3 إعفاءات للأشخاص ذوي الإعاقة في القانون، تعرف عليها    بصور قديمة.. شيريهان تنعي الفنان الراحل صلاح السعدني    حزب "المصريين" يكرم 200 طفل في مسابقة «معًا نصوم» بالبحر الأحمر    بجوائز 2 مليون جنيه.. إطلاق مسابقة " الخطيب المفوه " للشباب والنشء    عيار 21 الآن فى السودان .. سعر الذهب اليوم السبت 20 أبريل 2024    تعرف على موعد انخفاض سعر الخبز.. الحكومة أظهرت "العين الحمراء" للمخابز    رسميا.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم السبت 20 إبريل 2024 بعد الانخفاض الأخير    GranCabrio Spyder| سيارة رياضية فاخرة من Maserati    نشرة منتصف الليل| الأرصاد تكشف موعد الموجة الحارة.. وهذه ملامح حركة المحافظين المرتقبة    300 جنيها .. مفاجأة حول أسعار أنابيب الغاز والبنزين في مصر    عميد تجارة الإسكندرية: السيطرة على سعر الصرف يزيد من فرص الاستثمار    انفجار في قاعدة كالسوم في بابل العراقية تسبب في قتل شخص وإصابة آخرين    سمير راغب: إسرائيل لا تمتلك الإمكانيات لاستهداف المنشآت النووية الإيرانية (فيديو)    ارتفاع عدد الشهداء جراء استهداف منزل في حي تل السلطان إلى 8 بينهم 5 أطفال    «أتمنى الزمالك يحارب للتعاقد معه».. ميدو يُرشح لاعبًا مفاجأة ل القلعة البيضاء من الأهلي    لؤي وائل يروي تفاصيل سقوطه أثناء مباراة بلدية المحلة.. 40 دقيقة مغمى عليا    28 مباراة بينها 3 للأهلي.. مواعيد مباريات اليوم والقنوات الناقلة    فودين يكشف أسباب ارتداء الرقم 47 مع مانشستر سيتي    ريو آفي يتعادل مع أروكا بالدوري البرتغالي    بشكتاش يهزم أنقرة جوجو.. ويقترب من مركز طرابزون    يوفنتوس يواصل فقد النقاط بالتعادل مع كالياري.. ولاتسيو يفوز على جنوى    حالة الطقس اليوم.. حار نهارًا والعظمى في القاهرة 33 درجة    9 مصابين في انقلاب سيارة ربع نقل في بني سويف    "محكمة ميتا" تنظر في قضيتين بشأن صور إباحية مزيفة لنساء مشهورات    كل ما تريد معرفته عن رياح الخماسين التى تضرب البلاد الآن    جنازة مهيبة للطفل ضحية جاره.. ذبحه داخل شقة في شبرا الخيمة    حريق هائل بمخزن كاوتش بقرية السنباط بالفيوم    وزارة الداخلية تكرم عددا من الضباط بمحافظة أسوان    إياد نصار: لا أحب مسلسلات «البان آراب».. وسعيد بنجاح "صلة رحم"    محمد حماقي يُشعل حفل نجمل محمد فؤاد (بث مباشر)    يسرا: فرحانة إني عملت فيلم «شقو».. ودوري مليان شر    نبيل الحلفاوي متأثرًا بوفاة صديقه الفنان صلاح السعدني: «اليوم ودعت جزءًا كبيرًا وجميلًا وعزيزًا من عمري»    سمية الخشاب: استحق جائزة أفضل ممثلة في مسلسلات رمضان    استعد لاحتفالات شم النسيم 2024: نصائح وأفكار لتجديد فرحة الربيع بأساليب مميزة    خالد منتصر: معظم الإرهابيين مؤهلات عليا    أعظم الذكر أجرًا.. احرص عليه في هذه الأوقات المحددة    أدعية الرزق: أهميتها وفوائدها وكيفية استخدامها في الحياة اليومية    آلام العظام: أسبابها وكيفية الوقاية منها    عمرو أديب يطالب يكشف أسباب بيع طائرات «مصر للطيران» (فيديو)    داليا عبد الرحيم: الإخوان أسست حركات لإرهاب الشعب منذ ثورة 30 يونيو.. خبير: عنف الجماعة لم يكن مجرد فعل على الثورة.. وباحث: كان تعاملهم برؤية باطنية وسرية    عاجل - فصائل عراقية تعلن استهداف