حذرت الطائفة العربية الأرثوذكسية بالداخل الفلسطيني من اعتداءات وتهديدات السكان اليهود في حي "أندرو ميدا" بمدينة يافا والمقام علي أوقاف الطائفة التي باعتها البطريركية اليونانية للمستوطنين رغم اعتراض السكان العرب. ويأتي ذلك عقب التهديدات العلنية لليهود بالتوجه للقضاء الإسرائيلي للمطالبة بإخلاء كنيسة الخضر وتجميد نشاط فرقة الكشاف الأرثوذكسي، ومنعهم من القيام بأي نشاطات دينية واجتماعية بالكنيسة وجوارها بدعوي أن هذه الفعاليات وأجراس الكنيسة تزعجهم. وشارك المئات من المسيحيين والمسلمين بالمدينة بمسيرة احتجاجية الجمعة طافت شوارع المدينة، يتقدمها رجال الدين وشخصيات جماهيرية أكدوا وحدتهم الوطنية أمام المخططات الإسرائيلية. وقال رئيس الجمعية الخيرية الأرثوذكسية جابي قديس "الأرض أرضنا أرض آبائنا وأجدادنا لا نساوم عليها، باقون رغم أنفهم ومحاولاتهم، فنحن السكان الأصليون، ستبقي أجراس الكنائس ترنم وصوت الآذان يعلو في بلدنا الحبيب يافا". وتابع في حديثه "البطريركية اليونانية تلتزم الصمت، بل ومنعت الأب عطا الله حنا من مشاركتنا بالنضال، نستنكر صمتهم ونطالبهم باتخاذ موقف حازم ومعلن ضد ممارسات المستوطنين والإعلان عن دعمنا في معركتنا العادلة". واستنكر المؤتمر الأرثوذكسي التهديدات بعرقلة نشاطات الطائفة في يافا، وطالبت اللجنة التنفيذية للمؤتمر البطريرك ثيوفيلوس باتخاذ موقف علني وعملي من اعتداء المستوطنين علي الكنيسة والتشديد علي التمسك بحق أبنائها القيام بالنشاطات المختلفة في كنيستهم وجوارها. وقال شوقي حبيب رئيس اللجنة التنفيذية للجنة الأرثوذكسية بالداخل الفلسطيني " نستنكر أعمال المستوطنين العنصريين ضد أبناء الكنيسة بيافا، ومحاولة منع رفع الآذان من المساجد، مقدساتنا وأملاكنا حق تاريخي لا يجوز التنازل عنه، فالكنيسة قائمة قبل نحو 150 عاما فلا بديل لهم إلا قبول ذلك أو يرحلوا بدون رجعة". وحمل حبيب في حديثه علي موقف البطريركية اليونانية في يافا التي يفترض أن تهتم بشؤون رعيتها "لكنها باعت حقوق الطائفة إلي مستثمرين يهود ليقيموا حيا يهوديا يقوم سكانه اليوم بمضايقة أبناء الكنيسة الذين حرموا من حقوقهم بالأرض والأبنية المقامة عليها". وخلص للقول إن "الصمت الذي نشهده من قبل البطريرك ثيوفيلوس يثير الاشمئزاز وتتزامن هذه الاعتداءات علي دور العبادة المسيحية والإسلامية في آن"، مشيرا إلي أن كل هذه التصرفات الإسرائيلية -بما فيها الاعتداءات وإلقاء الأوساخ بساحة الكنيسة وأعمال شغب ضد المصلين- تندرج ضمن مخطط تهويد يافا ومحو معالمها الإسلامية والمسيحية. من جهته اعتبر إمام مسجد الجلبية الشيخ أحمد أبو عجوة أن "الوقت حان لوقف الظلم الإسرائيلي بحق كنائس ومساجد وأوقاف يافا وفلسطين"، منبها إلي أن قضية كنيسة الخضر ليست قضية إزعاج بل قضية سياسية من الدرجة الأولي يراد منها إلغاء الوجود العربي والمسيحي والإسلامي في الداخل الفلسطيني. وأكد أن "اعتصامنا مسلمين ومسيحيين جاء للتصدي للمؤسسة الإسرائيلية التي اعتمدت سياسة فرق تسد، ولا يروق لها وحدة مجتمعنا تحت راية فلسطين والعروبة". واتفق الشيخ سليمان سطل -أحد رجال الدين المسلمين- مع الإمام أبو عجوة في رفض أي تشويه أو تحريف لتاريخ يافا الإسلامي والمسيحي ومحاولات إسرائيل فرض طابع جديد يخالف الواقع حاضرا وماضيا، مشددا علي أن المعركة باتت معركة حاضر ومستقبل، الأمر الذي يستدعي تدعيم الوحدة الإسلامية المسيحية لمواجهة كل ما يستهدف الوجود الفلسطيني.