لماذا لا يتحرك معالي رئيس الوزراء، وهو يري دماء، وأشلاء أبنائنا الشهداء، من الجيش والشرطة، وهي تتطاير كل يوم، بفعل إجرام الإخوان، وربائبهم في التطرف، والإرهاب؟! ومتي يخرج علينا معاليه، فيعلن الحرب الحقيقية علي الإخوان في دواوين حكومته الموقرة، بعد أن انتشروا في ردهاتها، ودواليبها، فعاثوا فيها تخريباُ، وسيطرة؟! فما أعرفه عن قوة الإخوان، وتوغلهم في أجهزة الحكومة، لا أستطيع البوح به، فأنا رجلٌ لا أقوي علي مواجهة الإخوان بمفردي، ورحم الله امرءاً عرف قدر نفسه! فبرغم متانة، وقوة الضربات التي وجهها نظام الزعيم/ جمال عبد الناصر إلي تنظيم الإخوان في خمسينيات، وستينيات القرن الماضي، إلاَّ أنه- مع الأسف المر- لم يستطع القضاء عليهم قضاءً تاماً! كذلك عجز نظام كلٍّ من: السادات، ومبارك علي تحقيق أمل المصريين في العيش في وطن بلا إخوان، ولا سلفيين! فلماذا قوي تنظيم الإخوان في ظل هذه الملاحقات، وتلك الاعتقالات، وقوة التصفيات التي قامت بها هذه الأنظمة؟! وبقي التنظيم الإخواني العنكبوتي متغلغلاً في جسد الدولة المنهك، يعيث فيه فساداً، وإفساداً، حتي بعد رحيل ناصر، والسادات، وتنحي مبارك، ومجئ ثورة 30 يونيه، بل حتي الآن؟! للأسف، فلم تخرج علينا أجهزة الدولة المعنية بدراسة علمية موثَّقة حول هذه الظاهرة الخطيرة! كذلك، لم نجد باحثاً يعطي هذه القضية مزيد اهتمام، لكي نعرف أسباب عدم مقدرة هذه الأنظمة المتتابعة علي كبح جماح هذه الجماعة، واستئصالها إلي الأبد، ولماذا بقي تنظيم الإخوان علي مر العصور؟! ولو رجعنا إلي الوراء كثيراً، لعرفنا لماذا استطاع صلاح الدين الأيوبي القضاء علي أركان، وبنيان الدولة الفاطمية في مصر.. قضاءً تاماً، فلم نسمع بها، ولا بأنصارها حتي الآن! ولو قرأ القائمون علي الأزهر الشريف، والأوقاف خطة صلاح الدين في ذلك، لَما وجدنا الإخوان يحرقون جامعة الأزهر، ولا يحتلون منابر الأوقاف جهاراً نهاراً! ولو اهتم الدكتور/ جابر عصفور-وزير الثقافة- مثل اهتمام صلاح الدين، فأصدر المطبوعات التي تكشف بهتان الإخوان، وعمالتهم، وجعل شعاره: حرب الإخوان ثقافياً، لَما سرق الإخوان عقول أبنائنا، وأعادوا تشكيلها من جديد، وفق سياساتهم التآمرية نحو مصر! ولو صنع وزير التعليم صنيع صلاح الدين، فقرَّر بدايةً من دور الحضانة، والتعليم الابتدائي مقرَّرات بسيطة تقول لهؤلاء الصغار: مصر في القلب، والإخوان هم الشيطان! لكانت أجيالنا الجديدة تعرف مقدار مصر، ومكانتها.. وتعرف أيضاً خطورة الإخوان، وإرهابهم! ولو وضع وزير الشباب والرياضة هذه القضية الجوهرية في حسبانه، فأصبحت شغله الشاغل، لَما وجدنا شبابنا يلقي المولوتوف علي مؤسسات الدولة! ولو اهتم وزير التنمية المحلية بشباب الأرياف، والصعيد، وجعلهم مشروعه الأول، والأخير، لَما وجدنا شباب الريف النقي يقع فريسةً لمكر