قال المتحدث باسم حركة 'فتح' أحمد عساف، إن تصريحات القيادي في حركة حماس 'موسي أبو مرزوق' حول استعداد حركته التفاوض المباشر مع دولة الاحتلال الإسرائيلي لم يفاجئ أحدا. وأشار 'عساف' اليوم الخميس، إلي أن 'مفاوضات حماس السرية المباشرة وغير المباشرة مع إسرائيل من خلال وسطاء إقليميين ودوليين لم تنقطع يوما، مؤكدا أن التفاوض مع إسرائيل خارج إطار الشرعية الفلسطينية هو خيانة، متسائلا: منذ متي يتفاوض كل فصيل سياسي فلسطيني مع إسرائيل منفردا؟ ألا يمثل ذلك ذروة الخيانة والإمعان في تفتيت وحدة الشعب الفلسطيني وموقفه السياسي؟'. وأضاف أنه كانت لديهم معلومات طوال الوقت عن مفاوضات سرية تجريها حماس بشكل مباشر وغير مباشر حول قضايا إنسانية وأخري سياسية لا تحقق أهداف الشعب وتنتقص من ثوابتهم الوطنية مع إسرائيل. قائلا: إن ما يلوح به 'أبو مرزوق' يمثل تهديدا وابتزازا للقيادة الشرعية للشعب الفلسطيني من خلال استخدام ورقة التفاوض مع دولة الاحتلال وبشكل منفرد، معتبرا هذا الاستقواء بالاحتلال قمة الهبوط الأخلاقي والوطني وهو مرفوض رفضا قاطعا من الشعب الفلسطيني. وحول استخدام 'حماس' لورقة الدين وتكييفه لما فيه مصلحتها التنظيمية، قال 'عساف' إن الشعب الفلسطيني سئم استخدام حماس للدين بهذه الطريقة الانتهازية فتارة يفتون بأن المفاوضات حرام شرعا وتارة هي حلال، ويفتون بتكفير وقتل من يفاوض ويحللون لأنفسهم التفاوض بعيدا عن الشرعية الوطنية الفلسطينية. وأكد عساف أن المسألة ليست مجرد خلاف بين 'فتح' و'حماس'، كما تحاول 'حماس' والبعض تصويرها في الشارع الفلسطيني والعربي، إنما هي مسألة تأكيد علي مبادئ أساسية لا بد من إقرارها أولا لتصبح المصالحة ذات مغزي، مشيرا إلي مبدأ قرار السلم والحرب، فهل هو قرار من حق فصيل بعينه أن ينفرد به ويقود الشعب الفلسطيني إلي كارثة إنسانية وسياسية كالتي يعيشها أهالي قطاع غزة اليوم، أو مبدأ سلطة واحدة وقانون واحد وسلاح واحد. وتساءل: 'هل يمكن أن تتقدم مسيرة المصالحة وإعادة إعمار غزة في ظل وجود سلطتين علي الأرض'، كما دعا إلي تجاوز هذا الواقع المرير بأسرع وقت ممكن، ووقف كل أشكال الابتزاز الذي تمارسها 'حماس' من خلال خطفها لأهالي قطاع غزة ومحاولة خطفها للقرار الفلسطيني، مؤكدا أن أهل قطاع غزة هم من يدفعون ثمن سياسات وممارسات حماس بسبب تبعيتها للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان ونتيجة لتحالفاتها مع قوي إقليمية التي لا هم لها سوي استخدام الدم الفلسطيني والقضية الفلسطينية من أجل لعب دور أكبر في المنطقة.