أصدر القومي للترجمة حديثًا كتاب 'الحرب الباردة الكونية'من تأليف 'أود اّرنأأ وستاد' مدير مركز دراسات الحرب الباردة في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بلندن، له عدد كبير من المؤلفات أحدثها'مواجهات حاسمة:الحرب الأهلية الصينية 1946-1950'.، ومن ترجمة 'مي السيد محمد مقلد'، مترجمة في وزارة الخارجية، لها العديد من الأعمال المترجمة منها'حالات من الإضراب النفسي والعقلي'، 'الفكر السياسي في القرن العشرين'، ومراجعة 'طلعت الشايب'، وهو واحد من أهم المترجمين المصريين، ترجم وراجع أكثر من أربعين عملا نذكر منهم' حدود حرية التعبير'، 'الفنون تحت ضغط العولمة'، 'الحرب الباردة الثقافية' و'فكرة الاضمحلال في التاريخ الغربي'. يأتي الكتاب من شغف المؤلف بالدوافع لدي قوتي الحرب الباردة العظميين في سياساتهما في العالم الثالث، والتي رأي أنها بحاجة إلي إعادة فحص بعد أن أصبحت المادة الأرشيفية متوفرة، إلا انه أثناء البحث تحول موضوع الكتاب إلي ما هو أوسع، فقد وجد أنه من المستحيل فهم قرارات موسكو أو واشنطن دون الخوض في الجذور الأيدولوجية للتدخل أثناء الحرب الباردة لدي كل منهما، والتحولات في سياسات العالم الثالث التي عجلت بتدخلهما، فتحول العمل الذي بدا بوصفه كتابا عن التدخلات إلي كتاب عن عمليات التغيير في العالم الثالث. ويتضمن الكتاب مناقشة موسعة لجذور الثورات في العالم الثالث وسياقها وتدخلات القوي العظمي التي صاحبتها، حيث يهتم الكتاب بفترة السبعينات وأوائل الثمانينات عندما كان صراع القوي العظمي في العالم الثالث أبلغ الأثر علي الحرب الباردة، كما يُعني الكتاب بفهم الحرب الباردة في ضوء التجربة الاستعمارية، حيث تتحدث الفصول الثلاثة الأولي عن الجذور الأيدلوجية والسياسية للحرب الباردة في العالم الثالث ويكشف عن دوافع الزعماء الأمريكيين والسوفيت و فترة ما بعد الاستعمار من منظور تاريخي، حيث يناقش الفصل الأول تطور الفكر الأمريكي عن الشعوب غير الأوروبية وعلاقاتها بالهوية الأمريكية والسياسة الخارجية. ويجادل بأن المناقشات حول الحرية والتقدم والمواطنة في السنوات الأولي من عمر الجمهورية قد وضعت نموذجًا للتدخل في العالم الثالث استمر حتي هذا اليوم، أما الفصل الثاني فيتناول جذور الفكر الروسي عن العالم الثالث منذ بداية الإمبراطورية حتي حقبه ما بعد ستالين، وينهي الفصل الثالث هذه النظرة إلي الجذور التاريخية للأفكار والأيدلوجيات بالتركيز علي مقاومة العالم الثالث للاستعمار الأوروبي وتطور الأشكال المختلفة من الحركات الثورية المناهضة للاستعمار، حيث يشرح كيف اختار بعض زعماء العالم الثالث أن يتحالفوا مع إحدي أيديولوجيتيه المتنافستين، بينما وقف آخرون يعارضون كلتيهما.أما الفصلان الرابع والخامس فيشرحان العلاقة المتبادلة بين النجاح المطرد للمقاومة المناهضة للاستعمار ونشأة تدخل الولاياتالمتحدة أثناء الحرب الباردة، الفصل الرابع يقول بأنه في الفترة الزمنية ما بين 1945 إلي 1960 ساعدت الولاياتالمتحدة من خلال سياساتها في أفريقيا وأمريكا اللاتينية في خلق العالم الثالث باعتباره مفهوما ذا معني في السياسات الدولية، يرمز إلي المقاومة ضد الهيمنة الغربية، ويتفحص الفصل الخامس السياسة الخارجية لكوبا وفيتنام في معارضة السيطرة الأمريكية، وكيف أنهما مثلتا بؤرتين لإلهام الحركات الثورية في كل مكان من العالم. أما الفصول من السادس إلي الثامن فتتضمن الحالات الرئيسية للتدخل في العالم الثالث أثناء الحرب الباردة، حيث يتيح الفصل السادس نظرة عامة علي العوامل الدولية للصراع ضد العنصرية و الاستعمار في افريقيا الجنوبيه ويركز أيضًا علي الحرب الأهلية الانجولية وتدخلات الحرب الباردة التي صاحبتها، بينما يشرح الفصل السابع الثورة الإثيوبية وارتباطها بالولاياتالمتحدة والاتحاد السوفيتي علي وجه الخصوص، بينما يبرز الفصل الثامن كيف أن نمو الإسلامية في كل من إيرانوأفغانستان ساعد علي تحطيم المؤسسات الحداثية في النظامين، وكيف عزم الاتحاد السوفيتي علي التدخل لكي يعيد إنشاء نظام تحديثي اشتراكي في كابول الفصلان الأخيران والخاتمة يقدمون نقاشًا حول الحرب الباردة في العالم الثالث في الثمانينات وأثرها حتي وقتنا الحالي، حيث يوضح الفصل التاسع هجوم ريجان علي الأنظمة الثورية وعلي الاتحاد السوفيتي في أفغانستان وانجولا وأمريكا الوسطي، كما يناقش التغيرات الاقتصادية والأيدلوجية والتي أدت الي نجاح الهجوم، ويوضح الفصل العاشر كيف قرر ميخائيل جورباتشوف بعد فترة وجيزة من التورط النشط، أن يسحب الاتحاد السوفيتي من التدخل في صراعات العالم الثالث وكيف حاول وفشل في بناء نظام عالمي حول مبادي حق تقرير المصير لدي الدول.أما الخاتمة فهي عبارة عن تقييم لأثر الحرب الباردة علي العالم الثالث، وكيف اشعلت المقاومة المستمرة ضد الهيمنة الأجنبية، كما تناقش كيف أضعفت سياسة التدخل كلا من الاتحاد السوفيتي والولاياتالمتحدة وكيف ظلت تفسد أيديولوجية السياسة الخارجية الأمريكية اليوم.