العملية تستعيد سيناريو مذبحة 'رفح' والهدف فتح جبهة جديدة من الجنوب!! قبيل الافطار بقليل، تكرر سيناريو مذبحة رفح، عملية ارهابية خسيسة استهدفت أحد معسكرات حرس الحدود عند نقطة كمين الكيلو '100' بواحة الفرارة.. كان الضباط والجنود يستعدون لساعة الافطار، بعضهم كان منهمكا في الاعداد لهذه اللحظة.. فجأة توجهت ثلاث سيارات دفع رباعي تحمل علي متنها نحو 112 إرهابيا إلي المعسكر، بدأوا في اطلاق سيل من الرصاص، وطلقات الآربجيه، استمر القتال لأكثر من نصف ساعة، قاتل فيها رجال المعسكر بكل قوة وجسارة، قتلوا أربعة من الارهابيين.. كان المعتدون قد أعدوا أنفسهم جيدًا، أسلحة متقدمة، وعناصر مدربة تدريبا عاليا، وجهوا طلقات الآربجيه إلي المبني ليحسموا المعركة مبكرا، أصابوا مخزن الذخيرة الذي انفجر علي الفور فأوقع العديد من الشهداء والجرحي.. في دقائق معدودة كانت الحصيلة 21 شهيدا وأربعة من الجرحي، كان الخبر صادمًا، تحرك رجال المنطقة الجنوبية، بدأوا إجراءات أمنية مشددة، غير أن الارهابيين اختفوا علي الفور، وغاصوا في رمال الصحراء بعيدًا.. اهتز الضمير الوطني، تذكر الناس مذبحة رفح التي دبرها الإخوان الارهابيون بدعم من الرئيس المعزول محمد مرسي في الخامس من أغسطس 2012.. نفس السيناريو 35 ملثما جاءوا عبر الانفاق، قسموا أنفسهم إلي عدة مجموعات، توجهوا إلي منطقة كمين 'الحرية' جنوب منطقة رفح، بعد دقيقة واحدة من مدفع الافطار، توقفت السيارات المهاجمة 'دفع رباعي أيضا'، هبط منها الارهابيون، ووجهوا رصاصاتهم الغادرة فقتلوا ستة عشر جنديا وأصابوا سبعة آخرين. قتلوهم بدم بارد، كانوا يريدون مبررًا لمحمد مرسي، لإجراء تعديلات في القيادة العسكرية في هذا الوقت، فكانت قرارات 12 أغسطس بعزل المشير طنطاوي والفريق سامي عنان وقادة الأفرع الرئيسية.. في هذه المرة أراد الارهابيون أن يفتحوا جبهة جديدة لقد نجحت القوات المسلحة في تصفية غالبية البؤر الارهابية الاجرامية، اجهضوا مخطط قيام الامارة الاسلامية، واقامة دولة غزة الكبري باتفاق اسرائيلي أمريكي إخواني، فكان طبيعيا أن تتحرك عناصر الارهاب عبر أكثر من اتجاه.. لم يعد هناك فارق بين أن يحمل الارهابيون علم القاعدة أو غيرها، فالمؤامرة اخوانية صرفة، بل حتي الجماعة لم تدن الحادث، كيف تدينه وهي متورطة فيه حتي النخاع؟! لم يعد هناك فارق بين ما يقوم به العدو الصهيوني ضد الأبرياء من أبناء شعبنا الفلسطيني في غزة، وبين ما تقوم به جماعة الإخوان الارهابية والمنظمات التابعة لها ضد أبناء الشعب المصري ومؤسساته المختلفة.. فلماذا صمت العالم عن إدانة هذه الجرائم الارهابية التي ترتكب في مصر؟! دعونا نقول بصراحة ووضوح: إن هناك مؤامرة دولية واقليمية ومحلية تستهدف اسقاط نظام الرئيس السيسي وصولا إلي اسقاط الدولة، أمريكا ليست بعيدة عن المخطط، التصريحات الأمريكية المعادية لمصر لا تريد أن تتوقف، التحركات السرية والاتفاقات التي تجري من خلف الستار مع الإخوان وقطروتركيا تتضح خيوطها يومًا بعد يوم، إنهم يريدون فرض أجندتهم علينا، تأملوا معني تأجيل ثم إلغاء زيارة وزير الخارجية الأمريكي 'جون كيري' إلي مصر، لقد أراد تمرير المبادرة المصرية عبر البوابة الأمريكيةالقطرية