قاعدة عوبدا الجوية التابعة لجيش الاحتلال بالمسيرات    إعلام عراقي: أنباء تفيد بأن انفجار بابل وقع في قاعدة كالسو    وزير دفاع أمريكا: الرصيف البحري للمساعدات في غزة سيكون جاهزا بحلول 21 أبريل    خبير ل«الضفة الأخرى»: الغرب يستخدم الإخوان كورقة للضغط على الأنظمة العربية المستقرة    إياد نصار يكشف سبب مشاركة الشيخ خالد الجندي في مسلسل صلة رحم    تعليق مثير من ليفاندوفسكي قبل مواجهة «الكلاسيكو» ضد ريال مدريد    باحث عن اعترافات متحدث الإخوان باستخدام العنف: «ليست جديدة»    وزير الرياضة يتفقد المدينة الشبابية بالغردقة    مرض القدم السكري: الأعراض والعلاج والوقاية    مرض ضغط الدم: أسبابه وطرق علاجه    «هترجع زي الأول».. حسام موافي يكشف عن حل سحري للتخلص من البطن السفلية    وزير الأوقاف ومحافظ جنوب سيناء يفتتحان أعمال تطوير مسجد الصحابة بشرم الشيخ    داليا عبد الرحيم: الإخوان أسست حركات لإرهاب الشعب منذ ثورة 30 يونيو    50 دعاء في يوم الجمعة.. متى تكون الساعة المستجابة    وزير الصحة يتفقد المركز الإفريقي لصحة المرأة ويوجه بتنفيذ تغييرات حفاظًا على التصميم الأثري للمبنى    حماة الوطن يهنئ أهالي أسيوط ب العيد القومي للمحافظة    انطلاق 10 قوافل دعوية.. وعلماء الأوقاف يؤكدون: الصدق طريق الفائزين    نصبت الموازين ونشرت الدواوين.. خطيب المسجد الحرام: عبادة الله حق واجب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رسالة إلي رئيس فقد شرعيته.. 'ارحل'
نشر في الأسبوع أونلاين يوم 07 - 07 - 2014

شرعيتك سقطت منذ أعلنت الحرب علي 'الدستورية' واستبحت القضاء وحنثت بالقسم!! بماذا تسمي رئيسا يطالب أنصاره بمحاصرة مؤسسات الدولة ويتهم المخابرات العامة بأنها ترعي تنظيمًا من البلطجية؟!
في عهدك ضاع الأمن القومي.. وتم إسكات البندقية الفلسطينية.. وسلمت سيناء لأهلك وعشيرتك.. وأعلنت إثيوبيا عن سد النهضة!!
تفككت مؤسسات الدولة وضاع الأمن والاستقرار بفعل فاعل وهاجر مليون مصري إلي الخارج!!
لم يعد لدينا رئيس وإنما ممثل للجماعة.. يؤمر فيطيع!!
مصر أكبر منك ومن جماعتك.. ولهذه الأسباب يضعك الناس في موضع المقارنة مع حسني مبارك!!
د.محمد مرسي..
أبعث إليك بهذا الخطاب، أرجو أن تقرأه جيدًا، تعرف أنني أكتب من القلب، ليس لي مطمع في سلطة، ولم أكن واحدًا من منافسيك.. سعي إلي منصب، ولا أهدف إلي مصلحة، لكنني أكتب إليك حرصًا علي الوطن، وسعيًا لانقاذ ما تبقي.
لم أكن في يوم من الأيام معاديًا لجماعة الإخوان، بل كنت مدافعًا عن حقهم في الوجود، ورفضت بكل قوة أية إجراءات قمعية مورست ضد عناصركم في فترة حكم الرئيس السابق، وسعيت كما تعرف إلي تهدئة الأجواء، وحل الكثير من المشاكل والأزمات التي كانت تتفجر بينكم وبين المجلس العسكري.
وأظنك تتذكر، ماذا قلت لي بعد ترتيبي لقاء بينك وبين ثلاثة من أعضاء المجلس العسكري هم 'اللواء عبد الفتاح السيسي واللواء محمد العصار واللواء ممدوح شاهين'، وكنت أنا خامسكم، وكان اللقاء الذي جري بتعليمات من المشير، قد جاء بعد أن طلبت منه ضرورة حل الأزمة التي تفجرت بين الجماعة والمجلس العسكري علي خلفية اتهامكم للمجلس بالسعي إلي تزوير الانتخابات، ويومها رد المجلس في بيان حاد يذكركم بسيناريو 1954 بين عبد الناصر والإخوان.
