قال الدكتور حسن خليل غريب الباحث والكاتب اللبناني الشهير أنه منذ أن انطلقت الأصولية الدينية السياسية علي يد الإخوان المسلمين لم تبق موحدة الرؤية ولا موحدة القرار، بل تشرذمت حركة الإخوان المسلمين إلي عشرات التيارات التي يكفر البعض منها البعض الآخر. ولأن استراتيجية الدول الرأسمالية كانت قائمة، منذ الخمسينيات من القرن العشرين، علي إعادة تقسيم الأمة العربية علي قواعد دويلات طائفية. ولأن الدويلات الطائفية، وكما أكدت وقائع التاريخ، تبقي في حروب دائمة لأن كل واحدة منها تعتبر أنها مكلَّفة بتطبيق الشريعة 'الإلهية' ب'أمر إلهي'، بينما الطوائف الأخري هي إما 'كافرة' وإما 'ضالة' وإما 'مرتدة' يجب قتالها. ولهذا السبب لا يمكن لأي وحدة سياسية للوطن العربي أن تقوم لها قائمة في ظل وجود التيارات الإسلامية الأصولية. بل تبقي الأمة العربية مفتتة إلي ما شاء الله . واضاف 'غريب ' في تصريحة الخاص لبوابة الأسبوع تمر الأمة العربية اليوم بمرحلة مخاض عسير، في عصر انتشار التيارات الأصولية التي يكفر البعض منها البعض الآخر. وأكد الباحث اللبناني أن الأنتشار الواسع للجماعات الأصولية المتطرفة لا يمكن أن يتم من دون احتضانها من قبل القوي الرأسمالية الكبري. واشتد الصراع بين تلك التيارات في مرحلة ما تسمي ب'الربيع العربي' عندما نزل إلي الساحة تنظيم 'ولاية الفقيه' منذ أوائل الثمانينيات من القرن الماضي. ولهذا لم يبق الصراع محصوراً بين التيارات الأصولية السنية، بل اتخذ الصراع طريقه بين المشروعين السني والشيعي. وما نلمسه في العراق وسورية، وحالياً في لبنان، من صراع 'سني – شيعي' إلاَّ قمة الصراع الدموي، وسيبقي القتال مستمراً بين 'التيارات السنية نفسها' وبينها وبين المشروع الشيعي