التركية. لقد وجهت واشنطن اللوم إلي مصر لأنها أطلقت مبادرة لوضع حد للعدوان الاسرائيلي دون التشاور معها، نسيت واشنطن أن زمن التبعية قد ولي دون عودة، أرادوا فرض شروطهم، لكن الرئيس السيسي رد عليهم علي الفور بالاعتذار عن المشاركة في القمة الامريكية الافريقية التي ستعقد في شهر أغسطس المقبل بحضور الرئيس الأمريكي باراك أوباما. إن وقائع وتفاصيل ما يجري تمثل مرحلة جديدة في سيناريو المواجهة بين القوي المتحالفة التي تتبني مشروع الشرق الأوسط الجديد وبين مصر ودول المنطقة من جانب آخر. .. لقد ظن البعض أنه بمجرد وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي إلي سدة الحكم في البلاد قد انتهي المخطط أو تراجع إلي حين، غير أن الحقائق علي الأرض أكدت أن الواقع مختلف تماما، فالمؤامرة مستمرة، وتعبر عن نفسها من خلال سيناريوهات عديدة.. فقطر التي قيل إنها أبدت التزاما بقرار دول مجلس التعاون الخليجي في ابريل الماضي، لا تزال تمارس دورها التآمري، سواء في تمويل الإرهاب واحتضان الإخوان أو في استمرار اطلاق بوق قناة الجزيرة الذي يبث سمومه ويمارس أسوأ عملية عهر إعلامي شهدها التاريخ!! لا يزال هذا الأمير 'العابث' وعصابته المجرمة يسخرون أموال الشعب القطري في الحض علي الفتنة ضد مصر وضد دول الخليج ودول المنطقة بأسرها، لقد ظن البعض أنه برحيل والده ورئيس وزارئه عن الحكم في البلاد فإن صفحة جديدة سوف تفتح، غير أن من توقعوا ذلك نسوا أو تناسوا أن حكام قطر أصبحوا فقط مجرد ألعوبة يمارس البعض من خلالها كل أنواع القتل والدمار وصولاً إلي مخطط التقسيم والحرب الأهلية.. أما تركيا فحدّث ولا حرج، فهذا الطاغية أردوغان، الذي يمارس القهر ضد شعبه، هو الآخر يسعي إلي استعادة حلم الدولة العثمانية ولكن علي أنقاض المنطقة بأسرها، فبعد مؤامرة سوريا وداعش، راح يستمر في نهجة التحريضي ضد مصر ودعمه لعناصر الارهاب الاخواني وراح يتباري مع قطر في تنفيذ السيناريو الخسيس الذي تحركه أياد صهيونية استعمارية.. انطلاق المؤامرة هذه المرة من الجنوب يعني أن عناصر الإخوان وتابعيهم بدأوا في توسيع دائرة المعركة، بهدف تشتيت القوات وإثارة حالة من عدم الاستقرار في المناطق الحدودية.. فإذا عرفنا أن المكان الذي تم اختياره لتنفيذ العملية الارهابية التي وقعت مساء السبت هو محافظة الوادي الجديد، فنحن هنا نتحدث عن منطقة تبلغ مساحتها نصف مساحة مصر كلها وتمتد طولاً من الجيزة شمالاً وحتي الواحات البحرية جنوبًا.. لقد استطاع الارهابيون أن يجروا اتفاقا مع عناصر المهربين وتجار البشر والمخدرات لمساعدتهم في تنفيذ مخطط القتل والتخريب، فالمهربون أدري بطرق الصحراء، وعبرها يقومون بعمليات تهريب واسعة، ولذلك وجدت عناصر الارهاب من يسهل لها المهمة ويساعدها علي الهرب. ولا يتوقع في ضوء ذلك أن ينتهي الأمر عند هذا الحد، فهناك قرار من التنظيم الدولي للإخوان باشعال هذه المنطقة، بهدف جر القوات إلي مناطق مكشوفة في جوف الصحراء لاصطيادها والدخول معها في معارك مفتوحة.. لقد نجحت القوات المصرية خلال الاسابيع الماضية في مطاردة نحو ست سيارات 'دفع رباعي' قادمة من السودان باتجاه أسوان علي خلفية الاحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة، وهو