اسأل مرشدك الدكتور محمد بديع عن الرسائل التي حملتها منه إلي المشير وقادة المجلس العسكري لتهدئة الأجواء ونزع فتيل الأزمة، وكذلك الحال بين الدكتور الجنزوري والجماعة، كان الهدف هو لملمة الشمل، وإجراء الانتخابات في أجواء حيادية تضمن الانتقال السلمي للسلطة، من رجال عاهدوا الله وعاهدوا أنفسهم علي الوفاء بالرسالة، وتسليم الحكم في الموعد المحدد.
لا أريد أن اذكرك بموقفك في اليوم الأول لتولي السلطة، عندما ذهبت تعلن العداء للمحكمة الدستورية العليا، وتشكك في حكمها بحل مجلس الشعب، وأنت الذي أقسمت أمامها منذ قليل، وأنشدت فيها شعرًا، ثم انقلبت عليها وأعدت مجلس الشعب الباطل، ، ولم تتراجع إلا بعد صدور المزيد من الأحكام، حاولت الانتقام من أعضائها، ثم نجحت بعد أن فصلت لهم في الدستور 'الإخواني' وتمكنت من إبعاد تسعة من أعضائها، كان في مقدمتهم المستشارة تهاني الجبالي التي قادت داخل المحكمة تيارًا يرفض محاولة أداء القسم خارج المحكمة، وبحضور نواب المجلس 'المنحل'.
تتذكر يادكتور مرسي، كيف تقولت علي المحكمة، وادعيت بالباطل عليها، وعلي بعض أعضائها الأجلاء، وعندما طالبوك بالمستندات لم تعبأ ولم تكترث ولم ترد، لأنك لا تمتلك شيئًا أو دليلاً مما ادعيت.
وعندما صدرت التعليمات منك بمحاصرة مبني المحكمة الدستورية لمنعها من إصدار حكم في شأن حل مجلس الشوري والجمعية التأسيسية كان ذلك قمة التحدي، وقمة الاستهانة بالقضاء، لقد دفعت بحشود جاءت بها جماعتك من كل حدب وصوب، تصدوا للقضاة الأجلاء، أهانوهم، هتفوا لك وقالوا إنهم مستعدون أن يأتوا بهم في 'شيكارة'، إذا أردت ذلك.
انتفض العالم بأسره، علقت 60 محكمة عليا أعمالها في شتي أنحاء العالم احتجاجًا، لكنك لم تهتم ولم تراجع نفسك، وعندما أجري معك الإعلامي عمرو الليثي حديثًا تليفزيونيًا علي شاشة قناة المحور مؤخرًا يسألك فيه عن رأيك في حصار المحكمة الدستورية، لم تدن ولم تعتذر، بل رحت تبرر، وتقول إن الآخرين حاصروا القصر الرئاسي في الاتحادية، مع أنك لو تتذكر أن المظاهرات التي زحفت إلي القصر الرئاسي جاءت بعد حصار انصارك للدستورية.
نفس الأمر، وبنفس الطريقة تم التعامل مع من تسميهم أنت وجماعتك بالإعلام 'الفاسد'، لقد تمت محاصرة مدينة الإنتاج الإعلامي بواسطة جماعة حليفك 'حازم صلاح أبو إسماعيل' وبتعليمات مباشرة منك ومن جماعتك، أهين الإعلاميون، ومنع الضيوف، وتم التهديد باقتحام المدينة، أثاروا الرعب والفزع والخوف في نفوس العاملين، ولم يحرك ذلك ساكنًا لديك، كنت سعيدًا بكل ما يجري، بل مؤيدًا وداعمًا، تكرر الأمر أكثر من مرة، وفي كل مرة كنت أكثر سعادة.
