ذكر الكاتب الأمريكي ديفيد إجناتيوس، أن الجنرال عاموس يادلين، رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق والرئيس الحالي للمعهد الوطني الإسرائيلي للدراسات الأمنية، قدم اقتراحًا من شأنه كسر قبضة حركة المقاومة الإسلامية حماس علي قطاع غزة. وأقر إجناتيوس في مقال له نشرته صحيفة 'واشنطن بوست' الأمريكية علي موقعها الالكتروني اليوم الثلاثاء، بصعوبة الإجابة عن التساؤل الخاص بهدف إسرائيل الحقيقي من وراء حربها الأخيرة في غزة، لكنه رأي أن مأساة هذا النهج العسكري هو أنه يجلب الموت والدمار دون تغيير في الوضع القائم. وقال إن إسرائيل تحارب الآن وهي تدرك إمكانية العودة مرة أخري إلي بضع سنوات مضت لشل القدرات العسكرية لحركة حماس، فيما قدم الجنرال يادلين مقترحًا يعتمد جوهره علي الاستفادة من ضعف حماس من خلال السماح للفلسطينيين بتشكيل حكومة وحدة وفقا للتسوية التي تمت بين حركتي فتح وحماس في شهر أبريل الماضي. ويقول يادلين إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رفض هذه الفكرة في السابق, رغم أن اتباع هذا النهج القائم علي تشكيل حكومة الوحدة يعد أفضل وسيلة للمضي قدما في كسر قبضة حماس علي غزة. ويستند جوهر مقترح يادلين حسبما قال إجناتيوس - علي حقيقة أن حماس لن تكون أضعف مما أصبحت عليه الآن، معتبرًا أن استراتيجيتها في الحرب تغلفها الفوضي، فصواريخها لم تنجح في ضرب المدن الإسرائيلية ولم يتمكن مقاتلوها من التسلل عبر الأنفاق وتنفيذ عمليات انتحارية أو جراء عمليات اختطاف، فيما انهارت قاعدتها في سوريا كما طيح برعاتها في جماعة الإخوان المسلمين من السلطة في مصر. وقال إجناتيوس إن أكبر نقاط ضعف حماس تكمن حاليا في انخفاض شعبيتها بين الفلسطينيين في غزة، مستشهدا باستطلاع للرأي نُشر في شهر يونيو الماضي أظهر أن نحو 70% من الغزاويين يرغبون في مبادرة مستمرة لوقف إطلاق النار مع إسرائيل، بينما يريد 57% تشكيل حكومة وحدة مشتركة بين حماس وفتح، ويعتقد 73% ممن شملهم الاستطلاع أن نهج المقاومة غير العنيف قد يترك آثارا إيجابية. ويري يادلين أن إسرائيل يجب عليها تشجيع ما يريده الفلسطينيون، ويجب علي إسرائيل تحديدًا أن توقف هجماتها علي غزة إذا وافقت حماس علي قبول المبادرة المصرية وتلتزم بنزع الصواريخ والأسلحة الثقيلة الأخري في غزة.