أمر يشير إلي أن المنطقة الجنوبية باتت تشكل خطرا مثلها مثل منطقتي الشرق في سيناء والغرب علي الحدود الليبية. إن علينا جميعا أن ندرك أن المرحلة القادمة خطيرة، ويجب علي المصريين أن يظلوا علي قلب رجل واحد، وأن تتوقف النخبة عن المعارك السوفسطائية التي لا يراد من ورائها إلاّ زرع المزيد من بذور الخلاف والسعي إلي تسخين الشارع المصري مجددًا واطلاق ما يسمي بتحذيرات 'الثورة الثالثة'. إن أمثال هؤلاء تسببوا في فترات سابقة في حدوث انهيارات مجتمعية خطيرة، عبر سيناريوهات الفوضي 'المدفوعة الثمن' والتي شهدتها مصر طيلة السنوات الثلاث الماضية، وينسي هؤلاء الذين صدعوا رؤوسنا بالحديث عن الديمقراطية أن هناك أمنا قوميا لهذا البلد معرض لمخاطر شتي ويتجاهلون عن عمد أن هناك مئات الشهداء والجرحي الذين يتساقطون بفعل العمليات الارهابية المنظمة والمدعومة من قوي إقليمية ودولية.. ففي الوقت الذي تسال فيه دماء الأبرياء علي أرض مصر بفعل هذه المخططات، نسمع أصواتا نشازا تدافع عن القتلة وتحدثنا عن حقوق الانسان ولا نسمع لهم صوتًا أو إدانة للعمليات الارهابية التي ينجم عنها سقوط الشهداء وتخريب البلاد واقتصادياتها.. لقد سعي هؤلاء جنبا إلي جنب مع الارهابيين في استغلال بعض القرارات الاقتصادية الأخيرة.. لإثارة الفوضي مجددًا، فراحوا يستخدمون كل الوسائل للتحريض أملاً في خروج الجماهير إلي الشارع مرة أخري، ثم استغلال هذا الخروج لاحداث تخريب وحرائق في البلاد تؤدي إلي انتكاسة كبري وتعيد البلاد إلي المربع 'صفر' من جديد. صحيح أن الناس كشفت اللعبة الاخوانية وأهدافها، وصحيح أن ثقة الناس في الرئيس السيسي لم تتزعزع، إلا أن رهانات الإخوان لم تتوقف ولن تتوقف، بهدف استغلال بعض الأحداث والقرارات للحصول علي دعم شعبي يمكنهم من اسقاط النظام واسقاط الدولة، لتلحق مصر بالعراق وغيرها من البلدان.. ويدرك 'الإخوان' قبل غيرهم أنهم يمارسون لعبتهم القذرة في مواجهة شعب عنيد وقائد جسور أخذ علي عاتقه مهمة انقاذ الوطن حتي ولو كان الثمن روحه يقدمها عن طيب خاطر. ويعرف الإرهابيون جيدًا أن 'السيسي' حالة استثنائية، يمتلك قدرة هائلة علي الصمود وشجاعة فائقة في المواجهة، وقلبا جسورا لا يعرف الخوف ولا التردد. وإذا كان المتآمرون في الخارج أو الداخل يراهنون علي إثارة الفتنة داخل الجيش أو الشرطة فقد خاب سعيهم، طيلة الفترة الماضية، رغم استخدامهم لكافة أساليب العنف والإرهاب التي تعدت كل الحدود وطالت الأبرياء من أبناء الشعب المصري. وإذا كانت واشنطن وعملاؤها يظنون أن الشعب المصري قد يخدع مرة أخري، فهم واهمون، فالمصريون علي استعداد أن يتحملوا كافة أوجه المعاناة مهما كانت قسوتها ولكن أبدًا لن يسمحوا بتكرار سيناريو ما جري في العراق أو سوريا أو ليبيا علي أرض مصر مرة أخري. نعم لا يزال الجرح غائرًا في النفوس، ولا تزال دماء الأبرياء تتدفق من جراء أفعالهم الخبيثة، التي وصلت إلي حد تدمير محطات الكهرباء والمياه، نعم أصبح العدو الداخلي أشد خطرًا من أعداء الخارج، لكننا علي يقين بأننا سننتصر، وسندحر الخونة، وسنرفع راية الوطن عاليًا، وسنسقط المخططات الإجرامية لتبقي مصر وتبقي أمتها رغم أنف المتآمرين