ألغيت الإعلان الدستوري المكمل، واهنت المشير طنطاوي ورئيس الأركان الفريق سامي عنان بخديعتك لهما في 12 أغسطس من العام الماضي، وقمت بعزلهما بطريقة غير أخلاقية، بعد أن كنت تشيد بهما وبإخلاص المجلس العسكري ووفائه لعهده الذي قطعه علي نفسه، وكان الهدف من وراء كل ذلك هو إلغاء الإعلان الدستوري المكمل، والذي كان يكبل سلطتك في إصدار دستوري إخواني ويضع معايير موضوعية لاصدار الدستور، ويمنعك من التدخل في شئون المؤسسة العسكرية، ويعطي المجلس العسكري الحق في تشكيل الجمعية التأسيسية حال صدور حكم من القضاء الإداري ببطلانها.
أطلقت يد جماعتك لتمارس الإرهاب، وتشوه سمعة المجلس العسكري، حتي يقبل بسياسة الأمر الواقع، ويسلم إليك السلطة التشريعية، وهي ليست من حقك في ظل غياب مجلس الشعب، لكنهم تركوا لك السلطة، ورفضوا الانقلاب، وارتضوا بسياسة الأمر الواقع، خوفًا من انفجار الأوضاع وحرصًا علي المؤسسة العسكرية، في وقت هللت فيه كافة القوي 'بغباء منقطع النظير' لقراركم بإلغاء الإعلان الدستوري المكمل، ثم عادوا يندمون!!
وفي 21 نوفمبر من العام الماضي أصدرتم إعلانًا دستوريًا بمقتضي سلطة اغتصبتموها، يقضي بسحب كافة الصلاحيات من محاكم القضاء، والإمساك بها، وعزل النائب العام وتقويض سلطة القضاء، فكان ذلك إنذار خطر شديد، وتحديا لكل ثوابت الوطن، وانتهاكا للقوانين والإعلانات الدستورية المختلفة، فكان ذلك بداية الشرارة التي دفعت الجماهير إلي الزحف للقصر الرئاسي في 4 ديسمبر الماضي، تعلن رفضها للديكتاتور الجديد، الذي قبض علي السلطات الثلاث في يديه، التنفيذية والتشريعية والقضائية معلنًا بذلك أنه تفوق علي كافة المستبدين الذين حكموا وتحكموا في مصر منذ زمن الفراعنة وحتي الآن.
كان هناك نحو مليون متظاهر، كانوا سلميين، حرصوا علي أمن البلاد، لم يقتربوا من القصر الرئاسي بأي أذي، ولكن في اليوم التالي كانت التعليمات قد صدرت من جماعتك بالتشاور معك، فانطلقت جحافل الميليشيات الإخوانية وراحت تعتدي علي الأبرياء وتقتل وتصيب المئات، تفجرت الدماء حول القصر، وتم أسر العشرات من المواطنين، بواسطة هذه الميليشيات وجري تعذيبهم داخل القصر بعلمكم ومشاركة قيادات كبري من كبار الموظفين بالرئاسة.
تحدثتم عن مؤامرة، وعن قيادات تآمرت عليكم، فإذا بالمستشار مصطفي خاطر المحامي العام لنيابة شرق القاهرة يكشف كذب ادعاءاتكم ويعلن الحقيقة أمام الرأي العام، رغم مواقف نائبكم العام المعين، والذي طالب بحبسهم، لكن رجال النيابة الشرفاء تحدوا نائبهم العام، وأعلنوا الحقيقة غير خائفين، وظهرت أنت بمظهر الرجل الذي يسعي إلي تلفيق الاتهامات للآخرين.
عزلت النائب العام المستشار عبد المجيد محمود، لأسباب أنت تعرفها جيدًا، ودعك من الادعاءات الكاذبة، ثم عينت نائبًا عامًا بقرار باطل، ورغم صدور حكم من محكمة الاستئناف، ورغم إعلان وزير العدل السابق أحمد مكي أن قرارك باطل، إلا أنك صممت علي المضي في الطريق، لأنك أردت أن ترهب وأن تؤدب الجميع، وأن تقبض علي الدولة لتصبح جميعها مُسخرة تحت يديك!!
هكذا تحولت الدولة المصرية إلي مرتع خصب لك ولأقاربك ولجماعتك، جئت بابن شقيقتك أسعد الشيخة ليتولي منصب نائب رئيس الديوان الرئاسي، أصبحت كل المهام في يده، ولم تعد هناك كلمة داخل القصر لأحد سواه، ابناؤك وأهلك وعشيرتك يستخدمون كل إمكانات القصور، وكأنها عزبة ورثوها عن الأجداد، استباحوا قصور رأس التين والقناطر الخيرية، واستراحات الرئاسة وسياراتها وإمكاناتها، سخروا الدولة لمصلحتهم، أصبحت أنت تتنقل بطائرات الرئاسة حتي في زيارتك لأهلك بالشرقية، وأرجو منك أن تعلن للرأي فقط عن فاتورة 'الجمبري والاستاكوزا' الذي يدخل يوميًا إلي القصر الجمهوري لك ولحاشيتك.
