احتفلت مدينة فينلو الهولندية بختام فعاليات قافلة السينما العربية الأوربية حيث تابع محبو الفن السابع في هذه المدينة عاصمة إقليم "ليمبورخ الشمالية" المحاذية للحدود الألمانية عروض ثمانية أفلام عربية علي امتداد يومين. و من بينها السيدة المجهولة" لفجر يعقوب، و"البارونات" لنبيل بن يدر، و "نادية" لأمين داسي، و "أحمر باهت" لمحمد حماد. كما شهد حفل اقتتاح المهرجان تنظيم عرض فني فكاهي لشابين من أصل مغربي بعنوان "جريدة تركيا" لاقي استحسان الحاضرين و تعد هذه التظاهرة الفنية العربية الأولي من نوعها، حيث لم يسبق لمهرجان الفيلم العربي في روتردام برئاسة الدكتور خالد شوكات أن سير قافلته المعتادة بعد دورته الرئيسية في شهر يونيو، إلي هذه المدينة. و قال "يوس تايون" نائب رئيس بلدية المدينة المكلف بالشؤون الثقافية، في أمسية افتتاح الدورة عن سروره بتنظيم مهرجان للفيلم العربي في مدينته، منوها بالدور الذي يقوم به المهرجان في خدمة الحوار العربي الأوربي و خلق فرص للتلاقي بين المواطنين الهولنديين من أصول مختلفة ومواجهة أفكار التعصب والانغلاق والكراهية والعنصرية. و أكد المسؤول الهولندي علي إيمانه برسالة السينما في تحقيق الأمن الاجتماعي و الحوار الثقافي، و توجه بالشكر والتقدير لإدارة مهرجان الفيلم العربي في روتردام، لتفكيرها المتواصل في توسيع دائرة أنشطة المهرجان لتبلغ المدن البعيدة عن دائرة الاهتمام التقليدية، كمدينة "فينلو" التي يعتقد كثير من الناس أنها مدينة " خيرت فليدرز" زعيم اليمين المتطرف في هولندا، وهو ما يخالف حقيقتها كمدينة ترحب بالتعدد الثقافي و تدعو إلي التعايش السلمي بين مختلف مكونات المجتمع. و من جانبها، عبرت لطيفة تاشي منسقة قافلة السينما العربية الأوربية، والمسؤولة الإدارية والفنية في إدارة المهرجان، في كلمتها الافتتاحية عن اهتمام مجلس إدارة مهرجان الفيلم العربي في روتردام بإيصال الفيلم العربي إلي كافة المدن الهولندية، و مد الجسور مع الجمهور الهولندي الراغب في التعرف علي الثقافة العربية والإسلامية، و مواصلة الانتصار لروح الحوار الإيجابي أيا تكن الظروف السائدة صعبة وغير ملائمة ومشجعة للأفكار العنصرية و أضافت تاشي أن برنامج المهرجان في "فينلو" حاول أن يدمج بين أفلام روائية وثائقية، وأفلام طويلة وقصيرة، بالإضافة إلي ندوة حوارية عن " واقع المرأة العربية في هولندا من خلال صورتها في الأفلام السينمائية"، احتضنتها قاعة العروض "نيو سان" التي احتضنت فعاليات المهرجان. يذكر أن مدينة "فينلو" كانت المحطة الثانية لقافلة السينما العربية الأوربية، حيث توقفت القافلة في مدينة أوترخت يومي 8 و9 ديسمبر 2010، بعرض عشرة أفلام عربية من انتاج سنتي 2009 و2010، كما ستواصل رحلتها إلي مدينة أمستردام يومي 18 و19 ديمسبر، و يومي 21 و22 في مدينة تيلبورخ، لتختتم يوم 29 ديسمبر فعالياتها في مدينة روتردام منطلقها في شهر يونيو الماضي. و يأتي تنظيم قافلة السينما العربية الأوربية هذا العام، علي الرغم من الظروف الصعبة التي خلقتها الأزمة المالية العالمية، ضمن إصرار إدارة مهرجان الفيلم العربي في روتردام علي تذليل كافة العقبات و التشبث بحقه في ممارسة دوره في مشروع حوار الحضارات والثقافات، المطروح باستمرار علي