الإخوان، وآلاعيبهم الشيطانية! ولو كان معالي/ رئيس الحكومة يضع في أولوياته الإجهاز علي فكر الإخوان، ومصادر تمويلهم، وأجنحتهم الإدارية الفاعلة، لَما وجدنا أحوالنا هكذا.. عجزاً، وفوضي، وتخبطاً! فلماذا لا يتم مصادرة الأموال التي تأتي إلي الإخوان من تركيا، وقطر، لتمويل التخريب، والتظاهرات الإرهابية كل يوم؟! وأين أجهزة الدولة، والرقابة، والمتابعة، والمعلومات في ضبط حركة، وتنقل هذه الأموال، ودخولها إلي البلاد، وتوزيعها علي القطيع الإخواني، وغير الإخواني من المأجورين، ومن المرتزقة؟! ولماذا لم يتم مصادرة أموال الإخوان، تلك المليارات التي نُحارَب بها الآن؟! فهل لا يراها المسئولون، أم.. أم؟! لا جرم، أن الوطن أغلي من الوظائف، والأهل، والنفس! فكيف صنع صلاح الدين معجزته تلك، وفشلنا نحن في تحقيقها هذا الفشل الذريع؟! باختصار، نجح هذا المصري العظيم، لأنه ملأ الفراغ بشئٍ آخر، نافعٍ للناس! أي أنه لم يطردهم، ويقتلهم فقط! بل، كان يمتلك فكراً استطاع من خلاله أن يقنع الناس، كل الناس بأن أفكار الشيعة خاطئة، وأن البديل، هو المذهب السني، الوسطي المعتدل! بل، قرَّر صلاح الدين تدريس هذه المناهج الجديدة في الأزهر، وفي غيره من المساجد، ودور العلم، لتعريف الشعب، وتوعيته! فماذا صنعت حكومتنا الجليلة؟! كلام، وكلام، وكلام فقط! وتركت العمل، والتخطيط، والتنفيذ للإخوان الماكرين، فكانت الطامة الكبري، التي نحياها اليوم! وأقولها لوجه الله، ثم للتاريخ: لن يستطيع هذا النظام حرب الإخوان، وتصفية تنظيمهم فكرياً، وأيديولوجياً، واقتصادياً، وسياسياً، إلاَّ لو وضع خطة خمسية، عمادها الفكر، ويقوم عليها خبراء في علوم: النفس، والتربية، والسياسة، والدين، والاجتماع، واللغة، والأدب، والاستراتيجية، والأمن، والتاريخ، لوضع مناهج حقيقية، وبرامج تطبيقية يمكن تنفيذها في الواقع المعيش المهترئ! برامج نافعة، عاقلة، تخاطب الطفل، والمرأة، والشيخ، والجاهل، وتُعرِّف الجميع أن الإخوان لا علاقة لهم بالوطن، ولا بالإسلام، لأنهم تنظيم انتهازي، سياسي، عابر للدول، تآمري، شيطاني، إمبريالي، ما أنزل الله به من سلطان! في مقرّراتٍ يتم توزيعها علي الجميع بالمجان! عنذئذٍ فقط، نصحو كما صحا صلاح الدين الأيوبي، وصحت معه مصر كلها، فلم تجد علي أرضها الطاهرة شيعياً فاطمياً! كذلك، لو طبَّقنا هذه السياسة الوطنية، لصحونا بعد سنواتٍ قلائل، فوجدنا مصر تزهو، وتضحك من قلبها النقي، وهي تفاخر علي الملأ، بأنها قضت علي الإخوان إلي الأبد! فساعتها فقط، نستطيع أن نقول للدنيا: لقد انقرض الإخوان إلي غير رجعة، فهنيئاً يا بني البشر! أمّا غير ذلك، فهو الحرث في البحر، والسير في الهواء، والسراب القاتل! هذه كلمتي، خالصة فداءً لوطني الغالي.. يا معالي رئيس الحكومة المبجل! فهل يوجد مَن يُلقي السمع، ويستفيد، وهو شهيد؟!