لم تصدق في وعد أطلقته، لا مناصب، ولا إجراءات، لا قرارات، ولا برنامج انتخابيا، حتي محمود مكي الذي عينته نائبًا لك، رفضت استمراره، لأنه تجرأ في يوم ما وانتقد جماعة الإخوان ومحاولة تدخلها في الأمور الرئاسية، بل حتي أقرب المقربين إليك، الرجل الذي ساعدك في إصدار القوانين والإعلانات الدستورية الباطلة المستشار محمد فؤاد جاد الله، لم يطق الاستمرار في الباطل، فأعلن استقالته وقال 'إن مكتب ارشاد الإخوان المسلمين هو الذي يملي قراراته علي رئيس الجمهورية ويتدخل في كل كبيرة وصغيرة.
القضاء لم يسلم من قراراتك، وهأنت تتحدي الرأي العام وتصر أنت وجماعتك علي إصدار قانون للسلطة القضائية يجري بمقتضاه عزل 3500 قاض، حتي تخلو لك الساحة، وتزور الانتخابات، وتطيح بأعضاء المجلس الأعلي للقضاء، ومستشاري النقض، وأعضاء المحكمة الدستورية، ورؤساء المحاكم الابتدائية.
نفس الأمر يجري في الشرطة والأجهزة الأمنية، تحت شعار التطهير ترتكب كل الموبقات، يجري الاستغناء عن الخبرات والكوادر، تصفي الحسابات وتتخذ إجراءات انتقامية، يتم التحريض علي الشرطة وجهازها الوطني، يتم تحريض بعض العناصر لحصار جهاز الأمن الوطني والإساءة إلي رجاله!!
هل رأيت في الدنيا يا دكتور مرسي، رئيس جمهورية يحرض علي أجهزة أمن الوطن الذي يحكمه لصالح ميليشيات جماعته التي تريد أن تستولي علي هذه الأجهزة وتسيطر عليها لتحكم قبضتها علي البلاد والعباد؟
أنت فعلتها!!
لقد قلت لرجلك 'أبو العلا ماضي' إن جهازالمخابرات العامة أنشأ تنظيمًا من 300 ألف بلطجي، وعندما قال ذلك لم يصدق الناس ما ردده علي لسانك، لكنك رفضت أن تنفي، بل عرفنا أنك أنت الذي طلبت منه ذلك، وأنك أنت الذي حرضته علي القول والإدلاء بهذه التصريحات، لأن الهدف هو دفع الناس للزحف إلي مبني المخابرات العامة وإسقاطه، ثم إعادة تشكيله من أهلك وعشيرتك والتابعين.
كيف نثق فيك يادكتور مرسي وأنت تسعي حثيثًا إلي تفكيك الدولة وأجهزتها، تارة لأنهم من رجال النظام السابق، وتارة لأنهم معاديون للثورة وأنا لا أعرف عن أي ثورة تتحدث، وأنت تحرض علي قتل أبنائها، وسجنهم، وتعذيبهم ومواجهتهم بالرصاص في الشوارع.
لقد كنت أنت وجماعتك من أكثر الموالين للنظام السابق، لم يجرؤ أحد فيكم حتي اليوم الأخير علي أن يرفع شعار 'ارحل'، بل كنتم تنتقدون كل من يطالب الرئيس مبارك بالرحيل، وأظن أن التسجيلات لاتزال موجودة، وأظن أن ما نشر عن تفاصيل لقاءاتك أنت والدكتور سعد الكتاتني باللواء عمر سليمان لا يزال حاضرا في الأذهان، بل حضرت بنفسي واحدا من هذه اللقاءات التي جرت يوم 6 فبراير، وكان كل مطلب الجماعة الذي جاء علي لسانك هو فقط الافراج عن المعتقلين السياسيين وإلغاء حالة الطوارئ!!
