أعلنت الجمعية المصرية لطب الأطفال خلال المؤتمر العلمي الذي تم تنظيمه بالتعاون مع شركة فايزر مصر و برنامج الأممالمتحدة التنموي بمناسبة اليوم العالمي للالتهاب الرئوي لإلقاء الضوء علي أهم التطورات لاكتشاف وتشخيص و طرق الوقاية من مرض الالتهاب الرئوي لدي الأطفال اقل من خمس سنوات، ودور برامج التطعيم في دول أفريقيا والشرق الأوسط لتقليل معدلات الانتشار. و يقول الدكتور حامد الخياط أستاذ طب الأطفال إن الالتهاب الرئوي هو شكل من أشكال العدوي التنفسية الحادة التي تصيب نسيج الرئتين، ويأتي الالتهاب الرئوي في مقدمة أسباب وفاة الأطفال في جميع أنحاء العالم، فهو يودي، كل عام، بحياة نحو 1.8 مليون طفل دون سن الخامسة، ممّا يمثّل 20% من الوفيات التي تُسجّل في صفوف تلك الفئة في كل ربوع العالم. ويُسجّل علي الصعيد العالمي وقوع نحو 155 مليون حالة من حالات الالتهاب الرئوي بين الأطفال، ويلحق هذا المرض أضراراً بالأطفال وأسرهم في كل مناطق العالم و عن أسباب مرض الالتهاب الرئوي يقول الدكتور الخياط انه يحدث جرّاء عدد من العوامل المعدية، بما في ذلك الفيروسات والجراثيم البكتيرية والفطريات وتعتبر بكتريا المكورات العقدية الرئوية أكثر أسباب الالتهاب الرئوي الجرثومي لدي الأطفال يليه ميكروب ه -أنفلونزا 'ب' أما الفيروس التنفسي الخلوي هو أكثر الأسباب الفيروسية للالتهاب الرئوي شيوعا،ويمكن أن ينتشر الالتهاب الرئوي بطرق عدة، فيمكن للفيروسات والجراثيم الموجودة عادة في أنف الطفل أو حلقه أن تصيب رئتيه إذا ما استنشقها. وقد ينتشر أيضاً عن طريق الرذاذ المتطاير الناجم عن السعال، وقد ينتشر كذلك عبر الدم، ولاسيما أثناء الولادة أو بعدها بقليل. ولا بدّ من إجراء المزيد من البحوث بشأن مختلف العوامل المسببة للالتهاب الرئوي وطرق سريانها، فذلك له أهمية بالغة فيما يخص العلاج والوقاية. و عن الأعراض أوضح انه تدور حول سرعة التنفس أو صعوبته ، والسعال ، والحمي ، ونوبات الارتعاد ،و فقدان الشهيّة ، وأزيز التنفس 'أكثر شيوعاً في أنواع العدوي الفيروسية' في حين يستطيع معظم الأطفال الأصحاء التصدي للعدوي بفضل دفاعاتهم الطبيعية، و الأطفال الذين يعانون من ضعف جهازهم المناعي يواجهون، أكثر من غيرهم، مخاطر الإصابة بالالتهاب الرئوي. ويمكن أن يضعف جهاز الطفل المناعي بسبب سوء التغذية أو نقصها، ولاسيما لدي الرضّع الذين لا يتغذون بلبن الأم ، ويعد العيش في بيوت مكتظة وتلوث الهواء داخل المباني بسبب أدخنة المصانع والدخان المنبعث من تدخين الآباء للتبغ من احد أهم مخاطر التي تزيد فرص الإصابة بالالتهاب الرئوي. وأشار الي ان العلاج يكمن في تناول المضادات الحيوية، وعادة توصف تلك الأدوية في المراكز الطبية أو المستشفيات، ويمكن علاج معظم حالات الالتهاب الرئوي التي تصيب الأطفال بفعالية في المنزل ، الا انه يوصي بإدخال الرضّع المصابين الذين لا يتجاوز عمرهم شهرين والذين يعانون من مضاعفات عضوية بدخول المستشفي لتقلي العلاج. وأضاف ان وقاية الأطفال من الالتهاب الرئوي من العناصر الأساسية للحد من معدلات وفيات الأطفال والمعروف أنّ توفير التغذية المناسبة من الأمور الأساسية لتحسين دفاعات الأطفال الطبيعية، ويتحقق ذلك عن طريق