عرض تنظيم أنصار الشريعة المحظور في تونس في بيان له اليوم الاثنين علي قوات الأمن والجيش عقد 'صلح' في أعقاب الهجمات الإرهابية الأخيرة. ونشر التنظيم الذي يقود أتباعه المتمركزين في الجبال والمرتفعات ضمن كتيبة عقبة ابن نافع العمليات الإرهابية ضد قوات الأمن والجيش بيانا علي الصفحة الإخبارية للتنظيم بموقع التواصل الاجتماعي 'فيسبوك' بمناسبة عيد الفطر. وتضمن البيان وهو الثاني خلال أسبوع تحذيرا جديدا لقوات الأمن والجيش في أعقاب حملة الاعتقالات والإيقافات التي شملت العشرات من المحسوبين علي التيار السلفي المتشدد ومن يشتبه بضلوعهم في العمليات الإرهابية الأخيرة. وجاء في البيان 'إنكم تبرهنون عن غبائكم الفادح في عدم استغلال الفسحة التي أتيحت لكم في وقت سابق، بل وقرأتم حلمنا عنكم جبنا وتغاضي شبابنا عن بعض من قدروا عليهم مذلة وخنوعا'. وأضاف 'ما الأحداث التي شهدتها أرض القيروان منذ مايو الفارط علي أيدي الإخوة المجاهدين المتمركزين بالجبال إلا خير برهان علي أنكم لا تفهمون إلا منطق القوة ولا تسمعون إلا صوت الرصاص'. وعرض التنظيم المحظور إبرام الصلح مع الأمن والجيش لكنه لم يوضح كيف ومتي وما طبيعة بنود الصلح، وأوضح التنظيم في البيان اليوم 'اختاروا، فإن كنتم تريدون السلام والصلح، فتعالوا إلي كلمة سواء بيننا.. وإن اخترتم الحرب فأنتم وما أردتم، والثأر لشهدائنا وأسرانا باق ما بقينا'، ولم تعلق الحكومة التونسية بعد علي البيان. وكان الرئيس المؤقت المنصف المرزوقي عرض في مايو الماضي العفو لمن يعلن التوبة ويلقي السلاح 'من المغرر بهم ومن لم تلطخ أيديهم بالماء' بينما أيدت قيادات في حركة النهضة السير علي منوال مبادرة 'الوئام المدني' في الجزائر وإطلاق حوار مع المتشددين المتحصنين في الجبال لإنهاء موجة العنف. وأول أمس السبت توعدت كتيبة عقبة ابن نافع التابعة لأنصار الشريعة والمتمركزة بجبل الشعانبي في بيان لها بتوجيه ضربات جديدة إلي الأمن والجيش وبتوسيع نطاق عمليات لتشمل المدنيين المعارضين لتطبيق الشريعة. وخلال نحو أسبوعين فقد الجيش التونسي 17 جنديا فيما جرح 25 آخرون في هجومين منفصلين بجبل الشعانبي بولاية القصرين وفي جبال ورغة بجهة الكاف علي مقربة من الحدود الجزائرية غربا. وتعد هذه أعلي حصيلة يشهدها الجيش التونسي منذ عقود طويلة وتحديدا منذ المواجهة المسلحة مع بقايا قوات الاستعمار الفرنسي في مدينة بنزرت أقصي شمال تونس عام 1961