في عهدكم سقط العشرات في بورسعيد الباسلة وفي السويس والاسماعيلية، ناهيك عن المحافظات الأخري، أصبحت هذه المدن شبه معزولة، لم تهتم كثيرًا بشأنهم لكنك دفعت إليهم بمشروع يهدد الأمن القومي هو مشروع إخواني وليس وطنيا، مشروع تستهدف من ورائه تقسيم الوطن وتهديد الأمن القومي للبلاد..
بالضبط كما فرطت في أمن سيناء، وتركتها مرتعا لأهلك وعشيرتك الذين أفرجت عنهم وجئت بهم من كل حدب وصوب، قتلوا أبناءنا في رفح ولم نعرف نتيجة، اختطفوا ضباطنا وقتلوهم وكنت علي علم بذلك، ولم تعلن الحقيقة، خطفوا جنودنا فكنت أحرص علي الخاطفين من المخطوفين وطالبت بسلامة الطرفين، وهرب الخاطفون وستكشف الأيام وقائع ما حدث من خلف ستار..
إنهم نفس المجموعات التي تضرب أنابيب الغاز التي تنقل الغاز المصري إلي إسرائيل، أسألك لماذا توقف هؤلاء الآن عن ضرب أنابيب الغاز منذ وصولك للسلطة، من الذي استجاب لمطالب إسرائيل وأمر هؤلاء بالتوقف؟!
نعم 'إسرائيل' يا دكتور مرسي!!
'إسرائيل' التي وصفت رئيسها بالصديق الوفي، أنه العدو الصهيوني قاتل أهلنا ومغتصب أرضنا، هذا العدو الذي فشل في اسكات البندقية الفلسطينية، لكنك ومكتب ارشادك نجحتم في إجبار 'حماس' علي أن توقع اتفاقا برعايتك مع إسرائيل في 22 نوفمبر الماضي، تعلن في بنده الثاني 'رفض العمليات العدائية من كلا الجانبين'!!
في زمنك يا دكتور مرسي أصبح 'الكفاح المسلح' الذي نصت عليه المواثيق الدولية لحق للشعوب المحتلة عملاً عدائيا..
في عهدك تم اسكات البندقية الفلسطينية وتحولت حماس من حركة تحرر وطني تدافع وتقاتل لأجل فلسطين، إلي فرع لجماعة الإخوان المسلمين تنفذ الاتفاقات وتحرس أمن إسرائيل من أية محاولات عبثية..
في زمنك أصبح للوجود الأمريكي في مصر باع ممتد بطول البلاد وعرضها، لم تجرؤ علي انتقاد تصريح أوباما الذي أعلن فيه أن القدس هي العاصمة الأبدية لإسرائيل، لم ترد عليه ولو بكلمة واحدة.. التزمت الصمت، لأنك تعرف أن أوباما وسفيرته وخارجيته هم من أولياء النعم.
في زمنك ضاعت ثوابت الوطن، وتعرض أمننا القومي للخطر، مصر مهددة بالجوع والعطش، وأنت لا تبالي، الإثيوبيون في صحفهم وإعلامهم يقولون إنك كنت علي علم بقرار إثيوبيا بإقامة سد النهضة، وأنت لم ترفض، بل دفعت رجالك إلي التطوع بالقول 'إن الخيار العسكري مستبعد' ياليتك تقرأ كيف كان عبد الناصر والسادات ومبارك يتعاملون مع هذا الملف، مبارك الذي ثار الشعب عليه، لم يجرؤ علي التفريط، هدد وتوعد وأدار الأزمة بروح وطنية مسئولة، أما أنت فطز في مصر، كما قالها مرشدك السابق.
ترابنا وأمننا القومي، لم يعد واردًا علي أجندتك، وكيف يمكن أن يرد في ذهن رجل هو عضو في التنظيم الدولي للإخوان، الذي لا يؤمن بالوطنية أو القومية، ومصر بالنسبة له كأفغانستان أو كازخستان، العروبة بالنسبة له وهم، والقومية وهم يجب التخلص منه كما قال حسن مالك رجلك المفضل في المال والأعمال..
تحولت مصر إلي ساحة مستباحة تتحكم فيها عناصر الجماعة الإخوانية علي يديك، المال، والاقتصاد، توظيف الأزمات والعلاقات، شركات وأموال، مليارات تتدفق إلي الجيوب.
