قال الفنان إياد نصار، في حواره ببرنامج ببرنامج 'أنت حر'، الذي يقدمه الكاتب والسيناريست الدكتور مدحت العدل، عبر فضائية 'سي بي سي تو'، إن عصور الكاتب العالمي وليم شكسبير لم تكن منفتحة، ولكن كان بها غيرة رومانسية مقاربة للعرب، موضحا أن السينما الأمريكية تستفيد من العالم حولها، وتأخذ أفكارا من التراث العالمي. وتابع نصار :'أري أن هناك نسبة كبيرة من المشاريع في السينما الأمريكية قادرة علي فرض إيقاعها، والسينما الأوربية مهمة ولكن إيقاعها مختلف، ولكن السينما المؤثرة هي الأمريكية، ونحن نحاول فعل هذا، بدليل ما فعله فريد الأطرش، وبعض النجوم الكبار، والفن بلا هوية، ومصر كانت من البداية مدركة لهذا الأمر'. وفيما يتعلق بدوره في مسلسل 'الجماعة' الذي يسرد تاريخ جماعة الإخوان المسلمين، صرح الفنان :'نتفق علي أن العمل الفني لا يمكن أن يتحول لمدرس، ويفقد دوره لو تحول لهذا، والعمل أيضا يثير تساؤلات، وكان حول حقبة زمنية تثير التساؤلات، وهي ما جعلت المشاهد يفكر هل نحن نفتري عليهم أو معهم، وعندما رجعنا للتاريخ وجدوا أننا نرش علي الموت سكر، وأطلعنا علي شخصية حسن البنا مؤسس الجماعة، وأيضا شكله وهيئته، وأنا كنت أتعامل كإنسان، وعملت كشخصيته وتفكيره، وهوس البنا مثلا في أنه لف 4 آلاف قرية علي عجلة، ولو كان هذا الإصرار علي مشروع حقيقي لكان أفضل'. وأكد :'أنا مع الدولة الإسلامية، ولكن أي دولة إسلامية، هل هي داعش أم الإخوان المسلمين أم الشيعة؟!، إذا نستمر دولة مدنية طالما الوضع هكذا، وحتي يقوم هؤلاء بمراجعاتهم أمامنا مئات السنين، وطالما أننا نعمل علي دولة إسلامية فلماذا نحزن علي قيام إسرائيل، ونحن أيضا لدينا اختلافات دموية، وأريد أن أوضح أن هناك بعض الفنانين لم يعيشوا بأجواء منفصلة عن السياسة، الأمر الذي جعلني اقرأ الكتب السياسية وما شابه، ووالدي كان يفعل هذا، ويحميني من بعض التجارب'. وتحدث الفنان عن تجربته، قائلا :'الممثل يمشي علي حبل، والمنتج هو تاجر يستثمر في العمل الفني، والفنان وصل لوضع معين ولكن بمجهود، ولكنه يمشي علي حبل لأنه من الممكن أن يعمل عمل واحد وينتهي بعده، والعمل الفني يقدم لنا معرفة إنسانية، ويقدم لنا تجارب كثيرة، والممثل هو من يعيش هذه التجربة بمعاناتها وأزماتها في حين يجلس المشاهد أمام التلفاز والتكييف ويشاهد، ولو عدنا لفكرة الثقافة الشخصية وامتدادها بالعمل الفني أنا مؤمن أن هناك من حقق مشاريعه وحقق أفكاره'. وأضاف إياد نصار :'نحن الشباب نستهلك سريعا، علي عكس النجوم القدامي، ولا أعلم السبب، ولكني أريد أن أتحدث عن الفنان الكبير نور الشريف فهو فنان مثقف ورائع، ودائما نستقي منه في أعماله أو وجهة نظره، وأحاول أن أتسق مع أفكاري في أعمالي'. وفيما يتعلق بأدواره بعد مسلسل 'الجماعة'، قال :'حاولت أن أتنقل بعد شخصية حسن البنا إلي شخصية حديثة، ولكن ليس بمفاجأة للجمهور، فوجدت العمل مناسب لأنه بطولة جماعية، ثم دخلت مسلسل سر علني الذي كنت مقتنع به، وكنت أري أنه بعد 25 يناير سندخل في تصفية حسابات، وكان العمل يدور حول شخص بعد ثورة 1952 تم تأميم أموالهم، واستغل الثورة لإعادة مملكته وتصفية حساباته، وكنت أحاول أن أقول إننا في مرحلة تصفية حسابات، وأيضا مسلسل موجه حارة، لأني كنت مقتنع تماما بأن هناك منخفض صحراوي للفكر البدوي أثر علي مصر، وأقول إن بعض الدول تؤذي شعوبها بالنفايات النووية، وبعض الدول تؤذي شعبها بالنفايات الوهابية'. واستطرد :'هناك عمل أيضا جديد لي وهو حارة اليهود، وأتفق معه نهائيا، لأن به دق لناقوس خطر، ويكمن في أن طائفة اليهود في مصر ثاني أكبر طائفة يهودية في العالم، وهو موضوع مهم وشائك'. وتحدث عن الوضع في الشرق الأوسط، قائلا :'كنت أتمني أن يكون الربيع العربي كذلك، ولكن اللقب كان خداع، بمعني أن كل منطقة لها سيناريو مختلف تماما، وكل منهم لديه هدف مختلف أيضا عن الأخري، فما يحدث في سوريا مختلف عن العراق، والخدعة كانت في إطلاق اسم واحد علي كل هذا تحت مسمي 'الربيع العربي'، فالناس في سوريا ثارت، ولكن ما اكتشفته أن من ثار طالب بالإصلاح وكانوا سلميين، وفجأة الليبراليين وجدوا قمع شديد من جانب السلطة، وما حدث أن أصحاب الوعي تم إزاحتهم بشكل قمعي، وتم تصعيد أشكال دموية من الطرفين، ولو لم تزح السلطة الليبراليين لما ظهرت داعش، ولهذا الثورات تحتاج قائد، وغياب القائد تخلق حالة من الهمجية، وهذا بالنسبة لمصر أو سوريا'. واستكمل :'الثورات تفقد رومانسيتها حال تحقيقها، لأن هناك من يحاول استغلال حركة الجموع، والتنظيمات الإسلامية كانوا في الخفاء وكانوا مستعدين للقفز علي السلطة، وحتي الآن لا استطيع قراءة الأمر، وحتي المحلل السياسي لن يستطيع التوقع، وأصبح هناك حالة تنبوء فقط، ولا يوجد قراءة سياسية، وأيضا حركة تحرك القطب الواحد وظهور قوي بالمقابل قام بخلل في حركة المصالح ومنع قراءة القادم بشكل جيد'.