طاولة العلاقات العربية الغربية. وكانت إدارة مهرجان قد اعلنت عن اختيار السعودية ضيف شرف الدورة الحادية عشرة التي تقام في الفترة من 22 إلي 26 يونيو 2011، وقال الدكتور 'خالد شوكات'، مؤسس ورئيس المهرجان إن الدورة القادمة تضم برنامجا خاصا للسينما السعودية يعرض خلاله عدد من الأفلام القصيرة والوثائقية والروائية الطويلة، إضافة إلي ندوتين تناقش إحداهما واقع الإنتاج السينمائي السعودي، وتخصص الثانية للحديث عن دور القنوات التليفزيونية في النهوض بالإنتاج الدرامي في المملكة. وأضاف رئيس المهرجان أن "تظاهرة الأفلام السعودية في روتردام الهولندية تتزامن مع مرور 10 سنوات علي أحداث 11 سبتمبر التي عمقت سوء الفهم الغربي تجاه القضايا العربية والإسلامية، وهو ما يجعلها تظاهرة مهمة، حيث يعول منظموها علي أن تزيل أفلام المخرجين السعوديين، خاصة الشباب منهم بعض الغشاوة وتثبت مدي التهويل والمبالغات التي لعب الإعلام الغربي علي تضخيمها بدافع الإساءة للعرب والمسلمين". من جانبه أبدي 'عبد الله الشغرود'، السفير السعودي في لاهاي، استعدادا كبيرا لدعم التظاهرة السينمائية التي تعد المشاركة الأبرز للسينمائيين السعوديين في مهرجان أوروبي. وأشار إلي أنها ستسهم في تعريف الجمهور الأوروبي والعرب في المهجر بواقع الحياة السعودية، والتي تبدو غير واضحة المعالم عند الأوروبيين الذين يعاني معظمهم من سوء فهم شديد لأسلوب معيشة وتفكير الشعب السعودي. وستقوم بتنظيم التظاهرة مؤسسة "رواد ميديا" للإنتاج الفني التي يديرها المخرج السعودي 'ممدوح سالم'، وينتظر أن يحضر الفعاليات عدد من نجوم الدراما السعودية وبينهم 'ناصر القصبي' و'عبد الله السدحان' و'حسن عسيري' و'عبد المحسن النمر'، إضافة إلي عدد من المخرجين والنقاد والإعلاميين السعوديين. وفي اطار الاستعدادات للدورة المقبلة من مهرجان الفيلم العربي بروتردام تم الإعلان عن تنظيم ندوة حول "أخلاقيات المبرمج والعلاقات بين المهرجانا العربية". وفي إطار إطلاق مبادرات جديدة وقعت إدارة المهرجان اتفاقية تعاون مع قاعة "لي ماشينيست" الواقعة في ضاحية دلفسهافن غربي مدينة روتردام، تقضي بتأسيس ناد للسينما العربية ستنطلق أولي فعالياته مساء آخر أربعاء من الشهر الجاري، بعرض أفلام عربية قصيرة وطويلة، ويليها نقاش يحضره مخرجو الأفلام وبعض النقاد العرب والهولنديين. وإلي جانب نادي السينما العربية، أعلنت إدارة المهرجان أن قافلة السينما العربية الأوربية، ستواصل رحلتها السنوية هذا العام ابتداء من أوائل شهر نوفمبر وإلي غاية نهاية شهر ديسمبر المقبل، وستضع رحالها في أكثر من مدينة هولندية جديدة، إضافة إلي محطاتها التقليدية في المدن الكبري كأمستردام، ولاهاي، وأوترخت. يذكر أن مهرجان الفيلم العربي في روتردام، قد احتفل خلال شهر يونيو الماضي بانعقاد دورته العاشرة. وهو نشاط مستقل تشرف عليه مؤسسات أهلية غير حكومية يديرها مثقفون ونشطاء من أصل عربي. ويسعي المهرجان بعد مرور 10 سنوات علي بدء فعالياته إلي التعريف بالسينما العربية في أوروبا من خلال التركيز في الدورات القادمة علي إحدي السينمات الواعدة في المنطقة، وتوفير الدعم والدعاية اللازمة لصناعها كجزء من دوره الأساسي في دعم الإبداع العربي وتشجيع المبدعين العرب.