لو كنت معاديا للفساد كما تقول 'أعلن عن ثروة رجال أعمال الجماعة، كيف كانت وكيف أصبحت، أعلن عن الشركات التي أسسوها في عهدك، وعن التوكيلات التي حصلوا عليها من الداخل والخارج، وكيف تعلن وأنت تخضع لقرارات الجماعة ولا تملك سوي السمع والطاعة، لأنك حتي لو أردت فلن تستطيع، لأن رئاسة الجمهورية تحكم بواسطة مكتب الارشاد وليس بواسطتك..
هل تعرف يا د.مرسي أن عدد الذين هاجروا ولم يستطيعوا البقاء تحت حكمك بلغوا نحو المليون مواطن في أقل من عام.. مصر بالنسبة لهم هي الحياة لكنهم تركوها ومضوا صاغرين إلي جورجيا وأوكرانيا وكندا وأمريكا وغيرها بسبب سياساتكم وخوفهم من الميليشيات التي نمت وترعرعت في عهدكم وبرعايتكم..
الناس يموتون في اليوم ألف مرة، المصريون أصبحوا مرضي، بعد أن أعياهم ظلمكم وظلم جماعتكم وعجرفة رجالكم الذين زرعتموهم في كل مكان علي أرض مصر..
انظر إلي الفيلد مارشال محمد البلتاجي وهو يفتش 'السجون'، ينظر إلي الضباط بنظرة استعلاء، يستعرض حرس الشرف، وكأنه رئيس الجمهورية 'صغنطوط'، من أين تأتي هذا المتعجرف كل تلك القوة في الكبر والاستعلاء، منك أنت يا ممثل الجماعة في قصر الرئاسة!!
لقد جاع الشعب المصري في عهدك، وقف الناس عشرات الكيلو مترات في انتظار كميات ضئيلة من السولار، توقفت ماكينات ضخ مياه الري، عادت إلينا شموع 'الإضاءة' بعد أن ضن علينا رجالك بالكهرباء، مصر علي وشك الافلاس، الدين الخارجي زاد في عهدك فقط من 33 مليار دولار إلي 44 مليار دولار + 7 مليارات دولار ديون شركات أجنبية تعمل في مصر، بطالة، انخفاض حاد في قيمة الجنيه، زيادة في عجز الموازنة والدين الحكومي ارتفاع رهيب في الأسعار، ضرائب تفرض، ودعم مهدد بالانقراض، انفلات أمني، خطف وقتل، سرقة بالاكراه، حياتنا أصبحت جحيما في عهدك..
استبدلت الأعداء، عاديت أشقاءنا في الإمارات لأجل مجموعة إخوانية تم القبض عليها، أطلقت إعلامك الفاسد لاهانة دولة شقيقة وقفت معنا، وقدم رجالها كل الخير لمصر ورفضوا إبعاد نصف مليون مصري من أراضيهم رغم تطاول جماعتك، وحصارهم لسفارة الامارات.
لقد داسوا علي صورة الراحل العظيم الشيخ زايد ووضعوها تحت أقدامهم، هل تعرف ماذا فعل الشيخ زايد؟ هل تعرف ماذا قدم لمصر؟ امض في شوارعها وأنت تعرف، إسأل الناس وأنت تعرف، اعلامك يتطاول وأنت لا تردع لأنك تحرض، وتوجه الاتهامات من عند أصدقائك وارباب النعمة في قطر..
قطر التي أشدت بعطائها ونسيت ما قدمه الآخرون في السعودية والكويت والامارات والبحرين وعمان وغيرها!!
الأصابع التي تلعب في مصر، ليست أصابع الامارات كما حاولت الادعاء أنت ورجالك، لكنها أصابع الإخوان التي تلعب في كل دول الخليج، فكفاك تحريضا ضد الاشقاء، إنهم لا يكرهوننا، لكنهم يرفضون العبث في أمن بلادهم.
بقي في النهاية سؤال أخير أوجهه إليك يا دكتور مرسي: أين الشريعة الإسلامية؟ لماذا لم يجر تطبيق أي من حدودها بعد مرور نحو العام علي توليكم الحكم في البلاد؟!
لقد صدعتم رءوسنا علي مدي سنوات بشعار 'الإسلام هوا لحل' فأين هذا الشعار الآن، لقد منحت أصحاب الخمور رخصا لمدة ثلاث سنوات متتالية ونفس الأمر بالنسبة لأصحاب الكباريهات بينما مبارك كان يجدد عاما بعام..
