بعد أن دقت ساعة العمل بمشروع قناة السويس الجديدة منذ السادس من أغسطس الماضي وبعد اتضاح الرؤي واكتمال المشهد أمام الجميع والتعهد الذي قطعه الرئيس عبد الفتاح السيسي علي رجال القوات المسلحة والعاملين بمشروع محور قناة السويس لأن يكتمل المشروع في شهر أغسطس المقبل إلا وتوالت معه الثقة والتهاني والفرحة التي عمت ربوع الوطن وبدأت الزيارات الرسمية وغير الرسمية لكثير من مؤسسات الدولة ورموزها الوطنية للمشروع لشعور الجميع بالفخر العظيم الذي أعاد لمصر واجهتها وقوة اقتصادها لكي تبرز قوية وأبية بين الدول العظام، ومع الفوائد الكبيرة والمتعددة للمشروع ومع تفهم المصريين وشوقهم الطويل إلي المشروعات العملاقة علي غرار الحقبة الناصرية تدافع الكثير من شرفاء الوطن للقيام بشراء شهادات الاستثمار بكثافة كبيرة من أجل اكتمال المبلغ المحدد والبالغ 60 مليار جنيه مصري لإنجاز المشروع بأموال مصرية خالصة بعد أن تأكد الشعب وفقا لخطة سيادة الرئيسة السيسي من أن يكون المشروع ملكا خالصا للمصريين وأن يتم بسواعدهم وقوة إرادتهم الأمر الذي أدي إلي انتشار الروح الإيجابية والفرحة والفخر الذي عم جميع المصريين وجعلهم يتشرفون بالقيام بزيارة الموقع وتهنئة العاملين به من كافة الهيئات والمؤسسات والنقابات والقيادات ومن المصريين البسطاء، وهو ما دفع بجريدة الأسبوع المصرية لأن تقوم اليوم 11سبتمبر 2014 بزيارة تفقدية لبعض من مواقع الحفر وبخاصة المنطقة المحيطة بالمنصة التي دشن فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي المشروع مع ضيوفه من رجال القوات المسلحة وكبار رجال الدولة وبعض من ممثلي المجتمع المدني ومؤسساته وجاءت الجولة الميدانية علي النحو التالي : بدأت الزيارة من محافظة الإسماعيلية رقم 6 عندما انطلقت المعدية لتعبر بنا إلي الضفة الشرقية من القناة وهي رحلة لا تستغرق غير دقائق معدودة ولكنها تشعرك بقداسة القناة وقوتها وهيبتها وتذكرك بالحروب البطولية التي خاضها المصريون لاستردادها وعودتها للملاحة، كما تشعرك الرحلة بالفخر والكرامة عندما تري السفن العملاقة وهي تعبر من القناة وتسير أمامك فتدرك ما لموقع مصر من قيمة وبما حباه الله بها من ثروات، ثم سريعا ما تصل بك إحدي السيارات المارة إلي مواقع الحفر التي تنتشر في مواقع مختلفة ومحاذية لقناة السويس، وقد تجولت جريدة الأسبوع في بعض المواقع وصولا إلي منطقة المنصة التي تحول المكان من حولها حقيقة بعد قيام المعدات والآليات الكثيرة عبر رجال أشداء من سواعدنا المصرية بحفر أعماق كبيرة ونقل رمالها عبر أسراب من الشاحنات لأماكن بعيدة وهو ما يبشر بالخير بسبب الإنجاز الكبير الذي يتم وسهولة ويسر العمل برغم صعوبة حرارة الجو وغيرها من صعوبات العمل، ولكنك بالقرب من المكان تدرك عظمة المشروع وعظمة التفاف المصريون حول مشروع كبير لم يلتفوا حوله منذ زمن بعيد طامحين في مستقبل أفضل لبلادهم، ولا يفوتنا إلا أن نذكر أنه أثناء الرحلة لموقع المنصة ومناطق الحفر قابلنا الكثير من رجال وأفراد القوات المسلحة من أفراد الشرطة العسكرية ورجال القوات المسلحة والشرطة الذين رحبوا بنا بل ويرحبوا بكل الضيوف شاكرين لهم جهودهم لدعم المشروع ودعم العاملين به عبر زياراتهم الميدانية، إضافة إلي انتشارهم بشكل مكثف ودوري لحماية الأمن واستقرار العمل وهم في أهبة الاستعداد لأي مواجهات، ويذكر أيضا أن الحفر يبدأ من