جاء رمضان وجاءت معه كثير من العادات المرتبطه به، ومن أشهر هذه العادات المسحراتي، ومن منا لا ينتظر رمضان من أجل رؤية المسحراتي ، فكلنا صغار وكبار نفرح برؤية المسحراتي، فقد ارتبطت هذه المهنة بشهر رمضان منذ عهد الرسول 'صل الله عليه وسلم' وكان بلال بن رباح أول مسحراتي في الاسلام. اما بالنسبة لهذه المهنة في مصر، فكان أول من امتهنها هو الوالي عنتبة بن اسحاق، وذلك عام 832ه وكان يسير علي قدميه من مدينة العسكر في الفسطاط حتي مسجد عمرو بن العاص وكان ذلك تطوعا منه، وكان ينادي في الناس 'عباد الله تسحروا فإن في السحور بركة'. أما في العصر العباسي كان المسحرتي ينشد شعراً شعبياً يسمي 'القوما'، وفي العصر المملوكي كادت مهنة المسحراتي ان تختفي تماما، لولا أن الظاهر بيبرس اعادها، وقد امتهنت المرأة التسحير في عهد ابن طولون. تطورت مهنة المسحراتي بعد ذلك، حيث ابتكر اهل مصر الطبلة كان يحملها المسحراتي ويدق عليها، فالمسحّراتي صورة لا يكتمل شهر رمضان بدونها، وهو يرتبط ارتباطا وثيقا بتقاليدنا الشّعبية الرّمضانيّة ومن العبارات المشهورة للمسحّرين قولهم: 'يا نايم وحّد الدّايم يا غافي وحّد الله يا نايم وحّد مولاك للي خلقك ما ينساك قوموا إلي سحوركم جاء رمضان يزوركم' ويقوم بتلحين هذه العبارات بواسطة ضربات فنّية يوجّهها إلي طبلته. وقديماً كان المسحّراتي لا يأخذ أجره، وكان ينتظر حتي أول أيام العيد فيمر بالمنازل منزلاً منزلاً ومعه طبلته المعهودة، فيوالي الضّرب علي طبلته نهار العيد لعهده بالأمس في ليالي رمضان، فيهب له النّاس بالمال والهدايا والحلويّات ويبادلونه عبارات التّهنئة. ئ :ويختلف المسحراتي من مكان لاخر فمسحراتي الاحياء الشعبية نجده يحفظ أسماء كل أبناء الحي.. والنداء باسم الأطفال يفرحهم جدا، فينتظروه كل ليلة ليسمعوا صوته ويطلبون منه ان ينادي أسماءهم، فيقول: يا عباد الله وحدوا الله، يا صايم وحد الدايم، قوم يا حماده وانت يا وليد.. سحورك ليوم جديد، يالله يا هدي وأنت يا رشا، اصحي يا تامر.. السحور أما مسحراتي الأحياء الراقية، فيسير المسحراتي وهو يحمل ميكروفونا صغيرا يكتفي فيه بترديد أسماء الأطفال