الرضاعة الطبيعية طيلة الأشهر الستة الأولي من حياتهم كما يسهم التصدي للعوامل البيئية مثل تلوّث الهواء داخل كردون المباني والتشجيع علي التزام مبادئ النظافة الشخصية في المنازل المكتظة في تخفيض عدد الأطفال الذين يُصابون بالالتهاب الرئوي ويُعد التطعيم ضد الميكروبات ه ، أنفلونزا "ب" والمكوّرات الرئوية والحصبة والسعال الديكي أكثر الوسائل فعالية للوقاية من الالتهاب الرئوي. و يقول الدكتور سامي الشيمي أستاذ طب الأطفال إن الالتهاب الرئوي هو أكثر سبب للوفاة في الأطفال فمن عدة سنوات قبل ظهور محلول الجفاف كان السبب الأول هي النزلات المعوية و بعدها الالتهاب الرئوي أما الآن فالسبب الأول للوفيات بين الأطفال هو الالتهاب الرئوي ، مشيرا الي ان التطعيم له أهمية كبيرة في تلك الحالات نظرا لأنه متوفر ويمكن عن طريقه حماية الأطفال أيضا من الإصابة بالتهاب الأذن الوسطي والحمي الشوكية وهو أمر لا يتوفر لأمراض أخري ، و الآثار الجانبية للتطعيم لا تختلف و لا تزيد عن الآثار الجانبية لأي تطعيم يأخذه الطفل . و عن تأثر الرئة بسبب الإصابة بالالتهاب الرئوي يقول الدكتور احمد البليدي أستاذ طب الأطفال و رئيس وحدة الرعاية المركزة بمستشفي الأطفال كلية طب قصر العيني انه في حالة علاج الطفل بشكل صحيح لا يترك الالتهاب الرئوي اثر علي رئته و لكن أحيانا الالتهاب الرئوي يسبب مضاعفات فمثلا يسبب مياه علي الرئة مما يتطلب تركيب أنبوب داخل الصدر إذا كانت الكمية كبيره لسحب المياه، و من الممكن إن تكون المياه متحوصلة و تؤثر علي الغشاء البلوري نفسه و في هذه الحالة تترك اثر علي المدي الطويل علي وظائف الرئة لدي الطفل، مما يضعف صدره ، وقد تؤدي مضاعفات الالتهاب الرئوي إلي الإصابة بخراج في الرئة و يحتاج ذلك إلي العلاج بالمضادات الحيوية لمدة طويلة، و في بعض الأحيان تحتاج إلي استئصال جراحي، وقد تحدث مضاعفات أخري قد تصل إلي الوفاة، مشيرا إلي إن التطعيم يجنب تلك المشاكل حيث يتناول الطفل التطعيم ضد المرض من خلال أربع جرعات أساسية عند بلوغه عمر شهرين، و 4 شهور ، و 6 شهور ، أما الجرعة الرابعة مابين 12 و 15 شهر، و إذا فات موعد التطعيم فهناك مايسمي بتعويض التطعيم عن طريق جدول يتم وضعه من قبل الأطباء المتخصصين طبقا لعمر الطفل و يقول الدكتور شريف عبد العال استشاري طب الأطفال و أمين مساعد الجمعية المصرية لطب الأطفال إن منظمة الصحة العالمية أعلنت عن 6 أمراض يمكن الوقاية منها وهي مسئولة عن 73% من وفيات الأطفال في العالم كل عام، أولها الالتهاب الرئوي الذي يتسبب في 19% من حالات وفيات الأطفال الذين تقل أعمارهم عن الخامسة يليه الإسهال ثم الولادة قبل موعدها وبعدها الملاريا وإصابات عدوي الدم ومشكلات التنفس المتصلة بمضاعفات الولادة. وأشار إلي ضرورة اهتمام الأم بإبعاد الطفل عن مصادر العدوي بالميكروبات مثل الأماكن المزدحمة، وكذلك عن الأشخاص المصابين بنزلات البرد والسعال، ويجب أن تهتم الأم بتغذية الطفل وتراعي ألا تقدم له الأغذية الصلبة التي قد تصيبه بالشرقه، والاهتمام بالعلاج المناسب عند إصابة الطفل بنزلات البرد والعدوي الفيروسية ، و الحرص علي إعطاء التطعيم ضد الالتهاب الرئوي الذي يحصنهم من الإصابة به.