بعد ساعات من الإعلان عن قيام كوريا الشمالية بإطلاق عشرات من قذائف المدفعية علي جزيرة تابعة لجارتها الجنوبية ، كشف مصدر دبلوماسي فرنسي مطلع في نيويورك مساء الثلاثاء أن مجلس الأمن سيعقد جلسة طارئة لمناقشة الأزمة العسكرية بين الكوريتين. وكان جيش كوريا الجنوبية أعلن في بيان له في وقت سابق أن كوريا الشمالية أطلقت الثلاثاء عشرات من قذائف المدفعية علي جزيرة تابعة لها وأن النيران اندلعت في عدد من المباني بالجزيرة . وأشار البيان إلي مقتل 3 جنود من كوريا الجنوبية وإصابة 17 آخرين في القصف المدفعي الكوري الشمالي لجزيرة يونبيونج ، مؤكدا أن الجيش الكوري الجنوبي رد علي القصف. وأظهرت اللقطات التليفزيونية أعمدة الدخان تتصاعد من الجزيرة ، وقال شاهد عيان إنه تم اجلاء سكان جزيرة يونبيونج قبالة الساحل الغربي لشبه الجزيرة الكورية وهي قريبة من حدود متنازع عليها في المياه الاقليمية. ووصفت كوريا الجنوبية هجوم المدفعية الذي شنته نظيرتها الشمالية بأنه "استفزاز عسكري واضح" ولوحت بالرد بقوة علي جارتها الشمالية في حال قيامها بأعمال "استفزازية" أخري . وفي المقابل ، توعدت قيادة جيش كوريا الشمالية الثلاثاء بشن هجوم عسكري "بلا رحمة" ضد جارتها الجنوبية واتهمت الجيش الكوري الجنوبي ببدء إطلاق الرصاص نحوها. وجاء التطور السابق الذي وصفه البعض بأنه واحد من أعنف الاشتباكات منذ انتهاء الأعمال القتالية في شبه الجزيرة الكورية في 1953 في الوقت الذي يزور فيه مبعوث أمريكي المنطقة بعد الكشف عن مضي كوريا الشمالية قدما في أنشطة تخصيب اليورانيوم. وفي رد فعل متوقع ، أدانت الولاياتالمتحدة "بشدة" القصف الكوري الشمالي علي جزيرة كورية جنوبية ، فيما أعربت الصين عن "قلقها" لتلك الحادثة . وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية :"نأمل أن تتحرك الأطراف بشكل أكبر للمساهمة في السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية". وطالبت الصين باستئناف المباحثات بين الدول الست المعنية بالبرنامج النووي الكوري الشمالي بعد ان تم الكشف عن مصنع لتخصيب اليورانيوم في كوريا الشمالية. ومن جانبها ، حذرت روسيا من "تصعيد" الوضع في شبه الجزيرة الكورية ، ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن مصدر في الخارجية الروسية القول : " من المهم ألا يؤدي هذا إلي تصعيد في الوضع في شبه الجزيرة الكورية". وبدوره ، قال رئيس الوزراء الياباني ناوتو إنه أمر وزراءه بالاستعداد لكافة الاحتمالات". ويأتي التصعيد الجديد وسط أجواء توتر علي الحدود بين الكوريتين بعد غرق بارجة كورية جنوبية في مارس/ آذار الماضي والتي حملت سول مسئوليته لبيونج يانج.