الساعة السادسة صباحا وينتهي في الرابعة عصرا وخلال هذا الوقت لا ينقطع الزائرون من ربوع مصر عن زيارة المكان، وقد التقينا ببعض الزائرين للموقع كان منهم عدد كبير يصل إلي 50 من أعضاء نقابة المعلمين بمحافظة أسوان وقد جاءوا عبر حافلة مجهزة استغرقت يومين للوصول للموقع من أجل مآزرة العاملين ومباركة المشروع، وقد جاءوا حاملين الأعلام وقاموا بتقديم الهدايا الرمزية من منتجات أسوان الغذائية وبعض أغطية الرأس الأسوانية إلي العاملين بالموقع وكذلك لرجال القوات المسلحة والكثير من الضيوف الذين حضروا إلي الموقع. والتقينا ب 'ياسين عبد الصبور' نقيب المعلمين بمحافظة أسوان، الذي يرأس الوفد وسألناه عن انطباعه وعن سبب قطعه مع زملائه تلك الرحلة الشاقة للوصول للمكان فأجاب: بأنه ورفاقه كانوا يحلمون بأن تعود مصر إلي مجدها يوما والآن ها هي تعود قوية من خلال استغلال وتقدير ثرواتها وباعتبارنا من محافظة تعج بالقيم والحضارة قررنا بأن نكون من أوائل الزائرين لهذا المكان الذي سيسجل لمصر تاريخا جديدا وحملنا معنا بعضا من أماني شعب أسوان لنهديها إلي كل الرجال الذين يعملون في هذا المشروع كما ندعم بقوة خطوات الرئيس السيسي ونبارك خطاه للمستقبل ونقول له مصر مليئة بالكنوز والثروات وأهمها شعبها وجيشها العظيم. وقال أحمد سليمان مكاوي الأمين العام لنقابة أسوان، أنه ومن خلال بداية الرئيس السيسي لهذا المشروع العالمي يتضح لنا رغم كيد الكائدين بأن مصر ستجدد التاريخ وتضيف لشعبها حضارة جديدة سوف يسجلها التاريخ بأحرف من نور، وقد جئنا وتحملنا الأعباء ومشقة السفر من أجل دعم المشروع وبمجرد وصولنا شبعنا من رمال سيناء الطاهرة واطمئننا علي مستقبل بلدنا وأولادنا. أما محمود علي سالم أمين عام نقابة كوم أمبو، فعبر عن فرحته وفخره بهذا المشروع الذي يراه مشروع العصر في بلدان العالم ويري فيه بشائر الخير لمصر ويقول أن الدليل علي خطانا القوية هو تماسك إرادة الجيش والشعب مع قيادة حكيمة حلمنا بها طويلا. ويري سالم، أن نجاح المشروع قد أقره المصريون عندما جمعوا في أسبوع واحد ما يقارب ال38 مليار جنيه وهم في طريقهم قريبا لاستكمال المبلغ المطلوب، ولن يكون في رأيه مشروع القناة هو المشروع الأخير بل يحلم بالقناة الجيدة التي تربط بين طابا وخليج العقبة ويأمل أن يتحد المصريين مع رئيسهم ويقفون في وجه الإرهاب الذي يهدد مصر والعالم. أما قناوي علي أحمد نقيب المعلمين بكوم أمبو، فيقول لم أتوقع أن أري هذا الجمال وهذا الإنجاز من قبل وتمنيت لو عدت ماشيا من أسوان إلي الإسماعيلية كل يوم لأري الإنجاز يتحقق لحظة بلحظة حتي أري السفن العملاقة تسير علي أراضينا بجانب القناة القديمة وتحيا مصر، وبجانب أهل أسوان الشرفاء التقينا بوفد كبير من شباب المعهد العالي للهندسة بمايو وقد جاءوا بملابس موحدة وقاموا بتقديم المياه والهدايا الرمزية باسم وزارة التعليم العالي إلي كل العاملين بالموقع وكذلك إلي الضيوف الحاضرين وكان منهم السيدة عايدة سليم رخا من محافظة الشرقية. وقد قامت بتقدم الحلوي إلي العاملين بالمشروع وسط فرحتها العارمة والزغاريد تعبيرا عن فرحتها بمصر والمصريين، وبعدها بدأت الكثير من الوفود تتوالي علي المكان الذي يعتبر مفخرة لكل المصريين ولهذا ندعوهم جميعا إلي زيارة هذا المكان ليتذكروا من خلاله أجدادهم ويقدموا العون والمدد لكل الذين يعملون في هذا المشروع الكبير.