استقبل مستشفى أم المصريين بالجيزة، صباح اليوم الأربعاء، 23 مصاباً ومتوفى جميعهم أقباط جرّاء أحداث الشغب، التى وقعت أمام محافظة الجيزة وكنيسة العمرانية بسبب أزمة البناء بكنيسة الدائرى. وصرّح مصدر طبى من داخل المستشفى بأن قسم الطوارئ استقبل ما يقرب من 23 مصابًا مسيحيًا فى الفترة من 45. 7 دقيقة صباحاً حتى الساعة التاسعة بالإضافة إلى وصول شاب مسيحى متوفى يدعى ماكاريوس جاد شاكر "19 سنة" وتتراوح أعمار المصابين بين 20 و 47. كما أكد المصدر أن جميع الحالات المصابة مستقرة إلى جانب حالة واحدة فى غرفة العمليات حالياً، وأعلن مستشفى أم المصريين حالة الطوارئ القصوى تحسبا لاستقبال أى حالات جديدة فى تلك الأزمة مؤكدة أن قسم الطوارئ يعمل على مدار الساعة لمتابعة أى حالات جديدة. وقد انتقل فريق من النيابة العامة، بإشراف المستشار مجاهد على مجاهد المحامى العام الأول لنيابات جنوبالجيزة، إلى مبنى محافظة الجيزة حى العمرانية، لإجراء معاينة للتلفيات وعقب انتهاء المعاينة توجه فريق النيابة إلى مستشفى أم المصريين والهرم" لسماع أقوال المصابين. من ناحية أخري وصف نجيب جبرائيل رئيس منظمة الاتحاد المصرى لحقوق الإنسان، إن اقتحام الأقباط لمبنى محافظة الجيزة وإحداث تلفيات به، هو رد فعل طبيعى لاعتداءات الأمن عليهم فى السادسة صباحا، مشيرا إلى أن 16 سيارة أمن مركزى بمديرية أمن الجيزة اقتحمت كنيسة العمرانية فى السادسة صباحا واستخدمت الرصاص المطاط على الأقباط، بالمخالفة للمعايير الدولية لحقوق الإنسان.. حسب قوله. بدأت الاشتباكات صباح اليوم عندما اصطف عشرات المسيحيين أمام الكنيسة للاحتجاج علي قرار الشرطة بإزالة مبني مخالف ، حيث حصل الاقباط علي ترخيص أرضي وثلاثة أدوار كمبني خدمات لكنه حولوه بعد ذلك لكنيسة، وهو أمر مخالف لقانون البناء الموحد رقم 119 لسنة 2008. وتوجه العشرات من المسيحيين إلي مبني محافظة الجيزة بشارع الهرم واعتصموا أمامه مطالبين بوقف قرار الازالة ، واستخدموا أسلحة بيضاء وقاموا بإلقاء الحجارة باتجاه قوات الأمن التي ردت بدورها باطلاق أعيرة نارية في الهواء وقنابل مسيلة بالدموع لتفريق المظاهرين. وذكر شهود عيان أن المتظاهرين قاموا بتكسير السيارات بجوار مبني المحافظة ، فيما تحولت المنطقة إلي ما يشبه بثكنة عسكرية ، حيث توجهت 12 سيارة أمن مركزي وفرضت كردونا أمنيا حول المنطقة، لمنع أي أحداث شغب بعد أن قطع العشرات الاثنين الطريق الدائري لمدة ساعة. وتفيد المعلومات بأن المدارس في المنطقة فتحت أبوابها أمام الطلاب للخروج ودعتهم إلي عودة لمنازلهم ، خشية المزيد من التصعيد. وكان أحد كهنة الكنيسة قال أمس الثلاثاء في تصريحات صحفية "إنهم حصلوا علي ترخيص بناء قبل 3 أشهر، وبدأ البناء منذ شهرين، ولكن مهندسي الحي جاؤوا ليؤكدوا أن بناء الكنيسة مخالف للرسومات التي تم تقديمها، وبناء عليه تم وقف أعمال البناء". وأضاف "أن اعتراض المهندسين كان بسبب عدم وجود سلم إضافي خلفي للكنيسة 'سلم طوارئ'، وأن نائب رئيس الحي أكد لكهنة الكنيسة أن البناء سيتم إيقافه حتي يتم حل أزمة السلم". وكان سيد عبدالعزيز محافظ الجيزة قد أعلن الثلاثاء تشكيل لجنة لدراسة الوضع القانوني الآن لتحويل المبني إلي كنيسة وذلك في حال التزام المواطنين والشباب بفض التظاهر، وتقديم الرسومات إلي اللجنة لدراستها وفقا للقانون. وتختص اللجنة بعمل دراسة قانونية لوضع الكنيسة التي حصلت علي ترخيص كمبني خدمات، علي أن يتم تعديل الرسومات الهندسية لها وفقا للقانون بالإضافة إلي حل الأزمة وعدم التظاهر مرة أخري.