'كنت أشعر بالارتباك في وجود مبارك، ولم يحدث بيننا حديث عن الأمور الإنسانية، أو السياسية، ولا يوجد ارشيف للترجمة التي تحدث، بل أكتب النقاط الأساسية والرسائل السياسية، ومبارك عندما كان يسمع سيرة بنيامين نتياهو، كان يقول إن نتياهو لا يوجد لديه استعداد إطلاقا لعملية السلام، ومبارك كان أكثر ودا مع إيهود باراك وشيمون بيريز ورابين، وعلي العكس مع نتنياهو وشارون'. وحول خطاب الرئيس المعزول مرسي لشيمون بيريز، قال :' كان به ود زائد، ولم يكن خطاب برتوكولي، لأنه حسب معلوماتي تكون صيغة الخطاب بحسب الدولة التي يذهب لها الخطاب، وكان من الممكن أن تختلف صيغة الخطاب عن هذا، وكانت خطابات مبارك بالعربية أو الانجليزية، وخطابات إسرائيل تأتي بالانجليزي أو عبر الهاتف، وأحب أن أوضح ان عمرو موسي هو أفضل من يتعامل مع الإسرائيليين'.