مازالت البنوك التي اسميتموها 'ربوية' تعمل، ولم يحرك ذلك ساكنا فيكم، لم تجرؤ حتي الآن علي اتخاذ أي قرار يثبت جديتكم في تطبيق الشريعة، وسعيتم إلي ارهاب السلفيين لأنهم طالبوا بتطبيقها، فهل لديك تفسير لذلك؟!
بعد كل هذا، أجيبك علي السؤال الذي تسأله بينك وبين نفسك، لماذا عاد المصريون يتذكرون مبارك ويترحم البعض علي أيامه؟
وأنا أقول لك 'والله ليس حبا في حسني مبارك ولا سعيًا لعودة نظامه البغيض، ولكن نكاية فيكم، لقد نسي المصريون ماذا فعل فيهم نظام مبارك لأنهم عندما قارنوا ما حدث في عهده وما يحدث في عهدكم، أدركوا الفارق بين رجل رفض أن يكون سببا في اشعال الحرب الأهلية بين المصريين وتنحي عن الحكم وآخر قال 'إن جلده سميك' ولن يستجيب لمطلب الشعب أبدًا حتي لو تفجرت الدماء في كل جزء من أراضيه..
بين رجل كان يحرص علي الأمن القومي لمصر، وآخر لم يعد يعنيه الأمن القومي بقدر ما تعنيه استراتيجية جماعته الإخوانية ونظرتها للعالم في ضوء هذه المصلحة..
الفارق بين حاكم كان يطلب من اللواء عمر سليمان باعتراف موسي أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحماس بدعوتهم للاستمرار في المقاومة ضد إسرائيل وبينك عندما رعيت اتفاقا مشبوها أسكت بمقتضاه البندقية الفلسطينية.
الفارق بينك وبين مبارك، أن مبارك كان حاكمًا مستبدًا، لكنه لم يكن قاتلاً، بينما أنت تحرض علانية وزير الداخلية علي مواجهة المتظاهرين السلميين.
بين حاكم يحمي أمن المصريين، وأخر يترك المصريين فريسة للانفلات الأمني ويحرض علي أجهزته الأمنية، حتي يفتح الطريق أمام الميليشيات الإخوانية لتتولي شئون البلاد، ليظل الإخوان جاثمين علي صدر مصر أبد الدهر لا تندهش يا دكتور مرسي من حديث المصريين عن مبارك فهم عندما قارنوا بين نظامك ونظامه، أدركوا الفارق، هكذا كتب زميلنا محمد البرغوثي الذي راح يتحدث عن وطنية مبارك، مع أنه كان من أشدّ الكتاب انتقادًا له في عهده، وهكذا هو حال كثيرين..
كان المصريون يظنون أنهم تخلصوا من حكم فاسد ومستبد، فإذا بهم أمام حكم فاشل أكثر فسادًا، يعود بنا إلي القرون الوسطي، حيث لا حرية ولا أمن ولا معيشة ولا كرامة ولا تداول سلميا للسلطة ولا استجابة لمطالب الشعب.
لقد مضي عهد 'مبارك' ولن يعود أبدًا، لكنك إذا تصورت أن المصريين قد طالهم اليأس والاحباط ولن يكروا ما حدث في 25 يناير فأنت مخطئ ولا تعرف هذا الشعب أبدًا..
وإذا ظننت أن ميليشياتك سوف تحمي عرشك من السقوط، فأنت لا تعرف جيشنا ولا شرطتنا هؤلاء وطنيون، تربوا علي عقيدة الوطنية والانتماء، هؤلاء ضحوا ومستعدون لمزيد من التضحية، هؤلاء لا يحكمهم تنظيم دولي أو تنظيم محلي، هؤلاء أبناء مصر الحقيقون، الذين لم يصمتوا أمام وطن اختطف بواسطة 'التتار الجدد' الذين سعوا إلي تقسيمه وتركيعه وإذلال شعبه..
.. يامرسي وياكل مرسي !!
مصر ستبقي، ستعيش مرفوعة الهامة والرأس، مصر عربية، مصر حرة مستقلة، مصر تعرف خصومها وتدرك من هم أشقاؤها وأصدقاؤها.. مصر أكبر منك، وأكبر من جماعتك، حياتنا لا تساوي شيئا إلي جوار ذرة من تراب هذا الوطن، وإذا لم تكن تعرف ذلك، فأقرأ التاريخ!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.